يستعرض هذا التقرير خلاصة 50 ورقة بحثية وندوة متخصصة وتحليل نشرتها مراكز الفكر الأجنبية عن الشرق الأوسط خلال شهر أبريل 2016:

(1) تطورات المشهد السوري

– أندرو جيه. تابلر- فورين أفيرز: قواعد اللعبة التي تمارسها موسكو في سوريا

– إليزابيث فيريس، كمال كيريسكي- بروكنجز: كيفية إدارة الآثار الإنسانية الناجمة عن الفوضى في سوريا

– جيمس جيفري- ذي أتلانتيك: اتركوا الأسباب الجذرية جانبا.. دمروا تنظيم الدولة

– عمر كاراسابان- بروكنجز: “أزمة الصحة العقلية في سوريا

– مجلس العلاقات الخارجية: قرارات صعبة تنتظر الرئيس الأمريكي القادم

– فريدريك هوف- أتلانتك كاونسل: الأسد.. الإفلات من العقاب والتحدي

– فابريس بالونش- معهد واشنطن: أحدث معركة في حلب قد تؤجل مرة أخرى عملية عسكرية ضد تنظيم “داعش

– ميدل إيست بريفنج: انقسامات داخل البيت الأبيض حول سوريا بينما طريق المضي قدما واضح للجميع

– مايكل روبين- معهد أميركان إنتربرايز: الديمقراطيات والميليشيات لا يختلطان

– فريدريك هوف- أتلانتك كاونسل: حماية المدنيين.. بوابة التقدم السياسي في سوريا

– ليندا روبنسون- مؤسسة راند: مواجهة تنظيم الدولة يتطلب تبني التحالف الذي تقود الولايات المتحدة استراتيجية أقوى

– سليم العمر- أتلانتك كاونسل: مع خفوت ذبالة الهدنة.. الأسد يذهب إلى الحرب مرة أخرى

(2) العلاقات السعودية-الأمريكية

– كيرا مونك- جلوبال ريسك إنسايتس: مشروع قانون 11 سبتمبر يفاقم التوترات بين أمريكا والسعودية

– سايمون هندرسون: الطلاق طويل الأمد

– بيري كاماك: العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية

– ستراتفور: السعودية تهدد بتدمير اقتصادي متبادل

(3) علاقات السعودية مع الهند وباكستان إيران

– أبارنا باندي- معهد هدسون: المثلث الهندي-السعودي-الباكستاني

– تانفي مادان: لماذا يزور مودي السعودية

– بروس ريدل- المونيتور: الميل السعودي نحو الهند بعيدا عن حليفتها التقليدية باكستان

– ندوة في بركنجز بعنوان: هل التقارب بين السعودية وإيران ممكن؟

– كريم سجادبور- كارنيجي: آفاق التقارب بين السعودية وإيران

(4) إطلالة على المشهد السعودي الداخلي

– فريدريك ويري: تأثير انتقال القيادة على السياسة الخارجية للسعودية

– بيري كاماك: محمد بن سلمان لا يزال أشبه باللغز بالنسبة إلى الغرب

– ميدل إيست بريفنج: محمد بن سلمان يحاول فتح مسار جديد لمستقبل المملكة

– جين كينينمونت- معهد تشاتام هاوس: إعادة صياغة العقد الاجتماعي في الخليج

(5) ملف الطاقة في الشرق الأوسط

– سايمون هندرسون: الخطة السعودية الصعبة للتحول من النفط

– ديفيد ليفينغستون: تأثير انخفاض أسعار النفط على اقتصاد السعودية

– روبن ميلز: طرق محفوفة بالمخاطر: عبور الطاقة في الشرق الأوسط

– معهد بروجل: الطاقة عبر البحر الأبيض المتوسط: دعوة للواقعية

– شانتا ديفاراجان: كيف يمكن أن تستفيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من انخفاض أسعار النفط

– سوزان مالوني:دبلوماسية النفط السعودية الخرقاء

(6) دبلوماسية دفتر الشيكات

– مروان المعشّر: كيف تؤثر التطورات على علاقات السعودية مع مصر والأردن واليمن؟

– جوزيف باهوت: تقييمه سياسات السعودية تجاه سورية ولبنان

– سايمون هندرسون: الزاوية الإسرائيلية لصفقة جزيرتي تيران وصنافير بين مصر والسعودية

– ساره يركس: هل الخطأ الذي ارتكبه السيسي مؤخرًا سيكون مسمارا في نعشه؟

– ماجد عاطف: السيسي وغياب الحكمة السياسية

– العقيد (احتياط) الدكتور عيران ليرمان، البروفيسور جوشوا تيتلبوم- مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية: الإبحار عبر المضايق

(7) إطلالة على المشهد العسكري في السعودية وإيران

– فرزين نديمي: الجيش الإيراني يقطع شوطا كبيرا في تحسين قدراته القتالية غير المتماثلة

– بدء تسليم بعض مكوّنات منظومة الدفاع الجوي طويل المدى “أس 300” الروسية إلى إيران

– ميدل إيست بريفنج: عقيدة الحرس الثوري الإيراني

– تريستان فولبي: المتغيّرات النووية في السعودية

– بريان مايكل جنكينز- مؤسسة راند: التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لمحاربة الإرهاب

– مايكل نايتس: ماذا حقّق التحالف العربي على الأرض في اليمن؟

– بروس ريدل: ماذا يعني وقف إطلاق النار في اليمن لدول الخليج والحملة ضد داعش وأمن الولايات المتحدة

(8) العلاقات الأمريكية-الإيرانية

– پاتريك كلاوسون: إيران تعزل نفسها عن النظام المالي الدولي بينما تلقي اللوم على واشنطن

– كاثرين باور: توضيح أمريكي محتمل لأنظمة العقوبات المالية

– مايكل سينغ: الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من فرض العقوبات وتلك التي لم تتعلمها

(9) الشرق الأوسط

– بريندا شيفر: تداعيات الصراع في القوقاز على منطقة الشرق الأوسط

– ديريك چوليت، إيلين ليبسون، مايكل دوران، مايكل ماندلباوم: هل الشرق الأوسط لا يزال مهما للولايات المتحدة؟

– إبراهيم فريحات: الاعتراف بدولة فلسطينية الآن ينقذ إرث أوباما السياسي في الشرق الأوسط

– إيان ميريت: كيف أثرت الحرب الأهلية السورية على حزب الله، وما الذي يجب أن تفعله الولايات المتحدة؟

– معهد تشاتام هاوس: إسرائيل والشرق الأوسط المتغير

– مصطفى أكيول- مركز التقدم الأمريكي: ما الذي يحدث حقا في الإعلام التركي؟

– حسن منيمنة: الثقافة العربية ومأساة اليزيديين بين السياق الموضوعي والمساءلة المعنوية

آخر تطورات المشهد السوري

قواعد اللعبة الروسية

عن “قواعد اللعبة التي تمارسها موسكو في سوريا” كتب أندرو جيه. تابلر في دورية فورين أفيرز: إلقاء نظرة أعمق إلى الموضوع، تكشف أن واشنطن تقترب من موقف موسكو بشأن سوريا، بما في ذلك صياغة دستور من شأنه أن يسمح للأسد بالبقاء في السلطة خلال “المرحلة الانتقالية”. وإذا تمكن بوتين من فرض موقفه، إما على طاولة المفاوضات أو على أرض المعركة، سيبقى الأسد في السلطة لسنوات قادمة”.

وأضاف: “إن “الانسحاب” الروسي من سوريا هو في الواقع تخفيض عدد القوات أو إعادة تمحورها أكثر من كونه انسحاباً. لكن نظراً لأن بوتين أعلن عن قراره الانسحاب من دون استشارة الأسد، بدا الأمر وكأنه يتخلى عن الرئيس السوري. إلا أن موسكو لا تفارق الأسد. وبالأحرى، يُظهر بوتين الإحباط أوالسخط من أداء الأسد الضعيف في ساحة المعركة وعلى طاولة المفاوضات”.

وأردف ” تابلر”: “على المدى الطويل، تُطرح مسألة كيفية إطلاق عملية “انتقالية” يلعب فيها الأسد دوراً مركزياً، وهو تناقض حتى في الشرق الأوسط، نظراً لأنه من المرجح أن يُبعد المعارضة أو يعيق جماعات المعارضة من التخلي عن اعتمادها السلبي على المتطرفين مثل “جبهة النصرة”، التي نفذت تفجيرات انتحارية ثبت أنها المفتاح لمحاربة الأسد. ويبدو أن نظام الأسد قد دخل الآن في مثلث مع روسيا وإيران، الطرف الأحدث على الجدول الدبلوماسي، والذي لا يدعم العملية الانتقالية في سوريا من دون الأسد”.

الآثار الإنسانية للفوضى

وكتبت إليزابيث فيريس، وكمال كيريسكي، مقالا في مركز بروكنجز عن “كيفية إدارة الآثار الإنسانية الناجمة عن الفوضى في سوريا“، استهلاه بالإشارة إلى أن  “نصف سكان سوريا الآن إما مشردين داخليا أو لاجئين في الخارج. وفي غياب حلول سياسية قابلة للاستمرار، لا تلوح في الأفق نهاية للصراع، ولا يوجد ما يكفي من الأموال لدعم السكان النازحين الذين يتزايد عددهم باطراد، ويستبعد ألا يكون ذلك مستداما في المستقبل”.

وأضافا: “النازحون السورين- الذين يجب أن ننظر إليهم ليس فقط كضحايا ولكن أيضا كناجين- يتولون أمورهم بأنفسهم، ويغادرون سوريا بأعداد كبيرة، ويقومون برحلات محفوفة بالمخاطر التماسًا للأمان في مكان آخر”.

ولتخفيف معاناة هؤلاء، طالبت الورقة بالتركيز على:

– إعادة التركيز على مبدأ أن حماية اللاجئين هي مسؤولية دولية.

– دعم النهج القانوني والسياسي المشترك للاجئين السوريين في المنطقة التي توفر الحصول على فرص لكسب العيش.

– إعادة التأكيد على إعادة التوطين باعتباره عنصرا أساسيًا لحماية اللاجئين ومساعدتهم، وعاملا مساعدا في سياسة إعادة التوطين؛ لتلبية احتياجات اللاجئين الأكثر ضعفا على وجه الخصوص.

–  توفير منتدى للتفكير الإبداعي لإيجاد حلول للنازحين داخليا.

– إقامة علاقة جديدة بين الجهات الفاعلة الإنسانية والتنموية.

– إشراك الفاعلين في مجال التنمية مثل البنك الدولي بشكل أكثر فعالية.

– وضع الأساس لجهود إعادة الإعمار والإصلاح على المدى الطويل في سوريا.

وختمت بالقول: تم بالفعل اتخاذ بعض الخطوات الأولية نحو تنفيذ هذا النهج. ومع ذلك، ما نفتقر إليه هو اتباع نهج شامل ومنسق بشكل جيد لمعالجة أزمة النزوج السورية، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين، والضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي.

التركيز على تدمير داعش

تحت عنوان “اتركوا الأسباب الجذرية جانبا.. دمروا تنظيم الدولة” كتب جيمس جيفري في دورية ذي أتلانتيك: “في النهاية، إذا لم تتعامل مع المشكلة، خاصة في الشرق الأوسط، فإنها عادة ما تزداد سوءًا. وحتى تدمير داعش كدولة، سيكون بإمكانه شن هجمات إرهابية مروعة، ويشعل انهيارا سياسيا في بغداد أو بين الأكراد العراقيين، وربما يسهم في الانزلاق إلى صراع  إقليمي بين السنة والشيعة، إذا استهدفت إيران الشيعية تنظيم الدولة وبالتالي هددت الأراضي التي يسيطر عليها العرب السنة التي يعشش فيها التنظيم. صحيح أن فلول داعش يمكن أن تستمر في تمثيل تهديد إرهابي، لكن ليس بذات الحجم أو النتائج الجيواستراتيجية”.

وأضاف: “بعد فشل أوباما عام 2013 في فرض “خطه الأحمر” المعلن ضد استخدام الأسد الأسلحة الكيميائية في سوريا، تحتاج الولايات المتحدة إلى بناء المصداقية، وأفضل مكان لبنائها، مع وجود فرصة قصوى للنجاح ومخاطر أقل للتصعيد، هو: مكافحة داعش”.

