الرئيسية في العمق “كوشير” اليهود في السعودية والإمارات.. انعكاس لتغيُّر الوضع الجيوسياسي الإقليميّ

“كوشير” اليهود في السعودية والإمارات.. انعكاس لتغيُّر الوضع الجيوسياسي الإقليميّ

0 second read
0

يرصد مراسل صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية للشؤون الدينية، جيريمي شارون، في السطور التالية الزيارة التي قام بها حاخامان يهوديان إلى السعودية ودبي مؤخرًا للتفتيش والإشراف والتصديق على إنتاج أطعمة الكوشير (الحلال وفق الشريعة اليهودية).

لا يتعلق الأمر بنوعٍ معين من الطعام، ولكنه يعكس تغيُّر الوضع الجيوسياسي في المنطقة بحسب الاتحاد اليهودي الأرثوذكسي ، ما تُوِّجَ بتحسن علاقات هذه البلدان إلى حدٍ كبير بدولة الاحتلال.

خلافًا للصورة الشائعة

عند التفكير في شبه الجزيرة العربية، يتبادر إلى الذهن أشياء كثيرة مثل الممالك والسلطنات الغنية، والصحارى الممتدة بلا نهاية، والواحات الرائعة والمدن المزدهرة التي بنيت بفضل الثروة النفطية.

وقد لا يكون طعام الكوشير (الحلال يهوديًا) أحد الأشياء التي تتبادر إلى ذهنك فور تفكيرك في هذه البلاد.

لكن وفقا للاتحاد اليهودي الأرثوذكسي، فإن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هي الآن من بين 104 دولة حول العالم تقدم منتجات الكوشير.

زيارة خاطفة

في مارس، أرسل الاتحاد مشرفَيْن؛ أحدهما إلى مصنع في المملكة العربية السعودية والآخر إلى مصنع في دبي.

لم يكشف الحاخام موشيه إليفانت، كبير موظفي التشغيل في الاتحاد، عن المنتجات التي قمت الرقابة عليها، لكن أحدها جاهز للاستهلاك الغذائي، والآخر هو أحد المكونات المستخدمة في الطعام.

وأشار “إليفانت” إلى أن الموافقة على كلا المنتجين كانت بسيطة نسبيا، ولا تحتاج إلى أي تفتيش معقد.

وبشكل عام، لم يستغرق عمل المشرفين على الأرض سوى بضع ساعات فقط، حتى أن السفر استغرق وقتا أطول من عمليات التفتيش ذاتها.

سلامة وأمن الحاخامَيْن

كان من الواضح أن محور الاهتمام الأول للوحدة يتعلق بسلامة وأمن الحاخامَيْن اللذين ذهبا لتفقد المرافق المعنية؛ نظرا لسجل حقوق الإنسان والعلاقات المضطربة بين العالم العربي واليهود.

وقال “إليفانت”: بسبب المخاوف الأمنية، تلقت المنظمة مشورة من وزارة الخارجية والشركات المعنية قبل الموافقة على الزيارتين.

وأكد الحاخام أن الشركتين ضمنا سلامة المشرفَيْن، وتعهدتا بفعل كل ما يلزم لتوفير كامل الحماية للحاخامَيْن.

عقب عمليات التفتيش، أفاد كلا المشرفين بعدم وجود أي مشكلات أو مخاوف أثناء زيارتيهما، وأكدا أنهما تلقيا رعاية مناسبة.

تغيُّر الوضع الجيوسياسيّ

وفقا لـ”إليفانت”، فإن كلا الشركتين المعنيتين هما من تواصلتا بنفسيهما مع الاتحاد، وهي ظاهرة تشكل جزءا من اتجاه أكبر بسبب متطلبات العديد من مُصَنِّعي المواد الغذائية في الولايات المتحدة التي تتطلب مكونات الكوشير، نظرا للشهادة التي يتطلبها هذا النوع من الطعام.

ورأى الاتحاد أن إضافة دبي والسعودية إلى الأماكن التي يمكن أن يعمل فيها مشرفو الكوشير هو “انعكاس للوضع الجيوسياسي المتغير، وتحسن علاقات هذه الدول إلى حد كبير بإسرائيل”؛ نظرا للتهديد المشترك الذي تواجهه إيران.

إندونيسيا وماليزيا ومصر

كان “إليفانت” أكثر حماسا، مشيرا إلى أن الاتحاد يصدر أيضًا شهادات لمنتجات في بلدان أخرى ذات أغلبية مسلمة مثل إندونيسيا وماليزيا ومصر.

وقال الحاخام: “ما يثير الدهشة هو أننا نشهد نموا لا يصدق من الإشراف على الكوشير، حتى أصبحت تراخيص الاتحاد تُمنَح لمنتجاتٍ في 104 بلدا”.

وأضاف: “ربما يمكن أن يحقق غذاء الكوشير وحدة أكبر للعالم. إذا كان هذا هو الطريق إلى التقريب بين الشعب، فإننا نود أن نكون جزءا منه”.

1500 مشرف حول العالم

وإجمالا، يوجد لدى الاتحاد قرابة 1500 مشرف على الكوشير في جميع أنحاء العالم: ألف في الولايات المتحدة و500 آخرين يعملون في الخارج.

ولأن العديد من شركات الأغذية الكبيرة في الولايات المتحدة موافقة للشريعة اليهودية؛ لا يمكنها استخدام غير مكونات الكوشير المرخصة.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …