أقليات محنة الروهنجيا.. الرعب الذي يتجاهله العالم لـ العالم بالعربية منشور في 1 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ضربٌ وسوءُ معاملةٍ واغتصابٌ وقتل.. ولا ملجأ يأوي هؤلاء المحرومون حتى من صفة “مواطن”.. والعالم لا يحرك ساكنًا. هم “أكثر شعوب الأرض تعرُّضًا للاضطهاد”، سلط تقرير أممي جديد الضوء على محنتهم، متهمًا جيش ميانمار بقتل المئات منهم في إطار حملة أمنية لم تضع بعد أوزارها. اسمهم “الروهنجيا“، يعيشون في بلدٍ يُدعى بورما، لكن المجلس العسكري الحاكم غيَّر اسمه إلى ميانمار في عام 1989. تطهير عرقي يقول التقرير الذي أصدرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان: إن حوادث التعذيب والقتل والاغتصاب الجماعي على يد قوات الأمن تصل إلى حد التطهير العرقي. وتصف مديرة هيومن رايتس ووتش- أستراليا، إيلين بيرسون، ما يحدث في هذا البلد بأنه “مروع، وبلا معنى، وغير مبرر”. وتضيف: “اغتصبت قوات الأمن نساء وفتيات الروهنجيا، واعتدت عليهن جنسيًا، في هجمات منهجية ومنسقة، ترجع جزئيا إلى الدين والعرق. “لا توجد ضرورات للأمن القومي أو منطق يبرر الانتهاكات الفظيعة التي وثقتها هيومن رايتس ووتش”، في حال كنتَ تتساءل. لكن من هم الروهنجيا؟ ولماذا لا يحرك العالم ساكنًا لمساعدتهم؟ من هم الروهنجيا؟ يبلغ تعداد الروهنجيا نحو مليون شخص، ويتركزون بشكل رئيس في ولاية راخين الساحلية، وهناك أيضًا مجتمعات أصغر منهم في بنجلاديش وتايلاند وماليزيا. يعامَلون كما لو كانوا أجانب في البلد التي يشكل البوذيون 90% من سكانها، ورغم حقيقة أن العديد منهم ولدوا في هذا البلد، وعاشوا فوق أرضه لأجيال، إلا أنهم لا يعتبرون مواطنين. توضح السيدة “بيرسون” أن “الروهنجيا أكثر تهميشا من المسلمين الآخرين بسبب انتمائهم العرقي، حيث لا يعترف بهم كمواطنين في ميانمار بموجب قانون الجنسية، ويعتبرون “بنغاليين” أو “مهاجرين غير شرعيين”، على الرغم من أنهم عاشوا في ميانمار لعدة أجيال”. لماذا يتعرضون للاضطهاد؟ كان الروهنجيا دائما يواجهون الاضطهاد والتمييز. غير أن هذه الممارسات ازدادت في أكتوبر من العام الماضي بعد هجمات شنها مقاتلون روهينجيون على مراكز شرطة حدودية، اتخذها الجيش البورمي ذريعة لإطلاق سلسلة من “عمليات التطهير” في شمال ولاية راخين. أعدم عناصر الأمن الرجال والنساء والأطفال، ونهبوا الممتلكات، وأحرقوا 1500 منزلا على الأقل وغيرها من المباني. وبينما هرب أكثر من 69 ألف شخص من الروهنجيا إلى بنجلاديش، أصبح 23 ألف آخرين نازحين داخليا في منطقة مونجدو. وفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش، أعدمت قوات الأمن الرجال والنساء والأطفال، واغتصبت النساء والفتيات، ونهبت الممتلكات، وأحرقت 1500 منزلًا على الأقل، ومبانٍ أخرى. “منذ أكتوبر، فرّ أكثر من 69000 روهينجيًا إلى بنجلاديش، فيما أصبح 23 آخرين مشردين داخليا في منطقة مونجدو”، بحسب “بيرسون”. لكن وفقا لحكومة بنجلاديش، يعيش قرابة 400 ألف روهينجي هناك، معظم غير مسجل. اغتصاب وحشي اتهمت هيومن رايتس ووتش القوات الحكومية البورمية بارتكاب جرائم اغتصاب وعنف جنسي ضد نساء وفتيات من الروهنجيا لا تتجاوز أعمارهن 13 عاما خلال عمليات أمنية في شمال ولاية راخين أواخر عام 2016. رصدت المنظمة الدولية مشاركة أفراد الجيش وشرطة حرس الحدود البورميَّين في الاغتصاب، والاغتصاب الجماعي، والتفتيش الجسدي الذي يتعدى على الخصوصية، والاعتداءات الجنسية، في 9 قرى على الأقل في منطقة مونجدو بين 9 أكتوبر ومنتصف ديسمبر. “أضافت هذه الهجمات المروعة التي ارتكبتها قوات الأمن بحق نساء وفتيات الروهنجيا فصلا جديدا في التاريخ العسكري البورمي الوحشي والطويل والمقزز من العنف الجنسي ضد النساء”، على حد قول بريانكا موتابارثي، الباحثة الأولى في شؤون الطوارئ بالمنظمة. خلال مداهمات البيوت، ضربت قوات الأمن أفراد الأسر وقتلتهم واغتصبت النساء. تقول “نور”، الأربعينية: إن 20 جنديا اقتحموا منزلها، وأمسكوها هي وزوجها: “أخذوني إلى ساحة المنزل، ووجه آخران بندقية إلى رأسي، ومزقوا ملابسي واغتصبوني…. ثم ذبحوا زوجي أمام عيني بالساطور، ثم قام 3 رجال آخرين باغتصابي… بعد مرور الوقت، كنت أعاني من نزيف حاد، وأشعر بألم شديد في أسفل بطني وجسدي كله”. كم عدد القتلى؟ في حين يصعب التحقق من الأرقام الدقيقة للقتلى، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الارقام الحكومية الرسمية التي تشير إلى أن عدد القتلى لا يتجاوز 100 تبدو “منخفضة بصورة غير معقولة”. لكن وكالة رويترز نقلت مؤخرًا عن مسؤولين في الأمم المتحدة أن عدد القتلى يزيد عن ألف، وهو الرقم الأعلى بكثير مما كان يعتقد سابقا. أين أون سان سو تشي؟ بينما يتزايد العنف، يتساءل كثيرون عما تقوم به أمين عام الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية، أون سان سو تشي، حيال ذلك؟ في الواقع، ظلت السيدة الحائزة على جائزة نوبل، والتي تؤدي دورا مشابها لرئيس الوزراء، صامتة إلى حد كبير على الفظائع التي تحدث. دوافع هذا الصمت سياسية، كما تقول “بيرسون”: لسوء الحظ، تتبع “سو تشي” غرائزها السياسية لا الإنسانية، ولأن الروهنجيا لا يحظون بأي شعبية في ميانمار، فإنها لم تكن مستعدة للحديث علنا عن الانتهاكات والعنف والتمييز الذي يواجهونه، حتى أنها لم تذهب إلى ولاية راخين”. حان وقت العمل التقرير الذي أصدرته الأمم المتحدة مؤخرًا أحدث صدمة في أوساط منظمات حقوق الإنسان، ولم يعد بإمكان العالم تجاهل ما يحدث، وأصبح بحاجة إلى التحرك، بحسب السيدة بيرسون. خاصة وأن العنف يؤثر بالفعل على بلدان أخرى في المنطقة يلجأ إليها الروهنجيون فرارًا من العنف.