شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: علاء البشبيشي قضيتُ 12 شهرًا في العراق. حيث خدمتُ في بغداد من أغسطس 2005 إلى الشهر ذاته من عام 2006، باعتباري نقيبًا في الجيش، ضمن عملية “حرية العراق”. كانت سنة معقدة وصعبة، لكن فرصة خدمة بلدي في ميدان القتال تركت في نفسي بصمة لا تُمحى. ورغم أنني لم أعد الآن ضابطا في الجيش، واصلتُ متابعتي واستيعابي لأي أخبار أستطيع الحصول عليها حول ما يحدث في تلك المنطقة من العالم. لكني قراءتي ومشاهدتي لم يكن سببها بالضرورة أنني أدعم أو أعارض تواجد بلدي هناك. بل كان الأمر شخصيًّا أكثر من ذلك: بدافعٍ أنانيّ، أريد فقط أن أؤمن بأن العمل الذي قمنا به يعني شيئًا. بصراحة، لم يكن الإعلان الصادر هذا الأسبوع، بشأن نظر إدارة أوباما في قرار إعادة القوات الأمريكية إلى الخطوط الأمامية في العراق وسوريا، مفاجئًا. فتنظيم الدولة يحتل الآن الجزء الأكبر من شمال العراق، واستطاع خلق الفضاء والأمن اللازمين لإدارة دولتهم المتطرفة بفعالية. وكثير من النقاش السياسي الحالي بشأن العراق جاء عقب “لعبة اللوم” العراقية التقليدية التي استمرت عقدًا من الزمان. أطلق مرشحو الرئاسة موجة من التنديدات والاتهامات ضد قرارنا الذي اتخذناه عام 2003 بالغزو. حيث اتهم الجمهوريون أوباما بالانسحاب من العراق في عام 2011، في حين جادلت إدارة أوباما بأن الخلل الأساسي في الحرب كان التلاعب بالمعلومات الاستخباراتية وما تلاها من قرار بالغزو في المقام الأول. والحقيقة هي أن كلا الحزبين فشل بشكل ملحوظ طيلة الـ12 عاما في تطوير، ناهيك عن تفصيل، أيًا من مظاهر الهدف الاستراتيجي في العراق. اتخذنا القرار الأوَّلِيّ بغزو العراق بناء على أدلة ملفقة حول وجود ترسانة نووية خيالية، تلتها عملية إعادة إعمار مضللة لـ”حكومة” غير مجهزة وطائفية بشكل مدمر- بل ربما أكثر فسادا من تلك التي استبدلناها. بعد ذلك، اتخذنا قرار إخراج أنفسنا عسكريا ودبلوماسيا، بينما كانت الفوضى التي خلقناها قد تضخمت إلى حرب أهلية ودينية. علَّمنا التاريخ، ومؤخرا أحداث 11 سبتمبر، أننا إذا لم نتدخل في شؤون في الشرق الأوسط، فإن الشرق الأوسط لن يتركنا. ومع ذلك عكست سياستنا الخارجية انفصالا لا يمكن تفسيره عن المعلومات الاستخباراتية المفترض أن تُرشِد علاقتنا مع المنطقة. في أعقاب غزونا الأوليّ للعراق عام 2003، أصبح من الواضح أن الأغلبية الساحقة من المعلومات الاستخباراتية الرسمية، التي جُمِعَت لتوصيف التهديد، تم التلاعب بها من أجل تشكيل وتعزيز أجندة محددة سلفا. وبالمثل، كان قرار مغادرة العراق، الذي كان لا يزال غير مستقر بشكل لا يصدق في عام 2011- من أجل الوفاء بوعد حملة انتخابية- مناقضًا للتقديرات الاستخباراتية. وليس هناك شك كبير في أن انسحابنا من العراق يرتبط ارتباطا مباشرا بصعود تنظيم الدولة في المنطقة. لدينا قدرة لا مثيل لها في العالم على جمع معلومات استخباراتية متقدمة ومفيدة في الوقت المناسب. ورغم ذلك فإن إهمالنا حتى الآن في تطبيق هذه المعلومات الاستخباراتية على الهدف الاستراتيجي أمرٌ مخجل، أدى إلى أخطر مشكلة تواجه المخابرات الامريكية اليوم: أنها فسدت بفعل عملية صنع القرار. ومما لا شك فيه أن تسييس الاستخبارات، أمر خاطئ وخطير، وقع فيه كلا الحزبين. لقد امتلأت السنوات الـ12 الماضية بدروس صعبة. وقرار غزو العراق في عام 2003 هو أحد أسوأ قرارات السياسة الخارجية في التاريخ الأمريكي. لكن لا يمكن التراجع عن الغزو الآن. كان الشيء الأكثر إثارة لدهشتي خلال العام الذي قضيته في العراق هو كيف كنا جزءا لا يتجزأ من النُظُم العسكرية والسياسية العراقية. والانسحاب ببساطة من هذا كله، مثلما فعلنا في عام 2011، كان حسابًا إجماليًا خاطئًا. هذا الفراغ الناجم تمخَّض عن فصيل إرهابي دموي ولديه تصميم بشكل مخيف. ومنذ عام 2003، قُتِل أكثر من 4500 جندي أمريكي في العراق، بعضهم كان من أصدقائي. نحن كجنود مؤمنون تلقائيًا بقدرة حكومتنا الاستخباراتية، وأيضًا بديمقراطيتنا. لكننا نضع كل شيء على المحك؛ لأننا نؤمن بضرورة التعاون بين الاستخبارات والديمقراطية.