أزمة الصحة العقلية

تطرق عمر كاراسابان عبر مركز بروكنجز إلى “أزمة الصحة العقلية في سوريا“، ونقل بعض الخطوات التي تقترح مقترحات الهيئة الطبية الدولية IMC اتخاذها فورًا، مثل:

– جعل الرعاية الصحية النفسية جزءًا من الرعاية الصحية العامة (خطوة لتخفيف وصمة طلب المساعدة الصحية العقلية).

– تكثيف التدريب في مجال الرعاية الصحية النفسية لمقدمي الرعاية الصحية العامة.

– تجسير فجوة اللغة في تركيا عن طريق مزيد من المترجمين حيثما لا يتوافر موظفين سوريين.

– زيادة تدريب المتخصصين من مقدمي الخدمات الصحية النفسية.

– منح الأولوية لتلبية الاحتياجات التنموية للأطفال.

– تزويد البلدان المضيفة بالموارد اللازمة.

وختم بالقول: “كلما سارعت البلدان المضيفة والمجتمع الدولي في الحشد لمواجهة هذا التحدي، كلما كان اللاجئون أفضل حالا على المدى القصير، وأكثر استعدادا للعودة وبناء سوريا على المدى الطويل”.

قرارات صعبة تنتظر الرئيس الأمريكي القادم

وتحت عنوان كيفية مواجهة تنظيم الدولة رأى مجلس العلاقات الخارجية أن الولايات المتحدة تتخذ بالفعل بعض الخطوات لدحر تنظيم الدولة، وتقييد موارده وتقليل عدد الملتحقين به، بما في ذلك القصف الجوي وتسليح وتدريب الشركاء المحليين، وإيفاد المستشارين العسكريين وقوات العمليات الخاصة. لكن سيكون على الرئيس المقبل مواجهة قرارات صعبة، تشمل البت في مسألة الالتزام بقوات برية كبيرة، ومدى دعم الأكراد، وما ينبغي فعله حيال الرئيس السوري بشار الأسد.

خطورة الإفلات من العقاب

تحت عنوان “الأسد.. الإفلات من العقاب والتحدي“، كتب فريدريك هوف في أتلانتك كاونسل: “الغارات الجوية التي شنها النظام على أسواق الخضار في معرة النعمان وكفر نبل شمال غرب سوريا آذنت باستئناف كامل للحرب الشاملة ضد المدنيين السوريين.

وأضاف: “بالنسبة لإدارة أوباما التي جعلت من اللامبالاة التشغيلية حيال القتل الجماعي في سوريا السمة المميزة لسياستها الخارجية، يمثل شعور الأسد بالإفلات من العقاب، وتحديه لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تحديا سياسيا-دبلوماسيا يتجاوز الفظاعهة الإنسانية التي فضلت الإدارة تجاهلها. ومن الواضح أن الأسد يعتزم إغراق عملية السلام في جنيف بالتأكيد”.

وختم المقال بالقول: “هناك بوابة واحدة تؤدي إلى التقدم السياسي في سوريا، هي: حماية المدنيين”.. لكن بعدها بأيامٍ قلائل احترق هؤلاء المدنيون ودفنوا أحياء تحت ركام بيوتهم في حلب.

 معركة حلب.. مناورة الأسد وغطاء داعش

توقع فابريس بالونش في مقاله المنشور على معهد واشنطن أن “أحدث معركة في حلب قد تؤجل مرة أخرى عملية عسكرية ضد تنظيم “داعش” مضيفًا: أن استئناف القتال غرب حلب، في “سهل الغاب” وشمال “جبال العلويين”، لا يدع مجالاً للشك أن وقف إطلاق النار الهش الذي أُقر في فبراير قد انتهى إلى الأبد.

وأردف: “كان الأسد يستخدم عملية جنيف ببساطة لاكتساب بعض الوقت، وقد يتخلى عن المحادثات بموافقة روسيا الضمنية في اللحظة التي تهدد فيها قبضته على السلطة. وعلى أي حال، لن يعمد إلى تغيير استراتيجيته العسكرية بشكل كبير في الوقت الحالي”.

ويرى ” بالونش” أن التنظيم الدولة يمثل غطاءً مثالياً بالنسبة لنظام الأسد، ويعطي الحكومات الغربية سبباً آخر لعدم إجباره على الخروج من السلطة. كما أن التحالف المؤيد للأسد يرى أن الولايات المتحدة غير قادرة على تدمير “داعش” في سوريا أو غير راغبة في ذلك من دون مساعدته. وأخيراً، بالنسبة للأكراد، تشكل محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” الوسيلة الأفضل لتوحيد  جيوبهم (مناطقهم) في الشمال وبناء دولة خاصة بهم.

الطريق الواضح الذي يتجاهله الجميع

في صدارة تحليل بعنوان “انقسامات داخل البيت الأبيض حول سوريا بينما طريق المضي قدما واضح للجميع” علق موقع ميدل إيست بريفنج بوصف تقرير أعدته وكالة رويترز للانقسامات المتفاقمة داخل الإدارة الأمريكية بشأن نوايا بوتين في سوريا. متسائلا: لكن الانقسام حول أي شيء بالضبط؟ وإذا كان أي مسؤول في البيت الأبيض في موقع بوتين، لماذا يتحرك لإيجاد مخرج سياسي إذا كانت كل الخيارات العسكرية أكثر جاذبية من كافة الحلول المقترحة؟ لماذا يمنح أوهام واشنطن وجبة عشاء مجانية؟”

وأضاف: “بعبارة أخرى، يحرز الأسد تقدما على الأرض، ويكيف الإيرانيون علاقاتهم الحالية مع موسكو على دعم بوتين للديكتاتور السوري، ووجود روسيا في سوريا “مؤمَّن” طالما الأسد في السلطة. أما الحل السياسي المقترح، فلا يهدد الوجود الروسي في غرب سوريا بأي شكل من الأشكال. إنه وضع مربح لـ بوتين في كل الأحوال. له أن يختار ما يشاء”.

وأردف: “كررنا عدة مرات في الماضي ما هو معروف بالفعل للجميع: لا يمكن التوصل إلى حل سياسي معقول إلا إذا كان الحل السياسي هو المفضل لميزان القوى على الأرض. بالنسبة لأولئك الذين يقولون إنهم يحاولون وقف قتل المدنيين الأبرياء، نقول: ما هو ضروري ليس المحاولة، ولكن كيفية المحاولة. فحين يحاول البعض أحيانا وضح للمأساة فإنه يزيدها تفاقهما. اللحظة الراهنة ليست ناضجة للتوصل إلى حل سياسي مواتٍ في سوريا حتى الآن”.

عدم التسامح مع المليشيات السياسية

كتب مايكل روبين مقالا نشره معهد أميركان إنتربرايز بعنوان “الديمقراطيات والميليشيات لا يختلطان“، خلص إلى أن “الوقت حان كي تعترف الولايات المتحدة- سواء بين الحلفاء أو الخصوم- بأنه لا يجب أن يكون هناك تسامح مع الميليشيات السياسية. ليس فقط لأنها ضد مفاهيم الديمقراطية والمساءلة، ولكن لأنها أصبحت قوة تؤدي إلى عدم الاستقرار على المدى الطويل في كل بلد ومنطقة تمتعت فيها بنفوذ كبير”.

وأضاف: “هناك فارق كبير بين الحشد الشعبي وقوات البشمركة الكردية في الوقت الحاضر. يجب دمجهما في وحدات الحرس الوطني، وتحريرهما من سيطرة الأحزاب والعائلات السياسية أو رجال الدين. حينها فقط ستكون ثمة فرصة حقيقية أولا لتحقيق الأمن وثانيا للوصول إلى الديمقراطية”.

حماية المدنيين.. بوابة التقدم السياسي

كتب فريدريك هوف مقالا نشره أتلانتك كاونسل خلص إلى أن: “أي تقدم سياسي نحو إنهاء معاناة سوريا والنزيف المروع لشعبها لن يكون ممكنا دون المرور أولا عبر بوابة حماية المدنيين. منتقدا الخطابات البلاغية الصادرة عن الرئيس أوباما في مواجهة البراميل المتفجرة التي يلقيها الأسد من على متن المروحيات الروسية على رؤوس الأطفال وأولياء أمورهم”.

وأضاف: “سيكون أفضل بكثير إذا تصرف الرئيس وشركاءه على ضفتي الأطلسي بطريقة تتفق مع ما يعلمون جميعا أنه صحيح: لن تكون هناك نهاية لجرح سوريا المتدفق طالما يستهدف الأسد ومؤيدوه الخارجيين المدنيين بقوة فتاكة واسعة النطاق وإفلات تام من العقاب”.

نصائح “راند” لهزيمة “الدولة”

تحت عنوان “مواجهة تنظيم الدولة يتطلب تبني التحالف الذي تقود الولايات المتحدة استراتيجية أقوى” خلص تقرير جديد أصدرته مؤسسة راند إلى أن الجهود الحالية التي تبذلها الولايات المتحدة وشركائها في التحالف ليست كافية لتهزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

وقالت ليندا روبنسون، مؤلفة الدراسة والمحلل السياسي الدولي رفيع المستوى في المؤسسة: إن نجاح الحملة يتطلب زيادة كبيرة في الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة عبر جبهتين:

أولا: ستكون هناك حاجة إلى تدريب واستشارة أكثر شمولا لإنشاء قوات قوات أكثر تنسيقًا وقدرة على استعادة الأراضي والسيطرة عليها.

ثانيا: يجب التوصل إلى اتفاقات سياسية لحل أهم عوامل الصراع بين العراقيين والسوريين.

وبدون هذه العناصر، من المرجح أن يتصاعد عنف المتطرفين.

تشييع الهدنة وعودة الحرب

كتب سليم العمر مقالا في أتلانتك كاونسل بعنوان “مع خفوت ذبالة الهدنة.. الأسد يذهب إلى الحرب مرة أخرى“، جاء فيه: “تبدو حالة الترقب والخوف على وجوه الناس جميعا، بعد اغلاق تركيا لحدودها بشكل كامل مع سوريا، واُغلقت جميع المدارس في حلب ومعرة النعمان، وتوقفت الأسواق بعد ان بدأت تشهد ازدحاما كبيرا نتيجة الهدنة الأخيرة، التي اعطت مجالا للناس في الداخل السوري، لأن يعيشوا فترة من الأمان والهدوء. إلا أنها مع هذه المجازر سوف يسيطر الخوف على النفوس مرة أخرى. وبحسب الناشطة سمر سيعود الناس للقلق والخوف، والبحث عن ملاذات آمنة، الأمر الذي سيؤدي الى موجة نزوح كبيرة باتجاه الحدود التركية”.

وأضاف: “في مدينة إدلب أعين الناس تنظر الى السماء، عندما يقول أحدهم هناك طائرة في الجو، ويهرعون مبتعدين عن بعضهم، ويخرجون من المدينة إلى حين ذهاب الطائرة. تعج مدينة ادلب بأكثر من نصف مليون مدني، معظمهم نزح من ريف حلب الشمالي والجنوبي جراء الغارات الروسية على تلك المناطق بحسب احمد، أحد السكان النازحين من المدينة، “لعل الله هو الاقرب الينا، فلا أحد يهتم بنا او يكترث لأمرنا، فلا منطقة امنة ولا حظر للطيران”. لا تختلف الآراء حول الهدنة فجميع السكان والنشطاء باتوا ينعون الهدنة، ويؤكدون أن الأسد عاد إلى حربه ضد شعبه”.

