في العمق ماذا يعني اغتيال “الوحيشي” في اليمن؟ لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: علاء البشبيشي الملخص: غارة أمريكية نفذتها طائرات بدون طيار يوم 12 يونيو في المكلا، أسفرت عن مقتل ناصر الوحيشي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. ولأنه الرجل الثاني في شبكة القاعدة العالمية؛ يمثل مقتله الحادث الأبرز من نوعه منذ مقتل أسامة بن لادن. وعلى الرغم من أن وفاته ستمثل خسارة كبيرة للتنظيم، فإن القاعدة لديها العديد من القادة المخضرمين الآخرين الذين يمكنهم المسارعة لملء الفراغ. التحليل: الوحيشي، المكنى بأبي بصير، يمني الجنسية، لكنه قضى فترة في أفغانستان، حيث يقال إنه عمل عن قرب مع أسامة بن لادن. ووفقا لبعض التقارير، كان الوحيشي سكرتير بن لادن الشخصي هناك. فرَّ الوحيشي من أفغانستان عقب معركة تورا بورا متجها إلى إيران، حيث اعتقلته الحكومة أواخر عام 2001 أو أوائل 2012. وأعيد إلى اليمن في عام 2003 بموجب اتفاق لتسليم المجرمين مع الحكومة الإيرانية، قبل أن يهرب في وقت لاحق من سجن شديد الحراسة بالقرب من صنعاء في فبراير عام 2006 برفقة 22 جهاديًا آخرين. ما بعد الهروب في أعقاب هذا الهروب، تغيَّر النشاط الجهادي في اليمن بشكل ملحوظ. ففي سبتمبر 2006، تعرضت المنشآت النفطية لهجوم بسيارتين مفخختين، لتطلق أول شرارة لاستخدام هذا الطراز على أرض اليمن (سبق أن استخدمت القوارب المفخخة في الهجوم على المدمرة كول وليمبورج). وبحلول منتصف عام 2007، استطاع الوحيشي بسط سيطرته على شبكة الجهاديين الهشة في اليمن، ومن ثمَّ تجددت العمليات الجهادية في البلاد. اندماج وبحلول يناير 2009، كان ما تبقى من فرع تنظيم القاعدة في السعودية قد فر من المملكة إلى اليمن وأعلن ولاءه للوحيشي. وكان لافتًا أن بايعت الوحدات السعودية الوحيشي، في إشارة إلى أن الاندماج بين الكيانين الجهاديين في السعودية واليمن لم يكن اندماجا بين طرفين متكافئين؛ حيث أنشئ تسلسل هرمي لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، كان الوحيشي على رأس هرم قيادته. شخصية استثنائية في الواقع، لسنا وحدنا الذين اعتبرنا الوحيشي شخصية استئنائيًا. فعقب موت بن لادن، أشارت التقارير إلى أنه رقي إلى مرتبة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة العالمي. كما كان يحظى باحترام كبير خارج اليمن، حسبما تُظهِر مراسلاته مع فروع القاعدة الأخرى في بلاد المغرب الإسلامي. غموض لكن التقارير التي نقلت خبر وفاته في المكلا غريبة إلى حد ما؛ بالنظر إلى أن المدينة كانت تحت الرقابة الأمريكية الوثيقة منذ بسط تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب سيطرته هناك. وقد شنت الولايات المتحدة عدة غارات باستخدام طائرات بدون طيار في المدينة، أسفرت إحداها عن مقتل الزعيم الروحي للتنظيم إبراهيم سليمان الربيش، يوم 12 أبريل. أما وقد حدث ذلك، فمن غير المعتاد أن تدخل شخصية جهادية رفيعة المستوى وملاحَقَة مثل الوحيشي إلى مثل هذه المنطقة الخطيرة بدلا من البقاء في المخابئ التي تحميه من المخابرات الأمريكية حتى حين. الصياد الطريدة استمرت ملاحقة الوحيشي لسنوات عديدة. وفي المقابل كانت مجموعته من فروع القاعدة القلائل التي حاولت مهاجمة الولايات المتحدة؛ وأصبحت تحت ريادته أخطر فروع التنظيم على الإطلاق. فحاولت إسقاط طائرة الركاب “دلتا” فوق ديترويت في ديسمبر 2009، ، ومحاولة تفجير طائرة شحن بعبوات ناسفة مخبأة في طابعات كمبيوتر خلال شهر نوفمبر 2010، ثم قنبلة الملابس الداخلية في عام 2012. منبر إنجليزي وكانت المجموعة هي المسئولة أيضًا عن نشر مجلة إنسباير، التي كانت تهدف إلى تجنيد وتجهيز الجهاديين الناطقين بالإنجليزية لتنفيذ هجمات في الغرب. وكشف عن صلات بين مجلة إنسباير وتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب بعدد من الهجمات والمؤامرات التي أحبطت داخل الولايات المتحدة، من بينها إطلاق النار في قاعدة فورت هود عام 2009 وتفجير ماراثون بوسطن. نزيف القيادات لكن منذ ذلك الحين واجهت القاعدة في شبه جزيرة العرب ضغوطا شديدة. حيث فقدت أعضاء مؤثرين، من بينهم المنظر الجهادي أنور العولقي، ومبدع مجلة إنسباير سمير خان، والربيش، والمنظر حارث النظاري. خليفة الوحيشي وتنتشر الشائعات حول تولي قاسم الريمي مكان الوحيشي كقائد لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وكان “الريمي” أحد الجهاديين الـ23 الذين فروا من السجن مع “الوحيشي”، وشارك في التخطيط لعمليات التنظيم العسكرية. ويوصف بأنه مقاتل عدواني شرس لا يرحم (وخلع عليه البعض وصف النسخة اليمنية من أبي مصعب الزرقاوي). واستُهدِف “الريمي” شخصيا بضربات جوية أمريكية، وانتشرت تقارير زائفة عن مقتله في إحداها خلال يناير 2010. ورغم أن الوحيشي كان شخصية كاريزمية، وزعيمًا يتعدى أثره سنوات عمره، فإن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب لا يزال لديه مجموعة أساسية من المسلحين المخضرمين الذين يمكن الاعتماد عليهم لدعم “الريمي”، إذا كان هو حقًا القائد الجديد للمجموعة.