الرئيسية مجتمع مأساة الأطفال في عالم مليء بالمتاعب

مأساة الأطفال في عالم مليء بالمتاعب

4 second read
0

ترجمة: علاء البشبيشي
في ظل هذا العالم المليء بالحروب والصراعات والمتاعب، يعيش الأطفال حياة استثنائية وغير عادية؛ يتنقلون من معاناة إلى أخرى، ومن مأساة إلى مأساة. وفي الوقت الذي بلغت فيه تكلفة جهود الحرب الأمريكية في أفغانستان والعراق 15 مليار دولار شهريًا، مازالت الصحف البريطانية والأمريكية تطالعنا بحقائق وتقارير يَنْدى لها الجبين، حول أطفال يقتلهم الفقر، وتفسد حياتهم الحروب.
الفقر في أمريكا 
صحيفة “كانساس سيتي ستار” تؤكد أن مقاطعة “جونسون” الأمريكية تشهد تزايدًا مستمرًا في معدلات الفقر بين الأطفال؛ حيث يعيش واحد من كل 16 طفلاً في فقر مدقع، وهي النسبة المخيفة إذا ما قورنت بالعام 1990، حيث كان 1 من كل 24 طفلاً يعانون من الفقر.
وبحسب تقرير أصدرته الجمعية المتحدة للخدمات، وهي منظمة خدمية غير ربحية، فقد ارتفعت معدلات الفقر في مقاطعة “جونسون” خلال الفترة الأخيرة بصورة غير مسبوقة، لدرجة أن عدد الأطفال الفقراء في المقاطعة ارتفع بنسبة 92% خلال الأعوام الستة الأولى من القرن الحادي والعشرين.
و أكدت “Karen Wulfkuhle”، المديرة التنفيذية للمنظمة أن “هناك براهين تدعم هذه الإحصائيات”، مضيفة: “تكشف هذه الأرقام أن الأمر يزداد سوءًا، والذي نسمعه من مقدمي الخدمات في المقاطعة يشير إلى أن أعداد الأطفال، والعائلات الذين يعانون من الفقر تزداد ارتفاعًا يومًا بعد يوم”.
وذكرت “Wulfkuhle” أن هذه الظاهرة ترجع لأسباب عديدة، من الصعوبة بمكان ترتيبها حسب الأولوية، لكن كون الأطفال بدون عائل (أيتام)، ربما يكون على رأس هذه الأسباب. ففي العام 2006، كان 25% من الأسر التي تعولها نساء، تقع تحت خط الفقر، بارتفاع نسبته 61% بين عامي 2000 – 2006.
وتقول “Wulfkuhle “: إن أكبر الشرائح الفقيرة هم من الأسبان، فمن بين 9400 طفل يعيشون في المقاطعة، يوجد 25% منهم تحت خط الفقر، ثلثهم من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 5 سنوات”، ويتفشى الفقر في هذه الأوساط، للدرجة التي دفعتها لتقول “Wulfkuhle “: إن الفقر أضحى ظاهرة بين الأقليات”.
وتحارب المنظمات الأهلية في أمريكا هذه الظاهرة على العديد من الجبهات؛ فهي تطالب بمزيد من الإنفاق الحكومي على تعليم الفئات غير القادرة، خاصة في مرحلة ما قبل رياض الأطفال، حيث تشير التقارير إلى أن التعليم في هذه المرحلة قد يؤثر على مستوى الطفل في المراحل التعليمية المتقدمة، وربما في الحياة عمومًا. فالطفل الذي يتلقى برامج تعليمية في هذه المرحلة الحرجة، يصبح أكثر قدرة على القراءة، ومن ثم الحصول على وظيفة مناسبة مستقبلاً.
كما تعمل المنظمات غير الحكومية، في إطار حملتها لمساعدة الأطفال الفقراء، على توفير مأوى للعائلات المشردة.
في الكونغو.. الجنود أطفال!
وفي تقرير آخر ، نقلته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية تحت عنوان:(تجنيد أرقام قياسية من الأطفال كجنود في حرب الكونغو)، تم كشف النقاب عن أرقام قياسية من الأطفال تم تجنيدهم للمشاركة في جبهة القتال المشتعلة شرقي الكونغو. حيث تواترت المخاوف من هذه الأزمة اللاإنسانية التي يتعرض لها الأطفال بالقرب من مدينة “جوما”، عاصمة إقليم “كيفو” الشمالي.
ويقول العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية: إن “هؤلاء الأطفال يتم تجنيدهم للعمل كجنود، ليس ذلك فقط بل ويجبرون أيضًا على العمل كحمَّالين وجواسيس وعبيد جنس من قبل الجيوش الهائجة”.
وتنقل الصحيفة، عن العاملين في مجال الإغاثة، قولهم: “توجد أدلة على هذه الوقائع، فالجنود كانوا يغيرون على المدارس لضم الأطفال إلى صفوف المحاربين، وهو الأمر الذي دفع 800 ألف من المواطنين إلى الهرب من الإقليم، وترك آخرين بلا ماء نظيف أو رعاية طبية.
ويطالب “حسين مورسال”، رئيس منظمة “أنقذوا أطفال المدينة”، المجتمع الدولي بالتحرك لمنع تحول جيل جديد من أطفال الكونغو إلى جنود، ووقف ما يمارس ضدهم من قسوة وظلم، قائلاً: “الوضع مأساوي بالنسبة للأطفال الموجودين شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، فالمقاتلون من كل جانب يضعون الأطفال في الصفوف الأمامية للقتال، ويغتصبون الفتيات الصغار، ويهاجمون البيوت”.
وقد حكى أحد الأطفال الذين استخدموا في تلك الحرب قصته للعاملين في مجال الإغاثة، واصفًا كيف تم اعتقالهم لأيام وسط ظروف مرعبة، دون أي جرم ارتكبوه ويستحقون العقاب بسببه، ولا لأنهم أسرى حرب.
وتؤكد المنظمات الإغاثية- التي نجحت في إطلاق 800 طفل من قبضة الجماعات المسلحة- أن الهاربين من هذه الانتهاكات يخشون من العودة إلى بيوتهم، خوفًا من أن يتم تجنيدهم ثانية.
ووسط هذه المآسي المتتالية، والانتهاكات المخيفة بحق الأطفال، مازالت الدول الكبرى منهمكة في تمويل الحروب، وتوسيع رقعة الصراع.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم مجتمع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

مانديلا.. أسرار العبقرية والقيادة

“كان الرجل محاربًا وسياسيًّا ورجل دولة وصاحب مبدأ وناشطًا وأستاذًا في التخطيط والإدارة”، ه…