 تطورات العلاقة السعودية-الأمريكية

تداعيات مشروع قانون 11 سبتمبر

تحت عنوان “مشروع قانون 11 سبتمبر يفاقم التوترات بين أمريكا والسعودية” كتبت كيرا مونك في جلوبال ريسك إنسايتس: “الأكثر قسوة من سحب السعودية 750 مليار دولار من الأصول الأمريكية، سيكون تأثير ذلك على العلاقة بين البلدين، والآثار المترتبة في المنطقة وخارجها. وتشير بعض المصادر إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تلحق ضررا بالاقتصاد السعودي بدلا من الولايات المتحدة. في ظل العديد من مجالات الاهتمام والعمل المتشابكة، يستبعد أن يثير الجانبان انقسامًا أعمق في العلاقات الثنائية. ومع ذلك، يمكن لهذه العلاقة أن تواجه المزيد من التوتر إذا صدرت الـ28 صفحة من تقرير لجنة 11 سبتمبر، والتي تظهر صلات وثيقة بالمملكة العربية السعودية.

ونظرا للتطورات الأخيرة، من المرجح أن يُعَدَّل مشروع القانون ليعكس بواعث قلق أوباما والنواب الآخرين، وإن كان سيؤدي ذلك إلى إغضاب أنصار مشروع القانون. ويبقى السؤال الآن ما إذا كان الرئيس أوباما سيستخدم حق النقض الفيتو ضد المشروع، وما إذا كانت السعودية سوف تطبق بالفعل تهديدها بسحب أصولها، حتى مع وجود خطر أقل يتمثل في اتخاذ إجراءات قانونية ضد بعض مصالح المملكة أو المواطنين السعوديين.

الطلاق طويل الأمد بين أمريكا والسعودية

تحت عنوان ” الطلاق طويل الأمد” رأى سايمون هندرسون، زميل “بيكر” ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن أنه “على الرغم من أنه الترويج لزيارة أوباما الأخيرة إلى السعودية على أنها بمثابة جهد لبناء تحالف بين البلدين، إلا أنه من المحتمل أيضاً أنها قد سلّطت الضوء على مدى تباعد واشنطن والرياض في السنوات الثماني الماضية:

– بالنسبة لأوباما، تشكل الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) القضية الأساسية في الشرق الأوسط : فهو يريد أن يكون قادراً على الاستمرار في العمليات [العسكرية] تحت غطاء تحالف إسلامي واسع، تُعد فيه السعودية عضواً بارزاً.

– وبالنسبة لـ آل سعود، تشكل إيران المسألة المهمة: فالصفقة النووية التي تم التوصل إليها في العام الماضي، لا تمنع من ناحية العائلة المالكة، الوضع النووي الناشئ  الذي تتمتع به إيران – بل تؤكده.

وحول مستقبل الخلافة في المملكة، أضاف هندرسون: “كان الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 30 عاماً المحاور الذي لا غنى عنه في المحادثات، ومن المتوقع على نحو متزايد أن يصبح ملكاً عاجلاً وليس آجلاً – على الرغم من أن الخلافة الإسمية المعمول بها حالياً في المملكة هي تسليم الخلافة أولاً إلى ابن عمه الأمير محمد بن نايف. ويُعرف عن محمد بن سلمان بأنه يروج لرؤيته حول نهضة السعودية كدولة عصرية مع انتقال اقتصادها بعيداً عن تبعية النفط”.

وختم بالقول: “من المؤكد أن الرئيس الأمريكي لم ينوي السفر إلى الرياض للتوقيع على شهادة وفاة العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، ربما بشرت إدارة أوباما بقيام عهد جديد في العلاقات بين واشنطن والرياض – يكون أكثر بعداً ويشوبه الشك مقارنة بما كان عليه الوضع في السنوات الماضية. وبطريقة أو بأخرى، كانت هذه رحلة تاريخية”.

استمرار التعاون الأمني والاقتصادي رغم الخلاف

حين سُئِل بيري كاماك عن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، أجاب: من المرجّح أن يُصاب بخيبة أمل كلّ من يتوقع أن يعود الرئيس الجديد في واشنطن إلى الأنموذج القديم الذي وفّرت، بموجبه، الولايات المتحدة الأمن للمملكة، مقابل استقرار أسواق الطاقة العالمية. فالولايات المتحدة لم تَعُد مُعتَمِدة على النفط السعودي، والشعب الأميركي ليست لديه رغبة في معاودة القيام بدور الشرطي الإقليمي. وفي الوقت نفسه، يشعر السعوديون بأنه تم التخلّي عنهم، وحتى خيانتهم، بسبب انخراط واشنطن الأوّلي مع طهران.

وأضاف: مع ذلك، فإن وضعاً طبيعياً جديداً في العلاقات بين واشنطن والرياض ربما يكون في طور التبلور، حيث يُشير كلٌّ من الجانبين علناً إلى جوانب كثيرة من استمرار التعاون الأمني ​​والاقتصادي بينهما، على الرغم من أنهما يختلفان في السر، وفي العلن إلى حدٍّ ما، على تشخيص الأزمات الكثيرة التي تعصف بالمنطقة.

تدمير اقتصادي متبادل

تعليقًا على تهديد السعودية ببيع أصولٍ تمتلكها في أمريكا، وتبلغ قيمتها 750 مليار دولار، حال تمرير مشروع القانون سالف الذكر، قال مركز ستراتفور: ما يهدد به السعوديون يبدو أنه خيار نووي، يتوعد بإلحاق دمار متبادل ومؤكد للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وكذلك للاقتصاد العالمي. لكن السعودية تواجه ضغوطا مالية كبيرة جدا في الداخل تمنعها من الضغط على الزر: توقعات أسعار النفط قاتمة، ولا تزال احتمالات الانتعاش بعيدة المنال.

وأضاف: “نظريًا، ستوجه السعودية ضربة قوية لسندات الولايات المتحدة إذا باعت عددا كبيرا من الأصول الأمريكية التي تمتلكها مرة واحدة. لكن المملكة ستضر نفسها أيضًا، ربما بقدرٍ أكبر من الولايات المتحدة. لأن هذا البيع الكبير مرة واحدة سيقلل ثمن الأصول منذ البداية؛ ما يعني أن السعودية ستفقد المزيد من النقود مع كل عملية بيع. وحتى لو أرادت المملكة طرح جميع أصولها مرة واحدة، فإنها ستظل بحاجة إلى إيجاد ما يكفي من المشترين المستعدين لشرائها دفعة واحدة لتجنب الخسارة المالية الكبيرة.

أحدث محطات العلاقة السعودية مع إيران والهند وباكستان

المثلث الهندي-السعودي-الباكستاني

نشر معهد هدسون مقالا لـ أبارنا باندي بعنوان “المثلث الهندي-السعودي-الباكستاني“، استهل بالقول: “بعد سنوات من اعتبار السعودية حليفًا رئيسيًا وداعما اقتصاديًا، قد تكون باكستان على وشك فقدان راعيها السابق لصالح خصمها اللدود: الهند. إذ منح الملك سلمان أرفع وسام مدني في المملكة، وسام الملك عبدالعزيز، لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي زار الرياض الأسبوع الماضي، وهو ما يعتبره الباكستانيون فوزًا واضحًا للهند. ورغم دفع مليارات الدولارات كمساعدات وتوظيف ملايين الباكستانيين، لم يمنح السعوديون أبدًا وسامهم الأرفع لزعيم باكستاني”.

وأضاف المقال: “حاولت السعودية تحقيق التوازن في العلاقات مع الهند بسبب العضوية المشتركة في حركة عدم الانحياز. كما حافظت الرياض على علاقات اقتصادية وسياسية مفيدة للطرفين. لكن السعودية تميل إلى أن تكون أقرب من باكستان، خاصة منذ السبعينيات فصاعدا، حيث لعبت دور الممول للجهاد ضد السوفييت في أفغانستان، وحتى للبرنامج النووي الباكستاني”.

ورصد ارتفاع عدد الهنود العاملين في مجالات مختلفة داخل المملكة- الياقات الزرقاء والبيضاء- من 34.500 في عام 1975 إلى 1.2 مليون في 1999، و2.96 في 2016. وهو ما يمثل قرابة نصف عدد الهنود المتواجدين في الخليج والبالغ 7.3 مليونًا، وقد أرسلوا 36 مليار دولار في عام 2015، أي 52% من مجموع الحوالات المالية التي تستقبلها الهند سنويًا.

وختم بالقول: “يمكن أن تتمسك باكستان بموقفها المتشدد، وتنظر لهذه التطورات باعتبارها تهديدًا. أو يمكن أن تغير نهجها تجاه الهند، وتسعى للتقارب للاستفادة من الفرص الاقتصادية والاستراتيجية التي تجعل الهند شريكا مرغوبا فيه لدى أصدقاء باكستان السابقين”.

لماذا يزور مودي السعودية

تحت عنوان “لماذا يزور مودي السعودية” رصدت تانفي مادان ثلاثة أسباب تجعل دول آسيا تولي وجوهها شطر منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا:

  • تدفق الشراكات الاستراتيجية التقليدية، والتساؤلات حول دور الولايات المتحدة في المنطقة.
  • التباطؤ الاقتصادي في أوروبا والولايات المتحدة في أعقاب الأزمة المالية عام 2008.
  • تغيير أنماط استهلاك الطاقة العالمية.
  • تزايد المخاوف بشأن الإرهاب في المنطقة.
  • في حالة إسرائيل، المقاطعة وسحب الاستثمارات، وحركة العقوبات.

وتوقعت الكاتبة في ختام مقالها المنشور في مركز بروكنجز زيادة الاهتمام الهندي بالمنطقة في المستقبل، وبالتالي زيادة مشاركة الشركات والتعاون الرسمي، لكن ليس كما يتخيل بعض المراقبين الأمريكيين. وفي السياق ذاته، رصد بروس ريدل عبر موقع المونيتور ما وصفه بـ الميل السعودي نحو الهند بعيدا عن حليفتها التقليدية باكستان.

احتمالات التقارب بين السعودية وإيران

نظَّم مركز بروكنجز الدوحة ندوة بعنوان “هل التقارب بين السعودية وإيران ممكن؟”؛ لمناقشة احتمالات التقارب بين طهران والرياض، والعوائق التي تحول دون ذلك، والاستراتيجيات التي من شأنها تخفيف التصعيد.

شبّه خالد الجابر، مدير مركز الشرق للأبحاث واستطلاع الرأي، الخصومة بِكُرَة الثلج التي تكبر يوماً بعد يوم، وأشار أنه رغم المؤتمرات والمحاضرات العديدة، لا يزال العرب والإيرانيون غير قادرين على تبني حلول أو اتفاقيات. وقال الجابر إن المشاكل الكبيرة التي يعانيها مجلس التعاون الخليجي والدول العربية مع الإيرانيين لا تمت للسنة والشيعة بصلة، إنما بالأجندة السياسية التي تتبناها هذه الدول في السنوات الأخيرة.

وفي ما يتعلق بالأمور الذي يجب القيام بها، قال جمال خاشقجي، مدير عام قناة العرب الإخبارية إنه يتعين على إيران مغادرة المنطقة عسكرياً مشدداً “نرفض المزيد من الميليشيات”. وأضاف أن لا مصالح شرعية لإيران والسعوديين في سوريا، وأنه من غير العدل بالنسبة للسوريين واليمنيين الموافقة على السياسة التدخلية الإيرانية.

وأشار سيد كاظم سجادبور، سفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة، أنه يتعين على إيران والمملكة العربية السعودية أن تفهما كيف ترى كلّ منهما سوريا والمصاعب في المنطقة. وأوصى بالنظر إلى العلاقات بطريقة غير عاطفية، والتخفيف من حدة التوترات، وتفكيك الأنظمة المعرفية (Cognitive Systems) ، واقترح التركيز على الخطر المشترك المتمثل بالتطرف، وعلى التعاون الاقتصادي والبيئة.

ولفت خالد الجابر، مدير مركز الشرق للأبحاث واستطلاع الرأي، إلى أن الخليج أمِل أن تبرم إيران اتفاقات إسوة بما فعلته مع الغرب، إلا أنه يخشى الآن أن تستهدف الحكومة الإيرانية الخليج ضمن لعبة طويلة. وفي ما يتعلق بالجسور، ردّ الجابر: “أردناها بالأمس، ولكن ليس وفقاً للشروط الإيرانية”. ودعا ناصر هاديان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران، إلى تبادل الباحثين والنخب والشباب، وكذلك إلى التبادل البنّاء للمعلومات عبر الإعلام. وشدد إلى ضرورة إعتراف النخب في كلا المجتمعين بمشاكلهم الخاصة كخطوة للتحرك في الاتجاه الصحيح.

