الرئيسية في العمق كينيا في 2017.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية القادمة؟

كينيا في 2017.. ما أهمية الانتخابات الرئاسية القادمة؟

2 second read
0

في الفصل السادس من التقرير الاستشرافي الذي أعده مركز بروكنجز لتسليط الضوء على القارة الإفريقية في عام 2017 يتطرق جون موكوم مباكو إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في كينيا.

إطلالة عامة

التغييرات السلمية التي حدثت بعد الانتخابات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تبشر بالخير لتعميق وترسيخ الديمقراطية في القارة.

لكن هذا قد لا يكون صحيحًا في كل مكان: على سبيل المثال شهدت الفترة التي أعقبت انتخابات الرئاسة في الجابون قدرًا كبيرًا من العنف في عام 2016.

وفي عام 2017، ستجرى جولتين انتخابيتين- في رواندا وكينيا- سيكون لهما تأثير كبير على الأمن والسلم والحكم والنمو الاقتصادي والتنمية في هذه المنطقة الهامة.

لماذا نتحدث عن كينيا؟

كينيا شريك مهم للولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تحارب الإرهاب العابر للحدود الوطنية، خاصة حركة الشباب الصومالية.

كينيا أيضا عضو في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، ولعبت دورا حاسما في جهود هيئة (إيجاد) لتحسين الأمن والسلام في جنوب السودان.

بالإضافة إلى ذلك، تعد كينيا مركزا رائدا في مجال الإنتاج الصناعي، وهي قوة اقتصادية بارزة في منطقة شرق إفريقيا.

نيروبي هي المركز الإقليمي للعديد من الشركات عبر الوطنية والمنظمات الدولية، كما تتمتع البلاد بتأثير قوي على جيرانها الأقل استقرارا أو الأكثر تحملا للأعباء.

انعدام اليقين

برغم ذلك، تكافح كينيا للحفاظ على الاستقرار الداخلي الناتج عن حالة عدم اليقين التي أثارها القتل خارج نطاق القضاء، ومشاعر التهميش السياسي لدى بعض الجماعات العرقية، واليأس بين كثير من الشباب العاطلين عن العمل، والخوف من تكرار أعمال العنف العرقي التي عصفت بالبلاد بعد فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية عام 2007.

صحيحٌ أن الانتخابات الرئاسية عام 2013 كانت سلمية، إلا أن العديد من الكينيين لا يزالون يفتقرون إلى الأمل، ولا يثقون في الحكومة، ويشعرون بالتهميش نتيجة سياسات حكومة “جوبيلي”.

بالإضافة إلى ذلك، يرى كثيرون أن إدارة “كينياتا” كان أداؤها ضعيفا جدا فيما يتعلق بالحد من الفساد، وحماية سيادة القانون، ومحاربة الإرهاب، وتحسين الأمن الداخلي، والقضاء على الفقر، خاصة في أوساط الشباب في المناطق الحضرية، وسكان الريف، وغيرها من الجماعات المهمشة تاريخيا.

هل تتوحد المعارضة خلف مرشح واحد؟

مع اقتراب انتخابات 2017، ذكر رايلا أودينجا، المنافس الأقوى في انتخابات عام 2013، مرة أخرى أنه مهتم بخوض السباق الرئاسي في كينيا.

وأعلن أن فوزه في الانتخابات سوف يضمن إنهاء احتكار عرقيتي الكيكويو وكالينجين للسلطة السياسية، وهو الخطاب الذي يحظى بجمهور في البلاد.

أما أودينجا، الذي يبلغ من العمر 71 عاما، فرفض دعوات التنحي لإفساح المجال أمام مرشح أصغر سنا وأكثر حيوية.

ومع ذلك، أعلن القياديان البارزان في صفوف المعارضة، كالونزو موسيوكا وموسى ويتانجولا، أنهما يخططان أيضا لخوض سباق الرئاسة في عام 2017 كمستقلين.

لكن بعد الشائعات التي أثيرت حول انهيار التحالف من أجل الإصلاح والديمقراطية المعارض (كورد) أصرّ “أودينجا” على أن المعارضة ستتوحد خلف مرشح واحد عندما يحين الوقت.

ما الذي يجعل انتخابات 2017 هامة؟

هناك خوف من أن فوز تحالف “جوبيلي” سيُتَرجَم إلى مزيد من التهميش السياسي لمجموعة “لوو LuO” والمجموعات العرقية الأخرى.

وكما هو الحال في العديد من البلدان الأفريقية الأخرى، فإن تسييس الانتماء العرقي لا يبشر بالخير لمأسسة الديمقراطية وسيادة القانون في كينيا.

في الوقت ذاته، لا يزال العديد من الكينيين يشعرون بالقلق إزاء إفلات الحكومة من العقاب على خلفية ممارسات مثل: القتل خارج نطاق القضاء ومستويات الفساد المرتفعة.

ماذا يمكن أن يحدث في 2017؟

يحتاج “كيناتا” وتحالف “جوبيلي” أن يظهروا للكينيين أنهم على الأقل أوفوا ببعض الوعود التي قطعوها عندما صعدوا إلى السلطة في عام 2013، وأن الفرصة إذا أتيحت لهم مرة أخرى في عام 2017 فإنهم سيعملون على:

– تحسين الوضع الأمني في البلاد بشكل ملحوظ،

– القضاء على جرائم القتل خارج نطاق القضاء،

– إنهاء كافة مظاهر الإفلات من العقاب،

– وضع نهاية للفساد،

– معالجة الإحباط في صفوف كثير من المواطنين الذين أجبرتهم الظروف على العيش في ظل اليأس والفقر داخل جيوب حضرية وقرى ريفية متهالكة،

– تحسين الأوضاع الاقتصادية إلى حد كبير، بما في ذلك خلق فرص العمل، خاصة للشباب في المناطق الحضرية،

– تقديم خطة قابلة للاستمرار على المدى الطويل للتعامل بشكل كامل وفعال مع العوامل (على سبيل المثال: شعور الجماعات العرقية بالتهميش) التي أدت إلى العنف في أعقاب انتخابات عام 2007،

– وبالطبع يجب على حكومة “كينياتا” إقناع الكينيين بخطتها للتعامل مع التهديدات الأمنية المستمرة التي تشكلها حركة الشباب.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …