في العمق ما بعد الغارة الإسرائيلية على سوريا.. هل تفرض تل أبيب خطوطها الحمراء على طهران بالقوة؟ لـ العالم بالعربية منشور في 5 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr لم تكن المرة الأولى التي تتدخل فيها إسرائيل بالقوة، بل سبق أن فعلت ذلك ربما مائة مرة على مرّ السنين؛ لوقف نقل الأسلحة المتقدمة من إيران إلى حزب الله في لبنان، حسبما يشير الباحث إليوت أبرامز عبر مجلس العلاقات الخارجية. في معظم المرات السابقة كانت الأهداف متحركة: قوافل شاحنات تحمل أسلحة، لكن الهجوم الذي وقع فجر الخميس الموافق 7 سبتمبر بالقرب من مدينة مصياف في ريف محافظة حماة ضرب هدفًا ثابتًا (منشأة مخصصة لإنتاج أسلحة كيميائية). دلالات وأهداف وكان لهذا الهجوم أكثر من دلالة بحسب الخبراء والمسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين: – يرى أبرامز أن قرار إطلاق النار عبر المجال الجوي اللبناني كان ينطوي على رسالة إلى إيران وسوريا ولبنان، في ظل عدم اعتراض روسي واضح: نتنياهو يفعل ما قاله إنه سيفعله، وبوتين ليس لديه ما يفعله في وضع مماثل. إلى جانب التبرير الإسرائيلي بأن الولايات المتحدة لا تبدو مستعدة لكبح جماح إيران بأي طريقة جدية في سوريا. – ويقول أموس هاريل في صحيفة هآرتس إن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين كانا هما الهدفان الحقيقيان للغارة الجوية الإسرائيلية الاستثنائية في سوريا، التي تحمل رسالة مفادها أن نتنياهو يمكن أن يعرقل وقف إطلاق النار في سوريا إذا تجاهلت الدول الكبرى مصالح إسرائيل الأمنية. بل رسالة إلى القوى العالمية التي تحتفظ بوجود جوي بارز في المنطقة. – ولم تكن الغارة “روتينية”، بحسب عاموس يدلين، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (آمان)، بل تحمل في طياتها 3 رسائل مهمة، هي: 1- لن تسمح إسرائيل بتعزيز القدرات القوات الإيرانية وإنتاج أسلحة استراتيجية. 2- تنوي إسرائيل فرض خطوطها الحمراء رغم تجاهل القوى الكبرى لمطالبها. 3- وجود الدفاعات الجوية الروسية لن يمنع شن غارات جوية إسرائيلية. ضبط نفس مؤقت لكن لماذا لم ترد سوريا أو إيران أو حتى حزب الله على الغارة الإسرائيلية المزعومة؟ يرى أموس هاريل في تقرير آخر نشرته صحيفة هآرتس أن سوريا وحلفائها يمارسون ضبط النفس بعد الهجوم؛ لأن الرد العسكري على إسرائيل قد يخلق صعوبات للأطراف التي تدعم حزب الله، غير مستبعدٍ أن يكون هناك رد في مرحلة لاحقة، وبشكل غير مباشر، مثل توثيق التعاون الروسي-الإيراني. وهنا تبرز أهمية توقيت مناورات نور داغان التي تفاخرت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدى أبام بأنها “أكبر تمرين لجيش الدفاع منذ ١٩ عامًا”، واستند إليها هاريل في توجيه تحذير مبطن إلى حزب الله والنظام السوري بأن يأخذا في الاعتبار حالة التأهب القصوى لدى الجيش الإسرائيلي إذا كانوا يفكرون في الانتقام من الغارة الجوية. لا أحد يريد الحرب وفي حين أشارت بعض التقارير الإخبارية إلى تزايد احتمالية نشوب حرب بين حزب الله وإسرائيل، لا يرى أبرامز أن من مصلحة حزب الله أن يبدأ مثل هذه الحرب الآن؛ لأنه ينخرط بعمق في سوريا، ويبدو أنه- وإيران- يحرز تقدما مطردا. فلماذا يبدأ الحزب حربًا قد تشمل سوريا أيضا، مع آثار لا يمكن التنبؤ بها على الصراع هناك؟ لماذا لا يواصل تحقيق مكاسب في سوريا، وتعزيز تلك المكاسب؟ باختصار: لن يذهب الإسرائيليون إلى سوريا ويحاولون إخراج إيران والميليشيات الشيعية وحزب الله، لكنهم يحاولون وضع بعض القيود على السلوك الإيراني إلى المستوى المقبول، وفي رأي الباحث يجب أن يكون هذا النهج جزءا من السياسة الأمريكية في المنطقة أيضا. فرض القيود الإسرائيلية لكن ما يلوح في الأفق غير واضح؛ نظرا لتعذر التنبؤ بما إذا كانت إيران ستقرر أن الحدود التي تفرضها إسرائيل مقبولة أم لا. يطرح أبرامز احتمالية أن تخلُص إيران إلى أنها لا تحتاج على الإطلاق إلى مصانع تنتج أسلحة دقيقة في سوريا، وأن تستمر كما فعلت منذ سنوات في إنتاج هذه الأسلحة داخل إيران وتحاول نقلها إلى حزب الله برا أو بحرا، لكن يبدو هذا الطرح أمنية أكثر من كونه تحليلا متماسكًا. ما يمكن أن يكون مفيدا في هذه المرحلة، كما يبدو لـ أبرامز، هو إصدار بيان من الولايات المتحدة بالموافقة على الإجراء الذي اتخذته إسرائيل ودعمها في حالة نشوب نزاع للدفاع عن نفسها؛ على سبيل المثال عن طريق السماح الإسرائيليين بالحصول على مخزونات الأسلحة الأمريكية في إسرائيل، التي تضم ذخائر ومركبات وصواريخ بمليار دولار. ويتمنى أبرامز في ختام تحليله أن يؤدي هذا البيان- مثل القصف الإسرائيلي لمصنع الأسلحة في سوريا- إلى إقناع إيران وسوريا بمراعاة الحدود التي تفرضها إسرائيل، وقد يساعد على تفادي صراع أوسع نطاقا.