آفاق التقارب بين طهران والرياض

وإجابة على تساؤل: ما هي آفاق التقارب بين السعودية وإيران؟ قال “سجادبور”: من المستبعد جداً أن يحدث تقارب بين البلدين في العام 2016. فالصراع السعودي- الإيراني هو حرب جيوسياسية بالوكالة، مغلّفة بمنازعات عرقية (عربية- فارسية) وطائفية (شيعية- سنّية). إنها حلقة مفرغة، حيث تشعل الطموحات الإقليمية المتصارعة الشوفينية وسياسة الهوية في كلا البلدين، مايؤدّي إلى تفاقم خلافاتهما الجيوسياسية.

لكن ثمّة خليط من الإنهاك واستنفاد عائدات النفط، سيُجبر المملكة العربية السعودية وإيران في نهاية المطاف على التفاوض بصورة جدّية. لكن لايبدو أن هذا سيحدث قريبا.

مستقبل الخلافة وتغير صيغة العقد الاجتماعي في السعودية

تأثير عميق في الداخل وعلى مستوى المنطقة

رأى موقع ميدل إيست بريفنج أن “محمد بن سلمان يحاول فتح مسار جديد لمستقبل المملكة“، مسار ليس مرتهنا بإنتاج النفط وأسعاره في السوق. متوقعًا أن يكون تأثير مثل هذا التحول في الواقع عميقًا جدًا سواء في المجتمع السعودي أو على مستوى الشرق الأوسط.

وأضاف:”إنه جهد شجاعة لإعادة تشكيل المملكة العربية السعودية. فهل القابعون بكسل داخل أقبية الماضي لديهم الشجاعة لأن يحلموا بمستقبل مشرق معه؟”.

إعادة صياغة العقد الاجتماعي

تحت عنوان “السعودية تواجه مستقبلها في خطة الإصلاح (رؤية 2030)” كتبت جين كينينمونت في معهد تشاتام هاوس: يبدو أن محمد بن سلمان يجدد الثقة في هذه الجهود، لأنه يحظى بدعم والده، كما يضفي انخفاض أسعار النفط المزيد من الوضوح على قضية الإصلاح (ويجبر كافة دول الخليج الأخرى على خفض الدعم والإنفاق).

أيضا ربما تُثَبِّط الاضطرابات التي تضرب الجوار العربي المعارضةَ في البلدان التي لا تزال سلمية، وتعزز جاذبية الوضع السياسي الراهن مقارنة بالبدائل غير المؤكدة، بما يقلل من مخاطر ترجمة المظالم الاقتصادية إلى حركة سعودية معارضة.

لكن التغيير الذي طرأ على العلاقات الاقتصادية بين المواطنين والدولة سيغير حتما العلاقات السياسية أيضًا، خاصة مع فئة الشباب المثقفة بشكل متزايد والمتواصلة عالميًا مع التوقعات الاقتصادية التي تتجاوز عادة طموحاتهم الوظيفية. ولأن طبيعة العقد الاجتماعي في الخليج يتعرض لضغوط، فإنه بحاجة إلى إعادة صياغة.

دور محمد بن سلمان

وفي حين رأى بيري كاماك أن محمد بن سلمان، الذي لا يزال أشبه باللغز بالنسبة إلى الغرب، قد يطوّر مع الوقت علاقات أوثق مع محاوريه الأجانب. قال فريدريك ويري: هناك جيلٌ جديد من الأمراء، يتزعّمه نجل الملك سلمان، ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يتنافس الآن على تقلُّد زمام القيادة في المملكة. وقد راكم محمد بن سلمان بالفعل سلطات محلية استثنائية، مستغلّاً حقيبة وزارة الدفاع وإشرافه على العمليات العسكرية السعودية في اليمن لتكريس شيء هو أقرب إلى عبادة الشخصية، فضلاً عن إطلاق موجة من الشعور الوطني السعودي السنّي. وأضاف: يُشرف ولي ولي العهد أيضاً على تشكيل تحالف يرمي ظاهرياً إلى تحرير الرقّة في سورية من الدولة الإسلامية المُعلنة ذاتياً. لكن وضع هذه الحملة موضع التنفيذ يُعتبر مسألة أخرى، وربما تكمن الفائدة الحقيقية لهذا التحالف في الاستهلاك المحلّي.

معركة كسب قلوب الشباب

نشر ستراتفور تقريرًا حول رؤية الإصلاح في المملكة، خلص إلى أن: “ظهور بن سلمان على شاشة التلفزيون كان يمثل خطوة مهمة تتعلق بالشفافية، وهو نوع الانفتاح وسرعة الاستجابة الذي يطالب به الشباب السعودي. بهذه الطريقة، كان الإعلان موجها للشباب السعودي، الذين يريدون مستقبلا يتسم بالازدهار الذي تمتع به آباؤهم، أكثر من كونه موجها للأسواق الدولية. وخلال المقابلة، سمع هؤلاء الشباب تأكيد ولي ولي العهد لهم أن المملكة تدرك احتياجاتهم وتتقبلها.

وختم التحليل بالتساؤل: هل سيواصل الشباب السعودي وضع ثقته في آل سعود؟ وهل تصمد المبادئ السامية التي تضمنتها رؤية 2030 في مواجهة الضغوط السياسية والاجتماعية والأمنية المتفاقمة؟ هذه هي الأسئلة التي تلوح في أفق المملكة.

هكذا كانت بدايات الأسد والقذافي

لكن فرانكو جالديني كان له رأي آخر، نشرته مجلة مفتاح، خلاصته أن “رؤيته محمد بن سلمان للسعودية عام 2020 تنطوي في الواقع على العبارات الطنانة ذاتها التي استخدمها الأسد، وخطط الإصلاح التي طرحها القذافي، من قبل”. بل ذهب الكاتب إلى حد اتهام “الأمير محمد بن سلمان- كأسلافه- بأنه مهتم بإراقة الدماء أكثر من مساعدة الناس، مستشهدًا بمواصلة وسائل الإعلام الإشادة به، بينما يستمر في شن حرب ضد اليمن، أدت إلى أزمة إنسانية. كما أن الصراع اليمني، الذي لم يستفد منه الشعب السعودي، استنزف خزائن المملكة، ووضع البلاد- في ظل انخفاض أسعار النفط- على مسار الإفلاس المحتمل، في غضون بضع سنوات”.

وأضاف: “خلف الصورة البراقة لبذخ آل سعود، ثمة أرض مترامية الأطراف ينهشها الفقر والتهميش. كما تتزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء على نطاق أوسع، وتزداد المتاعب الاقتصادية عُمقًا. من هذا المنظور، ليست خطط بن سلمان سوى تحرُكا متأخرا آخر. “وحين يحاول النظام منتهي الصلاحية الإصلاحَ، يكتشف أنه ترك الأمور حتى فات القطار”، على حد قول براين ويتاكر. كم من الوقت سيمر قبل أن تدرك وسائل الإعلام الرئيسية هذه الحقيقة؟”.

قطيعة سلمانية مع أسلوب المناورة

تحت عنوان “الدَّور الدَّوليّ المُتغيِّر للمملكة العربية السعودية” استعرض باحثو مركز كارنيجي التحرّك النشط الذي قامت به الرياض على صعيد السياسة الخارجية خلال العام الماضي، بالإجابة على مجموعة من الأسئلة، منها: ما تأثير انتقال القيادة في العام الماضي على السياسة الخارجية للسعودية؟

أجاب فريدريك ويري قائلا: أدّى تبوأ الملك سلمان العرش إلى قطيعة مع أسلوب المناورة الحذرة وراء الكواليس نوعاً ما الذي اتّسم به سلفه الملك عبد الله. وعموماً، لا تشي سلسلة التقلّبات المزاجية في السياسة، والتي تؤدّي في كثيرٍ من الحالات إلى نتائج عكسية في عهد الملك سلمان وابنه العنيد، بوجود دولة واثقة من نفسها، بل هي تبدو إسقاطا خارجيا لمخاوف أسرة قلقة بشأن الخلافة والتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تطفو على السطح، جنباً إلى جنب مع مروحة من التهديدات الإقليمية.

ملف الطاقة في الشرق الأوسط

خطة السعودية الصعبة للتحول من النفط

تحت عنوان “الخطة السعودية الصعبة للتحول من النفط” قال “سايمون هندرسون، زميل “بيكر” ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن: “إن الخطة هي من بنات أفكار ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، البالغ من العمر ثلاثون عاماً، والذي يُنظر اليه على نحو متزايد بأنه يمثل تطلعات الجيل الناشئ. وسيتم مساعدة حملته لتنفيذ “رؤية عام 2030″ من خلال واقع اعتباره الشخص الأكثر نفوذاً في المملكة – نتيجة لكونه النجل المفضل للعاهل السعودي المريض الملك سلمان، على الرغم من أن إبن عمه الأكبر سناً، ولي العهد الأمير محمد بن نايف، هو أرقى منه من الناحية النظرية”.

ورأى هندرسون أن “التحديات الرئيسية ستكون قانونية”، إلى جانب تحديين سياسيين يلوحان في الأفق:

أولاً، سوف تكون طبقة رجال الأعمال السعوديين والتكنوقراطيين هي المستفيدة الرئيسية من “رؤية السعودية 2030″، وهي طبقة متعطشة للفرص التجارية. ثانياً، يُعتقد أن الأمير محمد بن سلمان لا يتمتع بدعم كلي تام داخل العائلة المالكة، التي عادة ما تتخذ قراراتها بتوافق الآراء. فبعض الأمراء يعتبروه متهوراً وعديم الخبرة، وتراود العديد منهم مخاوف كما يرجح بأنهم سوف يفقدون امتيازاتهم في تأمين شروط مواتية للصفقات التجارية – وهي الطريقة التقليدية لجمع الثروة للعائلة المالكة، ولكنها تشكل أيضاً مصدر استياء بين صفوف أولئك المتواجدين خارج العائلة المالكة.

وأضاف هندرسون: “ومن الناحية الاقتصادية، إن الخطة نفسها تبدو متناقضة في اعتمادها على الخصخصة الجزئية لشركة “أرامكو السعودية” لتمويل التحوّل في منأى عن الاعتماد على النفط. فلدى المملكة ألديها اكثر من 15 في المائة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، وتأتي بالمرتبة الثانية بعد فنزويلا فقط، التي لديها تكاليف إنتاج أعلى بكثير من التكاليف السعودية. وحالياً، يرتبط ما يصل إلى 70 في المائة من الاقتصاد السعودي بالنفط.

ورغم هذه المآخد، ختم بالقول: “تمثل “رؤية السعودية 2030″ خطة سعودية لزعامة اقتصادية في عالم لم يعد فيه النفط [المورد] المهيمن. وإذا نجحت هذه الخطة، فسوف تجلب أيضاً تغييرات أوسع نطاقاً داخل المملكة”.

تأثير انخفاض أسعار النفط على اقتصاد السعودية

وإجابة على سؤال:  ماذا كان تأثير انخفاض أسعار النفط على اقتصاد المملكة العربية السعودية وعلى موقفها في السوق العالمية؟  أجاب ديفيد ليفينغستون: قبل أن أستطرد في الحديث عن التأثيرات، من المهم أن ندرك أن انخفاض أسعار النفط الحالي هو إلى حدٍّ كبير نتيجة قرار المملكة العربية السعودية بالسعي إلى الحفاظ على حصتها في السوق، وتقديمها على استقرار الأسعار. مع ذلك، هذا ليس خبراً إيجابياً تماماً بالنسبة إلى الرياض. فالمملكة تعاني من عجز في الميزانية يصل إلى نحو 15 في المئة، وتخسر ​​مليارات الدولارات من احتياطياتها من العملات الصعبة الصافية شهرياً للدفاع عن سياسة ربط الريال بالدولار.

وأضاف: تستطيع الرياض الاستمرار في استنزاف خزائنها بهذا المعدّل لبضع سنوات مُقبلة على الأقل (في أبريل 2016، قدّر صندوق النقد الدولي الأصولَ الأجنبية للمملكة العربية السعودية بـ592 مليار دولار)، لكن هذا سيؤدّي إلى زيادة التدقيق الدولي حيال مسألة ديمومة النموذج الاقتصادي السعودي، وحيال تفوّق الرياض التاريخي في سوق النفط العالمية.

