في العمق من الاتحاد الاقتصادي إلى الاستنفار العسكري.. حواجز تزيد الجزائر والمغرب فقرًا لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr “إذا كانت الجزائر والمغرب عضَّدا اتفاقهما في عام 1989 لتشكيل اتحاد اقتصادي، إلى جانب تونس وليبيا وموريتانيا، كانا سيصبحان الآن من بين أكبر الاقتصادات في الشرق الأوسط. وكانت مناطقهما الحدودية الفقيرة ستصبح مفترق طرق مزدهر. وعلى مدى العقد الفائت وصولا إلى عام 2015، كان اقتصادهما سيتضاعف تقريبا من حيث الحجم بحسب تقديرات البنك الدولي”. بدلا من ذلك تشهد هذه المنطقة الحدودية ذاتها استنفارا أمنيًا كبيرا في هذه الأثناء؛ بعدما نقلت القوات الجزائرية المعدات والآليات الثقيلة قرب الحدود، وبدأت المرحلة الأولى من تدريبات “مجد 2017” بالذخيرة الحية. كما تواصل الجارتان بناء المزيد من الحواجز والأسوار التي قالت أسبوعية ذي إيكونوميست قبل أيام إنها “تجعل الجارتين أكثر فقرا”. اتحاد المغرب العربي من أجل ذلك، لن تركز السطور التالية على القوات الجزائرية ولا المعدات والآليات الثقيلة التي المحتشدة قرب الحدود، ولن تحلل الدلالة الميدانية لتنفيذ القوات العسكرية الجزائرية قصفا مركزا جوا وبرا في مشهد يحاكي عملية إيقاف تقدم قوات معادية والتصدي لقواتها الجوية وتعزيز الدفاعات. بل ستعود بعقارب الساعة قرابة 30 عاما إلى الخلف، وتحديدًا يوم 17 فبراير 1989 في مدينة مراكش المغربية، حيث وقعت معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي بين خمس دول، هي: المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا وموريتانيا، تعد اقتصاداتها مكملة لبعضها البعض. طموح الاكتفاء الذاتي لتتضح الصورة أكثر من المفيد معرفة أن مساحة دول هذا الاتحاد مجتمعة تبلغ 6041261 مليون كيلومترا مربعا، وهي مساحة تفوق مساحة الاتحاد الأوروبي، وكان هذا الاتحاد كفيلا حال تفعيله بتحقيق الاكتفاء الذاتي لكل هذه الدول في معظم احتياجاتها. تستحوذ المغرب والجزائر على نسبة 80٪ من سكان اتحاد المغرب العربي البالغ حوالي 100 مليون نسمة، كما يملك البلدان أقوى اقتصادين من بين الدول الخمس، بمجموع يساوي 75% من الأقتصاد الإجمالي لدول الاتحاد الذي هو حاضر اليوم فقط في دستور تونس لعام 2014 الذي نص في الفصل الخامس على أن “الجمهورية التونسية جزء من المغرب العربي، تعمل على تحقيق وحدته وتتخذ كافة التدابير لتجسيدها”. فجوة مفتعلة وصراخ بلا جدوى بعيدًا عن الأحلام، نمت الجزائر بنسبة 33٪ فقط والمغرب بنسبة 37٪، واجتهدت الحكومتان في تعزيز الحواجز بدلا من تقوية الجسور. ولا يزال الركن الشمالي الغربي من إفريقيا هو “المنطقة الأكثر انفصالا في القارة”، على حد وصف الخبير الاقتصادي الجزائري، عادل حمايزيا. سُدىً تصرخ العائلات المحبطة على جانبي الفجوة المفتعلة، حيث تُحفَر خنادق أعمق، وتُنصَب أسلاك شائكة متجددة، وترتفع جدران خرسانية على كلا الجانبين. حتى مئات الكيلومترات من الطرق السريعة بين الشرق والغرب التي دشنتها البلدان لا تجرؤ على اجتياز حدودهما المشتركة. خمس سنوات وجيزة ما وصفه هذا التقرير بالأحلام قبل فقرتين لم يكن كذلك قبل عقدين؛ فخلال خمس سنوات وجيزة كان الأمر مختلفا جدا. في عام 1989 أزالت البلدان قيود السفر، وتمتع التجار بحرية الانتقال، وذهب الجزائريون غربا لقضاء العطلة، وأوقفت الدولتان مشاحناتهما حول الصحراء الغربية. لكن في عام 1994 انفجرت قنبلة في مراكش، وسارع الملك الحسن، الذي كان يخشى من تمدد الحرب الأهلية في الجزائر إلى بلاده، ليس فقط إلى اتهام جارته بالتورط في الحادث لكنه أيضًا قام بطرد رعاياها. لم يسكت جنرالات الجزائر، بل قاموا بإغلاق حدودهم، وتحفَّز الجميع قبل أن يرتدوا على أعقابهم منعزلين. موجز قصة العرب هل يذكرنا هذا بشيء؟ ربما بمجلس التعاون الخليجي، التي يُنقَض الآن بأيدي الدول الأعضاء، في صراعٍ ليس للشعوب الخليجية فيه ناقة ولا جمل، بل هي مؤامرات قصرٍ وطموحات صغارٍ وخططٌ أوسع لإعادة تشكيل المنطقة كلٌ على هواه. ولو شئتَ الاختصار، قل: إنها قصة العرب!