وأردف: كانت المملكة العربية السعودية، في الواقع، تخسر حصّتها في السوق النفطية في المكان نفسه الذي تبرز أهميتها أكثر، بما في ذلك المراكز الرئيسة لنمو الطلب في المستقبل مثل الصين والهند والولايات المتحدة. فدخول الرياض إلى هذه الأسواق مهدَّدٌ بالنزعة الهجومية الإيرانية المخفّضة لأسعار نفطها، حيث تسعى طهران إلى العودة إلى السوق العالمية بأي ثمن للتوكيد على ماتعتبره دورها التقليدي.

ممرات الطاقة في الشرق الأوسط

نشر مركز بروكنجز ورقة تحليلة بعنوان “طرق محفوفة بالمخاطر: عبور الطاقة في الشرق الأوسط” يرصد فيها روبن ميلز نقاط الضعف الأساسية في إمدادات الطاقة وعبورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما في ذلك مضيق هرمز المحوري، وعدداً من خطوط الأنابيب الهامة.

مستشهدًا بخسارة حوالي 2 بالمئة من إنتاج النفط العالمي وارتفاع الأسعار بنسبة مطابقة في العام 2011، بعدما تسببت الثورة الليبية في تعطيل معظم إنتاج البلاد من النفط لأشهر. من أجل ذلك، يشكل أمن صادرات الطاقة وعبور الطاقة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مصدر قلقٍ نظراً لأهميته القصوى للاقتصاد العالمي. وقد جعل الوضع السياسي غير المستقر الذي تشهده المنطقة هذه المسألة أكثر بروزاً.

وإذ يُقيّم ميلز تأثير التعطيلات المحتملة على دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يقول: إنه من أجل تخفيف أثر هذه التعطيلات، لا بد من استخدام النهج المؤسساتية والسوقية وتلك المتصلة بالبنية التحتية بعضها مع بعض. كما يسلّط الضوء على الحاجة إلى تحسين التقييم لجدوى مشاريع البنية التحتية المتنوعة ويدعو إلى تطوير الترتيبات المؤسساتية الإقليمية التي يمكن أن تدير بشكلٍ أفضل أزمات العبور عند بروزها.

الطاقة عبر المتوسط

تحت عنوان “الطاقة عبر البحر الأبيض المتوسط: دعوة للواقعية” نشر معهد بروجل ورقة بحثية خلصت إلى أنه “بعد قرابة عقدين من محاولات التعاون الإقليمي غير المنتج، يتعين على الاتحاد الأوروبي إعادة تشكيل جهود التعاون في مجال الطاقة في منطقة البحر المتوسط من خلال نهج ثنائي جديد”.

وتحت عنوان “كيف يمكن أن تستفيد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من انخفاض أسعار النفط” كتبت شانتا ديفاراجان، رئيس الخبراء الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي في مركز بروكنجز، وتحدثت سوزان مالوني في بروكنجز أيضًا عما وصفته بـ دبلوماسية النفط السعودية الخرقاء.

دبلوماسية دفتر الشيكات.. إطلالة على علاقات السعودية الإقليمية

تحت عنوان “كيف تؤثر التطورات على علاقات السعودية مع مصر والأردن واليمن؟ كتب مروان المعشّر: الهبوط الحاد في أسعار النفط في العامين الماضيين، يعني أن السعودية ستُواجِه صعوبة فائقة في ممارسة نفوذها مع دول المنطقة، على غرار مصر والأردن، من خلال المِنَح المالية التقليدية التي تقدّمها إلى هذه البلدان. وفي حين تتخذ القيادة السعودية الجديدة خطوات، مثل خصخصة جزء من شركة النفط “أرامكو”، ورفع أسعار الوقود، وحتى احتمال اقتراض المال، يُتوقَّع أن تُستخدم الإيرادات الإضافية إلى حدٍّ كبير لتعويض عجز ميزانيتها المحلّي، بدلًا من مواصلة المستويات الحالية للتمويل الذي يذهب إلى مصر والأردن.

وأضاف: “من المتوقّع أيضاً أن تحوّل المملكة العربية السعودية معظم المساعدات إلى قروض، بدلاً من كونِها منحاً مباشرة. وعلى سبيل المثال، تركّز الرياض الآن على تقديم الدعم النفطي لمصر، والذي ستُضطر القاهرة إلى تسديده مع الفائدة. وسيكون لذلك تأثيرٌ اقتصادي كبير على هذين البلدين، فمصر والأردن تعانيان اقتصادياً. لكن على الرغم من ذلك، ربما يجبرهما هذا التغيير على سنّ التدابير اللازمة للإصلاح الاقتصادي الذي أحجمتا عن القيام به حتى الآن”.

وأردف: “كلّفت الحرب على اليمن السعوديين مايُقدّر بـ5.3 مليارات دولار، وهو رقم مُذهل نظراً إلى المشاكل المالية الحالية في السعودية. وبالتالي من المرجّح أن يضغط السعوديون من أجل التوصّل إلى تسوية سياسية في هذا البلد عاجلاً وليس آجلاً. وثمة بوادر تُشير إلى أن هذا بدأ يحدث بالفعل. والحال أن جزءاً من سعي السعوديين إلى انتهاج سياسة خارجية أكثر هجومية، يستند إلى توقّعهم بأن حلفاءهم التقليديين سيكونون أكثر انسجاماً مع موقفهم.

واستطرد: وهكذا، ثمّة علائم توترات كامنة تحت السطح مع الأردن ومصر، بسبب الخلافات بشأن كيفية التعامل مع الأزمة السورية وإيران وجماعة الإخوان المسلمين. وعلى سبيل المثال، كان المقصود من زيارة الملك سلمان الأخيرة إلى مصر مواءمة موقف القاهرة من الأزمة اليمنية مع موقف الرياض، حيث لم يَفِ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتعهداته بتقديم الدعم العسكري؛ وأيضاً من الأزمة السورية، حيث أثارت علاقات الرئيس المصري القوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غضب الرياض.

سياسات السعودية تجاه سوريا ولبنان

في سياق تقييمه سياسات المملكة العربية السعودية في مايتعلق بسورية ولبنان، كتب

جوزيف باهوت: كانت رغبة الرياض في دحر النفوذ الإيراني محرِّكاً رئيساً لقرار دعم الانتفاضة السورية ضد نظام بشار الأسد، حتى ولو أدّى ذلك إلى عسكرة هذه الانتفاضة وإلى بروز عددٍ لايُحصى من الجماعات التي تستلهم الأفكار السلفية.

وبما أن الصراع في سورية الآن يُدار بصورة حصرية تقريباً من خلال رغبة روسية- أميركية في دفع العملية السياسية إلى الأمام، فقد تكيّفت السياسة السعودية مع هذا الوضع على مضض. وفي حين لاتزال السعودية تُعرب عن رغبتها في إقصاء الأسد من السلطة، إلا أنها تدعم وتلبي احتياجات وفد المعارضة الذي يتفاوض مع النظام في جنيف. وتأمل الرياض أيضاً أن يحلّ نفوذ موسكو في سورية مع مرور الوقت محلّ نفوذ طهران.

ينطبق المنطق نفسه المُعادي لإيران على توصيف السياسة السعودية تجاه لبنان. فقد دعمت الرياض لفترة طويلة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري وحلفاءه، وشجعتهم على الوقوف بحزمٍ ضد الخصم الإيراني اللدود الذي يمثّله حزب الله، حتى عندما انخرط كلا الفريقين في حكومات وحدة وطنية. ومع ذلك، استمرار عدم وجود حكومة فعّالة في بيروت، وكذلك ماتراه الرياض القوة السياسية المتنامية لحزب الله، شكّلا على مايبدو محرّكاً للتحوّل المفاجئ والمدهش في سياستها. ففي أوائل العام 2016، قطعت السعودية كل المساعدات التي كانت تقدّمها للجيش اللبناني، وهدّدت بشكل مباشر أو غير مباشر بتقليص أشكال الدعم الأخرى للدولة والاقتصاد اللبناني. وما من شكّ في أن هذا التصرف هو سيف ذو حدّين، شأنه في ذلك شأن التدابير الأخرى التي تضعف حلفاء ومصالح السعودية في البلاد.

أزمة تيران وصنافير

تيران وصنافير.. الزاوية الإسرائيلية

تحت عنوان “الزاوية الإسرائيلية لصفقة جزيرتي تيران وصنافير بين مصر والسعودية” كتب سايمون هندرسون في معهد واشنطن: وفقاً لتصريحات تلفزيونية أدلى بها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في 10 أبريل، لم يكن للمملكة أي اتصال مع إسرائيل حول صفقة الجزيرتين المصريتين، لكن السعودية ستحافظ على شروط معاهدة السلام من خلال إبقائهما منزوعتي السلاح. وليس من الواضح ما إذا كانت السفن التي ستبحر من إيلات وإليها سوف تمر عبر المياه الإقليمية السعودية أثناء تنقلها في أقصى غرب المضيق، الذي لا يزيد عرضه عن ثلاثة أميال. ويمكن أن تنشأ تحديات دبلوماسية أخرى إذا سار العمل قدماً في الواقع في اقتراح بناء الجسر. وعادة ما ترفع السفن التجارية الإسرائيلية أعلام بلدان أخرى، لكن احتمال إبحار سفن البحرية الإسرائيلية تحت جسر سعودي مصري قد يؤدي إلى قيام عدم ارتياح كبير في المملكة”.

وأضاف: “إن أكبر نقطة ضعف في الصفقة في الوقت الحالي هي المعارضة الداخلية في مصر، حيث أن مركز الرئيس عبد الفتاح السيسي ليس قويا. ويُعتقد أن القاهرة قد تشاورت مع إسرائيل وواشنطن خلال أشهر المفاوضات التي أسفرت عن هذه الإعلانات، كما يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لم تُثر أي اعتراض شريطة أن لا تؤثر الصفقة على النقل البحري والملاحة الخاصة بإسرائيل.

وفي حين يؤكد ذلك على ما يبدو العلاقة القوية بين إسرائيل ومصر، والتي تتضمن حالياً وجود تعاون وثيق في مجالات مكافحة الارهاب وتطوير الغاز الطبيعي، فبإمكان هذه الصفقة أن تعكس أيضاً النضج المتنامي في العلاقات المؤقتة بين السعودية والقدس.

ورسميا، ما زالت الرياض تعارض قيام علاقات رسمية مع إسرائيل، ولكن من الواضح أن كلا البلدين يتشاركان وجهات نظر مماثلة حول قضايا رئيسية مثل التهديد الذي تشكله إيران. وتشير آخر التطورات المتعلقة بمضيق تيران إلى أن خططهما ذات المصالح المشتركة آخذة في الاتساع”.

مسمار في نعش السيسي

كتبت الخبيرة الأمريكية في شؤون الشرق الأوسط ساره يركس مقالا في بروكنجز بعنوان “هل الخطأ الذي ارتكبه السيسي مؤخرًا سيكون مسمارا في نعشه؟” استهلته بالقول: يواجه السيسي حاليا الاعتراض الأكثر صخبا وغضبا على حكمه منذ توليه السلطة عبر انقلاب عسكري في عام 2013. هذه الاحتجاجات ليست انتفاضة عفوية، بل تم التخطيط لها والإعلان عنها يوم 15 أبريل، عندما خرج آلاف المصريين إلى الشوارع احتجاجا على الحلقة الأحدث في سلسلة من القرارات الجريئة والمثيرة للجدل، التي تعمل ببطء لكن بثبات في تمزيق هيكل الدعم الصلب الذي كان السيسي يحظى به يوما في الخارج والداخل”.

وأضافت: قلل السيسي وحكومته مرة أخرى بشكل دراماتيكي من مدى التدمير الذاتي الذي قد يسببه سلوكهم. وكما أشارت تمارا ويتس ببلاغة، تواصل مصر إلقاء العقبات في طريقة التعاون بين الولايات المتحدة ومصر. لكن الأسوأ من التخريب الذاتي لعلاقات مصر الخارجية، هو الضرر الذي يلحقه السيسي بسمعته في الداخل. وقد يتحول قرار نقل ملكية الجزيرتين إلى المملكة إلى المسمار الأخير في نعش السيسي. وبغض النظر عن النتيجة النهائية لأحداث 25 أبريل، يجب أن يلتفت السيسي إلى السخط المتزايد في أوساط الشعب المصري”.

وأردفت: “كم كانت رمزية تنظيم المظاهرات في عيد تحرير سيناء قوية. فلطالما كانت التهديدات القومية وقضايا السيادة الوطنية أحد أهم عوامل الغضب المصري، التي سمحت لمنظمي الاحتجاجات بالاستفادة من الغضب والإحباط في أوساط المصريين من مختلف الأطياف السياسية. هذا الغضب الذي أعرب عنه المواطنون في الشوارع، وعلى شبكة الإنترنت، وفي وسائل الإعلام، يجب أن يعتبر جرس إنذار للسيسي، الذي ينزف الدعم”.

ولفتت أيضا إلى أن الغضب لم يعد مقتصرا على الإسلاميين أو غيرهم من المعسكر المناهض للسيسي، بل اخترق أحد المعاقل القليلة المتبقية الداعمة للسيسي: المصريون العاديون الذين ليست لهم علاقة بالسياسة في المعتاد، الذين برغم عدم تصديقهم الكثير مما يقال بشأن انتهاكات النظام، إلا أنهم لم يستطيعوا ابتلاع نقل الجزيرتين. كما رصدت لخبيرة شعور المصريين بأن السيسي خدعهم بالتنسيق مع إسرائيل وأمريكا قبل قرار نقل ملكية الجزيرتين، وخسارته خلال الفترة الماضية دعم العديد من الشرائح بدءا من الليبراليين وصولا إلى الأثرياء.

وختمت بالإشارة إلى أن السيسي لا يخسر فقط أنصاره، ولكن أيضا بدأت جعبة أعذاره تنفد. وبدلا من الاعتذار عن أخطائه، دافع عنها، وألقى باللائمة على نظريات المؤامرة. مضيفة: مثل الكثير من أسلافه، لا يفهم أن الشيء الذي يحتمل أن يزعزع استقرار حكومته أكثر ليس المؤامرات الخارجية، ولا حتى خطة داخلية، ولكنه هو.

غياب الحكمة السياسية

ونشر معهد واشنطن مقالا لـ ماجد عاطف بعنوان “السيسي وغياب الحكمة السياسية” خلُصَ إلى أن الطريقة التي أُعلِن بها خبر نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير، وترتيبات زيارة ملك السعودية لمصر، خلفت غضباً شديداً لدى قطاعات واسعة من المصريين كان بالإمكان تقليله، لو تمت معالجة الأمر بكيفية أفضل من ذلك. ولقد أدت تلك القضية إلى طرح سؤال مهم حول الكيفية التي يتعاطى بها الرئيس المصري مع الملفات الكبرى للدولة المصرية. وتعليقًا على السؤال الساخر: “ها والسيسي ناوي يبيع الهرم ليهم إمتى؟”، قال الكاتب إنه لا يعكس شعوراً بالألم فحسب، بل يلقي ظلالاً حول وطنية الرجل الذي كان في القريب العاجل بطلاً لدى قطاعات واسعة، قبل أن يخلق هذا الإخراج السيئ لتلك القضية انطباعات كارثية بدون مبرر. وختم بالجملة الأكثر أهمية في مقاله: “الإدارة المخابراتية – لا السياسية – لملف تسليم الجزيرتين للسعودية، هي المسؤول الأول عن انفجار الشارع المصري، وهذا النهج بالطبع، يمثل خطراً على “السيسي” نفسه قبل أن يمثل خطراً على النظام ككل”.

علاقة إيران وإسرائيل بالاتفاق المصري-السعودي

نشر مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية تحليلا للعقيد (احتياط) الدكتور عيران ليرمان، والبروفيسور جوشوا تيتلبوم، خلُص إلى ما يلي:

– حقيقة كون السعودية تعهدت الآن بالالتزام عمليا بالواجبات المفترضة على مصر بموجب معاهدة السلام مع إسرائيل؛ يعني: أن المملكة، زعيمة العرب، لم تعد تنظر إلى موقع إسرائيل في المنطقة باعتباره شذوذًا يحتاج إلى تصويب.

– علاوة على ذلك، ورغم التبرؤ من أي اتصالات مباشرة حول هذه القضية- وغيرها من القضايا الهامة، على مر السنين- فإن حقيقة كون السعودية تعهدت الآن بالالتزام عمليا بالواجبات المفترضة على مصر بموجب معاهدة السلام مع إسرائيل، يعني: أن المملكة، زعيمة العرب، لم تعد تنظر إلى موقع إسرائيل في المنطقة باعتباره شذوذًا يحتاج إلى تصويب.

– ورغم أن هذا بعيد كل البعد عن تطبيع العلاقات السعودية مع إسرائيل، إلا أنه برغم ذلك بصيصٌ من الضوء، محل ترحيب، يُظهِر فوائد التعاون والتنسيق في المنطقة التي تعاني من العنف.

إطلالة على المشهد العسكري في السعودية وإيران

تحسين القدرات القتالية الإيرانية

رصد فرزين نديمي، محلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج العربي ومقره واشنطن، الشوط الكبير الذي قطعه الجيش الإيراني في تحسين قدراته القتالية غير المتماثلة، بتشكيله المزيد من الكتائب المتنقلة وإدخاله أسلحة وتكتيكات أكثر ملاءمة لمثل هذه البيئات.

وأضاف: يبدو أن [الحكومة في] طهران والقيادة العسكرية على حد سواء يعتبران التدخل في سوريا بمثابة فرصة سانحة لاكتساب الخبرة في محاربة عدو مصمم ومجهز تجهيزاً جيداً في بيئات غير نظامية. لكن يبدو أن جهود الجيش للاستفادة من هذه الفرصة على أرض الواقع أثبتت للتو أنها قاتلة. وقد يكون أحد التفسيرات المحتملة لقرار طهران نشر عناصر الجيش الوطني الايراني في سوريا هو تحسين الرأي العام حول ما أصبح مغامرة خارجية لا تحظى بشعبية فضلاً عن كونها مكلفة نسبياً.

وأردف: “تلعب قوات “الحرس الثوري” دوراً أساسياً في محاربة أعداء النظام الإيراني المحليين والأجانب، وأثبتت أن بإمكانها أن تكون قاسية في إخماد الاضطرابات المدنية كما حدث في عام 2009. وجزئياً، بسبب هذه السمعة، فشل إصرار “الحرس الثوري” على دعم الجماعات المسلحة في سوريا وأماكن أخرى في كسب قلوب وعقول التيار السائد في إيران، لذلك قد يأمل قادة النظام بأن وجود القوات المسلحة الوطنية الشعبية والتضحيات التي تقدمها سيجذبان المزيد من التأييد في صفوف عامة الشعب. ومع ذلك، قد يأتي هذا الإسلوب بنتائج عكسية، إذا استمرت ضحايا “ارتش” في الزيادة في سوريا”.

تسليم منظومةS-300  الروسية إلى إيران

حول “بدء تسليم بعض مكوّنات منظومة الدفاع الجوي طويل المدى “أس 300” الروسية إلى إيران” كتب فرزين نديمي، محلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج العربي ومقره في واشنطن: تشير الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها هواة أن الشحنة شملت قطعاً من منظومة الدفاع الجوي “أس-300 پي ام يو-1” (أي “أس إيه-20 إيه جارجويل” وفقاً لتعريف حلف شمال الأطلسي). وهذا يعني أنّه حتى إذا تم رفع مستوى هذه المنظومة، ستبقى قدراتها أدنى من تلك التي تتمتع بها نسخة ” پي أم يو-2″ التي فكرت طهران بشرائها في الأصل، لكن رغم ذلك لا تزال تشكّل دفعة هائلة محتملة لشبكة الدفاع الجوي التي تملكها البلاد.

وأضاف: “إذا تمت عملية التسليم الكاملة لمكونات “أس 300” كما هو متوقع، فمن شأن المنظومة أن تحسّن إلى حد كبير من قدرة إيران على الدفاع الجوي حالما يتم إدخالها إلى الخدمة في النهاية. غير أنّه، ولكي تتمكن إيران من تغطية مساحتها الكبيرة بشكل فعال، ما زال عليها ضم منظومات “أس 300” إلى صواريخها المعدلة من طراز “أس 200” وصواريخ أرض-جو من طراز “رعد” وربما أيضاً منظومة صواريخ “باور 373” التي يُزعم أنّها قيد التطوير في إيران وتستند بعض الشيء على تصميم “أس 300”.

عقيدة الحرس الثوري الإيراني

تحت عنوان “عقيدة الحرس الثوري الإيراني” رصد موقع ميدل إيست بريفنج البحثي تفاصيل استراتيجية الحرس الثوري، استنادًا إلى ما جاء في خطاب مطول ألقاه الجنرال محمد علي جعفري يوم الثلاثاء الموافق 5 أبريل:

– إيران ستطور برنامجها البالسيتي رغم انتقادات الدول الغربية. وفي حين أن بلادنا لا ترحب بالحرب، فلو فرض الخيار العسكري علينا فإننا ستخوض الحرب كما فعلنا خلال الحرب العراقية-الإيرانية، ولتخسأ أميركا فهي لا تستطيع أن تفعل شيئا.

– إذا كان الاتفاق النووي يعتبر نموذجا فان ذلك مؤشر على قصر النظر وإذلال الذات.

– الأفكار السياسية المنافية للثورة الاسلامية لن تدوم (…) حتى وإن كانت هيمنت في مرحلة معينة على الحكومة أو على مجلس الشورى.

– التيار الجديد المؤيد للغرب يضم عناصر التسلل الأمريكي، لكن الأمة الثورية والمؤمنة لن تسمح له بالتطور.

– السلطات السعودية والبحرينية مثال للتخلف السياسي، والحرس الثوري أعد الرد على غبائها، وهو ينتظر فقط الأوامر.

– ندعم النظام والحكم ووحدة الأراضي السورية ولن نسمح أبدا بتفتيت الدول الإسلامية.

المتغيّرات النووية في السعودية

وحول المتغيّرات النووية في السعودية، كتب تريستان فولبي: تُقارب القيادة السعودية الطاقة النووية باعتبارها وسيلة للتحوّط، في مواجهة المسار المستقبلي للبرنامج النووي الإيراني، وأيضاً للمساعدة في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والمياه المحلّاة.

وأضاف: مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجدّدة هي المسؤولة عن النهوض بخطة الطاقة النووية، إلا أن التقدّم الوحيد الذي تحقق حتى الآن تمثّل في توقيع عدد كبير من الاتفاقيات الاستطلاعية مع كبار مورّدي التكنولوجيا النووية. وعلى عكس الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة لبدء تشييد مشروع مفاعل نووي كبير، لاتتحرّك المملكة العربية السعودية على وجه السرعة لترجمة تطلّعاتها للحصول على الطاقة النووية إلى قدرة تشغيلية.

وأردف: إلى جانب ذلك، يستغلّ المسؤولون السعوديون مخاطر حدوث سباق تسلّح نووي مع إيران كورقة ضغط لاكتساب القدرة على فرض نفوذهم على الولايات المتحدة. فخلال القمة التي عُقِدَت في كامب ديفيد في العام 2015، على سبيل المثال، حوّل السعوديون الانتباه إلى احتمال منافسة القدرات النووية الإيرانية، في محاولة فاشلة للضغط على إدارة أوباما لتعزيز الدعم العسكري وإبرام معاهدة دفاع رسمية. ومع استمرار تطوّر العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، ستكون رغبة المملكة في الحفاظ على الدعم الأميركي وزيادته، دافعاً أساسياً لاستراتيجيتها النووية.

تقييم التحالف السعودي ضد الإرهاب

نشرت مؤسسة راند تحليلا كتبه بريان مايكل جنكينز لتقييم التحالف العسكري الذي تقوده السعودية لمحاربة الإرهاب؛ هل هو قوة إضافية محل ترحيب، أم سراب في الصحراء، أم فكرة سيئة؟ خَلُصَ إلى أن هناك مزيج من الفوائد المحتملة والآثار السلبية لهذا التحالف. ورغم أن التوقعات قصيرة المدى لا تزال موضع شك، سيكون من الخطأ بالنسبة للولايات المتحدة تجاهل هذه المبادرة.

ولمساعدة المملكة في تحديد وإنجاز المهام التي من شأنها أن تكون أكثر فائدة لتحقيق الأهداف المشتركة، قد يكون مفيدًا للمسئولين في واشنطن إنشاء فرقة عمل صغيرة تكلف على وجه الخصوص باستكشاف الفرص التي تتيحها المبادرة السعودية.

ماذا حقّق التحالف العربي على الأرض في اليمن؟

“ماذا حقّق التحالف العربي على الأرض في اليمن؟” الإجابة عن هذا التساؤل هو ما دار حوله حوار مجلة “باري ماتش” وموقع شفاف الشرق الأوسط مع مايكل نايتس زميل “ليفر” في معهد واشنطن.

حين سُئِل: تضمنت سلسلة التقارير التي نشرتها وصفاً مدهشاً للقتال الدائر الذي تشارك فيه دبابات، وآليات مضادة للألغام والكمائن، وهليكوبترات هجومية، وعدد يصل إلى ٣٠٠ طلعة يومياً للمقاتلات العربية. لا أذكر أن أي سلاح جو عربي سبق له أن حقّق مثل هذا العدد من الطلعات القتالية في يوم واحد. هل تعتبر ذلك بمثابة “مفاجاة استراتيجية”؟

أجاب: سيصاب كثير من الناس بالدهشة لأن التحالف الخليجي العربي تمكّن من خوض هذه الحرب بدعمٍ خلفي فقط من جانب الحكومات الغربية وشركات المعدات العسكرية. ولكن ذلك لم يكن مفترضاً أن يُدهش المحلّلين العسكريين. وقد سمح الكثير منهم لنفسه بعدم تحديث معلوماته حول التغييرات الحاصلة في جيوش الخليج. فسنةً بعد سنة، قامت تلك الجيوش بتحديث نفسها، وبتعزيز طابعها المحترف. وفي الحرب الدائرة حالياً في اليمن، فحتى السودان تمكّن، مراراً، من نشر أسراب من طائرات “سو-٢٤” المتقدمة المخصصة للجمات ضد أهداف أرضية. وكان إداء الإماراتيين رائعاً بصورة خاصة- ولكن كان جديراً بالمراقبين أن يتوقّعوا ذلك. كما عمل الإماراتيون بطريقة جدّية للغاية- جزئياً، بمساعدة من الفرنسيين- لبناء جهاز عسكري قوي ومؤثر. وقد يُصاب بعض القرّاء بالدهشة إذا قيل لهم أن دولة الإمارات كانت قد أرسلت قوات تدخّل إلى لبنان، والصومال، وكوسوفو، وافغانستان، وليبيا، ثم إلى اليمن حالياً. لقد كانوا يستعدون لهذه الحرب منذ زمن طويل.

وختم بالقول: ” إن الحوثيين ليسوا “حزب الله” اللبناني، بعد. وربما كانت مجهودات التحالف الخليجي قد حالت دون تطوّرهم في ذلك الإتجاه. ولكن ذلك يعني أن دول الخليج لم تواجه المجهود الحربي الإيراني الحقيقي، بعد. إن حرب اليمن هي بمثابة حرب تدريب:  اما الحرب بين دول الخليج وإيران فستكون أصعب بكثير. وما حدث هو مجرد البداية لدول الخليج: لقد أعاد الخليجيون أكفان العشرات من جنودهم من اليمن، ولكن ينبغي لهم أن يستعدوا لرؤية ناطحات السحاب في “دبي” و “الجبيل” وهي تحترق إذا ما نشبت حرب حقيقية. ولو نشبت مثل تلك الحرب الحقيقية، فلن يكون بوسع إيران أن تستهلك أرواح “وكلائها” من العرب أولاً:  فسيدفع الفُرس الثمن من أرواح مواطنيهم، وستحترق مدن إيران هي الأخرى”.

كارثة إنسانية وهدية للقاعدة

في سياق شرحه لـما يعنيه وقف إطلاق النار في اليمن لدول الخليج والحملة ضد داعش وأمن الولايات المتحدة وصف بروس ريدل، مدير مشروع الاستخبارات في مركز بروكنجز، هذه الحرب بأنها “كارثة إنسانية، وهدية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وبالتالي، من مصلحتنا إنهاؤها”.

وكشف ريدل عن ضغوط هادئة تمارسها الولايات المتحدة منذ عدة شهور على السعوديين لإنهاء الحرب، حتى في الوقت الذي تقدّم فيه واشنطن معلومات استخبارية ومساعدات لوجستية مهمة للتحالف.

وحذر من أن معركة الاستيلاء على العاصمة ستزيد من حدة المأساة، وتؤدي إلى نتائج كارثية؛ إذ تُعد صنعاء أسرع عاصمة نمواً في العالم، ويبلغ عدد سكانها مليوني نسمة. كما أنها أكثر المدن عرضة لأزمة مائية. ومن المتوقع أن تنفذ المياه الجوفية المتوفرة في المدينة بحلول العام 2017، وذلك قبل أن ترمي الحرب بثقلها على هذه البيئة الحضرية.

تقييم العلاقات الأمريكية-الإيرانية

إيران تعزل نفسها.. وتتهم واشنطن

كتب پاتريك كلاوسون، زميل أقدم في زمالة “مورنينغستار” ومدير الأبحاث في معهد واشنطن، مقالا بعنوان “إيران تعزل نفسها عن النظام المالي الدولي بينما تلقي اللوم على واشنطن” علَّق فيه على الشكاوى الإيرانية الرسمية من أن “الأمريكيين لم يفوا بوعودهم وقد رفعوا العقوبات عن الورق فقط”، قائلا: “على الرغم من أنهم محقين بشأن الصعوبات المستمرة التي تواجهها إيران فيما يتعلق بوصولها إلى النظام المالي الدولي، إلا أنهم أخطأوا في تشخيص السبب. فالمشكلة الفعلية هي أن المصارف الإيرانية لا تواكب الأنظمة المصرفية الدولية التي وُضعت خلال العقدين الماضيين”.

وأضاف: ” ومن خلال عرض مساعدتها على إيران على تحديث تنظيماتها المصرفية وتدابير الإنفاذ المتبعة فيها، يمكن أن تُظهِر واشنطن من هي الجهة التي تقف فعلاً حجر عثرة أمام التقدم. وإذا ما قبلت طهران بهذه المساعدة، وهو أمر غير مرجح إلى حد بعيد، فقد يخدم ذلك المصالح الأمريكية عبر إعاقة غسل الأموال وتمويل الإرهاب”.

العقوبات المالية الأمريكية

تحت عنوان “توضيح أمريكي محتمل لأنظمة العقوبات المالية” تطرقت كاثرين باور، زميلة أقدم في معهد واشنطن ومسؤولة سابقة في وزارة الخزانة الأمريكية، إلى ردّ الرئيس الأمريكي باراك أوباما على التقارير التي أفادت بأنّ الولايات المتحدة تفكّر بتقديم تنازلات جديدة حول العقوبات المفروضة على إيران في أعقاب شكاوى إيرانية من صعوبة إعادة تأسيس علاقات مصرفية منذ بدء تنفيذ رفع العقوبات في يناير. وبعد أن أشار أوباما إلى أنّ واشنطن والبلدان الأخرى “ستوفر الوضوح للشركات حول التبادلات المسموح بها في الواقع”، أضاف: “ليس من الضروري أن نعتمد مقاربة دخولهم مرحلة التبادلات المقوّمة بالدولار”.

وأضافت كاثرين: “سيكون من الصعب القول إنّ تخفيف العقوبات هو ردّ على الأفعال الإيرانية التي تتخطّى نصّ “خطة العمل المشتركة الشاملة”، نظراً إلى استمرار إيران بالإصرار على أنّها حرّة باختبار الصواريخ الباليستية، فضلاً عن اعتراض العديد من شحنات الأسلحة الإيرانية المتوجّهة إلى الحوثيين خلال الأشهر الأخيرة على الرغم من الحظر المفروض من قبل مجلس الأمن على هذه الصادرات. ولذلك، يجب على الإدارة الأمريكية النظر في تذكير إيران بأنّها إذا استمرّت في قراءة خاطئة متعمّدة لـ “خطة العمل المشتركة الشاملة”، بإمكان واشنطن الرد بالمثل”.

دروس العقوبات

في سياق رصده للدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من فرض العقوبات وتلك التي لم تتعلمها، قدَّم مايكل سينغ، زميل “لين سوينغ” الأقدم والمدير الإداري في معهد واشنطن، ثلاث نصائح لصانعي السياسات في واشنطن لوضعها في اعتبارهم:

(1) يحظى فرض العقوبات بأكبر قدر من الاهتمام لكن التنفيذ أكثر أساسية. فالتنفيذ يحتاج إلى ما هو أكثر من موارد التطبيق. والأهم من ذلك هو الإرادة السياسية. وتمثل هذه قضية ملحة في واشنطن؛ إذ يبدو من غير الواضح حجم الجدية التي ستنتهجها إدارة أوباما في فرض الإجراءات التي لا تزال سارية ضد إيران، مثل العقوبات الثانوية التي تستهدف «الحرس الثوري الإسلامي».

 (2) لأن الهدف من فرض العقوبات يكون طموحاً بصورة متزايدة، فإن الخسائر التي تفرضها على الكيان المستهدف يجب أن تكون ملائمة في الحجم. ووفقاً لذلك، يجب أن تكون الخسائر مهمة ليس فقط للدولة المستهدفة أو للكيان المستهدف بصورة عامة، بل أيضاً لأولئك الأفراد التي تسعى الحكومة الأمريكية التأثير على قراراتهم.

(3) الأهم من ذلك، تعمل العقوبات بصورة أفضل إذا كانت جزءاً من استراتيجية أكبر وليس بديلاً لها. وتتضح هذه النقطة بقوة في كل من سوريا وأوكرانيا حيث ربما كانت العقوبات وسيلة “للقيام بشيء ما” وأثبتت قيمتها في تحقيق ما فرضت من أجله، إلا أنها لم تلق الدعم من الاستغلال الفعال لعناصر أخرى من قوة الولايات المتحدة لتحقيق أهداف سياسة أوباما. وتعمل العقوبات بصورة أفضل حين تدعمها استخبارات قوية ودبلوماسية نشطة، والتهديد باللجوء للقوة عند الضرورة أو استخدامها بالفعل.

إطلالة عامة على الشرق الأوسط

تداعيات الصراع في القوقاز على منطقة الشرق الأوسط

رصدت بريندا شيفر، زميلة أقدم في “مركز الطاقة العالمي” في “المجلس الأطلسي” وأستاذة مساعدة في “مركز جامعة جورج تاون للدراسات الأوروبية -الآسيوية والروسية وشرق أوروبا”، تداعيات الصراع في القوقاز على منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا، الثلاثيّ:  تركيا وإيران وإسرائيل.

(1) من شأن التصعيد الراهن أن يستدرج أطرافاً فاعلة من خارج القوقاز، من ضمنها الشرق الأوسط. وكما ذُكر سابقاً، ثمة تحالفٌ وثيق بين أرمينيا وروسيا، التي كانت قواتها منتشرة في البلاد وتدير دفاعاته الجوية. كما أن موسكو عمدت مؤخراً إلى زيادة قواتها في بلدة غيومري الأرمنية على الحدود التركية التي يجمعها تحالف عسكري بأذربيجان. وفيما يرجّح أن تتخذ كل من تركيا وروسيا الخطوات اللازمة لتفادي الاشتباكات المباشرة بين قواتهما، إلا أن القرب الجغرافي الوثيق بين هذين الخصمين في فترة يحتدم فيها القتال بين حلفائهما قد يؤدي إلى احتكاك غير مقصود بينهما.

(2) وكذلك الأمر بالنسبة لإيران، حيث لها حدود مع أرمينيا وأذربيجان وتقع على مقربة من خطوط الاحتكاك. وحتى الآن، لم تصدر عن إيران سوى دعوات محايدة لكلا الجانبين “بضبط النفس”، وقد عرض وزير الخارجية محمد جواد ظريف التوسط في الصراع. وعلى الرغم من خلفيتها الإسلامية الشيعية المشتركة مع أذربيجان، ليس لطهران عموماً أي تضامن خاص مع هذه البلاد، علماً بأنه منذ بدء القتال الأخير، سقطت قذيفة هاون في الأراضي الإيرانية، مما يؤكد مدى سهولة توسّع نطاق النزاع.

(3) وبالإضافة إلى ذلك، يطرح الوضع المتبلور تحديات أمنية جديدة أمام إسرائيل، فهي من أبرز الأطراف التي تزوّد أذربيجان بالسلاح. ونظراً إلى أن هذه الأسلحة تُستخدم على الأرجح في القتال الحالي، يمكن أن تضغط روسيا على إسرائيل للامتناع عن إرسال قطع الغيار والمزيد من الإمدادات. فقد سبق لموسكو أن نجحت في فرض ضغوط مماثلة خلال الحرب التي وقعت مع جورجيا في عام 2008. وصحيحٌ أن القوات الروسية ليست منخرطة بشكل مباشر هذه المرة، إلا أن في جعبة الكرملين حالياً المزيد من الوسائل للضغط على إسرائيل نظراً لتدخلها المستمر في سوريا المجاورة.

أهمية الشرق الأوسط للولايات المتحدة

هل الشرق الأوسط لا يزال مهما للولايات المتحدة؟ للإجابة عن هذا التساؤل، قال ديريك چوليت: على الرغم من الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لإعادة التوازن، إلا أن التطورات التي تجري تحت عين أوباما اليقظة لا تدعم الرأي القائل بأن الولايات المتحدة تُبعد محورها عن الشرق الأوسط. فالقوات المنتشرة في المنطقة اليوم تتخطى تلك التي كانت متواجدة قبل الحادي عشر من سبتمبر. كما تعمل القوات الأمريكية على تعزيز وضع شركائها في الخليج، وقد شهدت السنوات السبع الماضية بعض من أكبر عمليات مبيعات الأسلحة في التاريخ. وبالمثل، حافظت واشنطن على دعمها لمصر في ظل الانتقادات في الداخل، في حين أن الدعم العسكري والاستخباراتي لإسرائيل وصل إلى مستويات قياسية. إلى جانب ذلك، كان أوباما قادراً على القضاء على الغالبية العظمى من الأسلحة الكيميائية في سوريا من دون استخدام القوة العسكرية.

وأضافت إيلين ليبسون: على نطاق أوسع، تتخطى مسؤوليات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط المصالح المعلنة لأي دولة في المنطقة. فإذا كان الاستقرار الكلي هو الهدف الأساسي، يجب على واشنطن أن تسعى إلى تحسين العلاقات بين الدول العربية وإيران على المدى الطويل، على الرغم من أن إيلاء الكثير من التركيز على هذه الجهود في الوقت الراهن قد يؤدي إلى نتائج عكسية. وأخيراً، كانت أهمية السياسات في المنطقة آخذة في التراجع ببضع درجات بسبب استقلال الولايات المتحدة المتزايد في مجال الطاقة. وفي المستقبل، ربما تقبل واشنطن مخاطر أكبر في الشرق الأوسط، وسيكون تدخلها في المنطقة أقل ترجيحاً.

وأردف: مايكل دوران: أوباما هو مفكر استراتيجي، وقد ارتكز جزء كبير من عملية تفكيره الخاصة بالشرق الأوسط على تقييمين: أن المنطقة ليست ذات أهمية استراتيجية حيوية للولايات المتحدة، وأن أمن إسرائيل لا يشكل مصدر قلق بالغ الأهمية بالنسبة لواشنطن. وفي حين سعى الرؤساء السابقون إلى تعزيز وضع الحلفاء في وجه الخصوم، ينظر أوباما إلى الخصوم، وبشكل رئيسي إيران وروسيا، على أنهم من أصحاب المصلحة الإقليمية المشروعين.

وختم مايكل ماندلباوم بالقول: بالنسبة للولايات المتحدة، يُعتبر الشرق الأوسط حالياً أقل أهمية نسبياً مما كان عليه بين العامين 1989 و 2014. فخلال تلك الفترة ما بعد “الحرب الباردة”، كانت أوروبا وشرق آسيا تشهدان فترة سلام إلى حد كبير، الأمر الذي سمح لواشنطن بتخصيص المزيد من الموارد والاهتمام للشرق الأوسط. لكن الوضع مغاير حالياً، فالتحديات الاستراتيجية الجديدة تتطلب إيلاء الاهتمام لشرق آسيا وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم، مما سيتطلب بلا شك إعادة تخصيص الموارد في المستقبل.

ورصد ثلاثة عوامل رئيسية تثير قلق الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وهي: منع أي بلد منفرد من فرض هيمنته، ومنع الانتشار النووي، والحفاظ على الوصول العالمي إلى النفط في المنطقة. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا الجديدة قد جعلت الولايات المتحدة أقل اعتماداً على موارد الطاقة في الشرق الأوسط، إلا أن اليابان وأوروبا الغربية لا يزالان يعتمدان عليها، ولذلك فإن الحفاظ على علاقات الولايات المتحدة مع هؤلاء الحلفاء المقربين من واشنطن سيتطلب على الأرجح الإستمرار في إعطاء الأولوية لأمن النفط في المنطقة. ومن جانبها، لا تزال إسرائيل بحاجة إلى مساعدة في مكافحة الانتشار النووي بين جيرانها.

الاعتراف الأمريكي بدولة فسلطينية

نصح إبراهيم فريحات، خبير الصراعات الدولية في جامعة جورجتاون، الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية الآن؛ لكي ينقذ إرثه السياسي في الشرق الأوسط.

وأضاف فريحات، وهو زميل أول في السياسة الخارجية بمعهد بروكنجز: مع الأشهر القليلة المتبقية له في منصبه ، حان الوقت ليصوغ أوباما إرثه في الشرق الأوسط كما يريده هو، وليس كما حددتها ضغوط نتنياهو. أمام أوباما فرصة ليخلّد التاريخ اسمه كأول رئيس أمريكي يعترف رسمياً بدولة فلسطينية مستقلة.

وأردف: عاجلاً أم آجلاً، ستقوم دولة فلسطينية والولايات المتحدة ستعترف بها. وأوباما يدرك ذلك تماماً. لماذا يفوّت هذه الفرصة إذاً ويتركها لرئيس آخر ليغتنمها في المستقبل؟ لا بدّ أن يقلق أوباما على شرعيته، وليس على آراء نتنياهو المتطرفة. لا يجدر أن يسمح أوباما لنتنياهو أن يصوغ له شرعيته في الشرق الأوسط وأن يبقيه ملطخاً بالفشل.

تأثير الحرب السورية على حزب الله

تحت عنوان “كيف أثرت الحرب الأهلية السورية على حزب الله، وما الذي يجب أن تفعله الولايات المتحدة؟” قدمت إيان ميريت، عبر مركز بروكنجز، ثلاث نصائح لواشنطن:

  • يجب أن تستمر الولايات المتحدة في العمل من أجل تقوية القوات المسلحة اللبنانية الموحدة المستقلة، ومن ذلك الضغط على السعودية لإعادة حزمة المساعدات السنوية التي ألغتها مؤخرًا بقيمة أربعة مليارات دولار.
  • يجب على الولايات المتحدة أن تقود جهدا متزايدًا لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان، على أمل تجنب امتداد كارثة العنف المحتملة.
  • يجب على الولايات المتحدة مواصلة دعمها طويل الأمد لإسرائيل من أجل الحفاظ على قدرتها الرادعة ضد حزب الله، والعمل على ضمان عدم حدوث تصعيد للعنف.

وختم بالقول: لا يزال حزب الله منظمة قوية وحليفًا حاسما لإيران، وتمثل ترسانتها الصاروخية وخبرتها المهنية تهديدا مستمرا لإسرائيل والولايات المتحدة. لكن حزب الله، في هذه اللحظة، مشغول في المقام الأول بسوريا والحريق الطائفي الإقليمي الأوسع نطاقا، وهو الوضع الذي يستبعد أن يتحسن عبر تجديد القتال مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.

سياسة إسرائيل الخارجية في منطقة متغيرة

يستضيف معهد تشاتام هاوس في 16 مايو ندوة بعنوان “إسرائيل والشرق الأوسط المتغير” سيناقش خلالها دان مريدور كيف أثرت التغييرات الأخيرة التي طرأت على الجغرافيا السياسيا في المنطقة على السياسة الخارجية لإسرائيل، على خلفية الاتفاق النووي الإيراني، وهبوط أسعار النفط، والصراعات في سوريا واليمن والعراق، وظهور تنظيم الدولة.

وسيحلل “مريدور” أيضًا كيف يمكن أن يؤثر الوضع بين إسرائيل وفلسطين على هذه السياسات وتضع الخطوط العريضة لعدد من الإجراءات التي يمكن اعتبارها عاملا مساعدا على إنهاء الصراع.

حرية الإعلام في تركيا

تحت عنوان ما الذي يحدث حقا في الإعلام التركي؟  تناول مصطفى أكيول عبر مركز التقدم الأمريكي الحملة على حرية الإعلام التركي، وما تعنيه لمستقبل الديمقراطية التركية، وخلص إلى أن تركيا اليوم- في أحسن الأحوال- ديمقراطية غير ليبرالية، حيث تعقد انتخابات حرة بينما تنكمش الحرية. وعلاوة  على ذلك، ثمة ما يدعو للقلق أن المستقبل القريب قد يكون أكثر قتامة. هذا الاستقطاب البغيض في المجتمع التركي، إلى جانب تقلص مساحة السرد العام، يجب أن يكون مصدر قلق كبير لمن لديه مصلحة في أن تكون تركيا بلدا سلميا وديمقراطيا.

مأساة اليزيديين.. والهوية المشتركة

تحت عنوان “الثقافة العربية ومأساة اليزيديين بين السياق الموضوعي والمساءلة المعنوية” نشر معهد واشنطن مقالا لـ حسن منيمنة، استهله بالقول: الرجال اليزيديون عُذّبوا وقُتلوا بالآلاف. النساء اليزيديات استُرققن وامتُهنّ واغتُصبن، وجرى تسعيرهن وتوجر بهنّ وكأنهن بضاعة تُشترى وتُباع. الأطفال اليزيديون انتُهكوا وأرعبوا وانتزعوا من بيوتهم وأسرهم، وفُرض عليهم ديناً غير دينهم، ووُرّط البعض منهم بالقتل والتشنيع. منازل اليزيديين أحرقت، وأموالهم نُهبت، ومعابدهم دُمّرت، ومقدساتهم دُنّست. وعلى الرغم من اندحار المعتدي من سنجار، عصب الحضور اليزيدي في العراق، فإن الجراح التي أثخنت اليزيديين قد لا تندمل”.

وأضاف: “هي جريمة خطيرة لم ترتقِ ردة الفعل في الخطاب العربي إلى مستواها. فبقدر ما الجريمة تقتضي العقاب، بقدر ما يتوجب تفكيك دوافع التأخّر في ردة الفعل، لما يكشفه من إشكاليات قائمة في الثقافة العربية. ولاعتبارات عدة، منها الموضوعي المفهوم، ومنها الذاتي الذي يتوجب تجاوزه، فإن الأمر الذي لا بد من الإقرار به هو أن الثقافة العربية لم تتفاعل مع مأساة اليزيديين عامة، واليزيديات خاصة، بما ينسجم مع مفهوم الشهامة والذي تفترضه من صلب الهوية المشتركة، وأصبح الحديث بالتالي عن هوية مشتركة مسألة فيها نظر”.


شؤون خليجية، مركز إدراك، العالم بالعربية

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم مراكز أبحاث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

الشرق الأوسط بعيون مراكز الأبحاث العالمية في أسبوع

احصل على تقاريرنا حصريًا الآن: info@worldinarabic.com …