شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة: علاء البشبيشيبينما كانت أول مناظرة رئاسية ديمقراطية توشك على الانتهاء، طرح مديرها أندرسون كوبر سؤالا على هيلاري كلينتون: كيف يمكن أن تختلف رئاستها عن رئاسة باراك أوباما؟ابتسمت كلينتون، وأجابت وسط تصفيقٍ حماسيّ: “حسنًا، أعتقد أن الأمر واضح جدًا. أن أكون أول امرأة تتولى الرئاسة، سيمثل تغييرًا كبيرًا عن الرؤساء الذين تعاقبوا علينا”. في الواقع، ستحطم رئاسة هيلاري كلينتون سقف النساء الزجاجي في الولايات المتحدة، لكنها لن تمس المجمع الصناعي العسكري التابع للفتيان القدامى الذين أبقوا أمتنا في حالة حرب دائمة طيلة عقود. ويبدو أن هيلاري فشلت في تعلم أي شيء بعد دعم حرب العراق الكارثية، التي أغرقت منطقة شاسعة من الشرق الأوسط في الفوضى، وكلفتها خسارة ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات 2008. وبدلا من تبني دبلوماسية أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية، واصلت تأييدها للتدخلات العسكرية غير المدروسة. وفي عام 2011، عندما وصل الربيع العربي إلى ليبيا، كانت هيلاري أكثر أعضاء إدارة أوباما دفاعا عن إسقاط معمر القذافي. حتى أكثر من روبرت جيتس، وزير الدفاع الذي عينه جورج بوش أول مرة، وكان أقل حماسا للذهاب إلى الحرب في ليبيا.وللمفارقة، فإن الحزن السياسي الذي اعترى السيدة هيلاري إثر الهجوم اللاحق على مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي، وأسفر عن مقتل أربعة أمريكيين، لم يكن ليحدث لو أن السيدة هيلاري عارضت التدخل في ليبيا. وبينما أمضى الجمهوريون في مجلس النواب 11 ساعة مع هيلاري مؤخرًا وهم ينقبون بلا هوادة فيما يتعلق ببنغازي وبريدها الإلكتروني، فإن الكارثة الأكبر من ذلك بكثير هي فوضى ما بعد الحرب التي تركت ليبيا بدون حكومة فاعلة، وتركتها لقمة سائغة أمراء الحرب المتصارعين والمليشيات المتطرفة. بالإضافة إلى ذلك، تؤيد كلينتون تدخلًا عسكريًا أكبر في الحرب الأهلية السورية. وفي إطار سعيها للفوز بالرئاسة، انضمت إلى الصقور من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، أمثال جون ماكين وليندسي جراهام، في دعم إنشاء منطقة حظر جوي فوق البلاد.هذا يجعلها على خلافٍ ليس فقط مع الرئيس باراك أوباما ولكن أيضا مع منافسها الديمقراطي على الرئاسة بيرني ساندرز، الذي حذر من أن ذلك قد “يجعلنا نتوغل بعمق في هذه الحرب الأهلية المرعبة، ويؤدي إلى تورط أمريكي لا ينتهي في تلك المنطقة”. صحيح أن المطاف انتهى بدعم هيلاري للاتفاق النووي بين الإدارة الأمريكية وإيران، إلا أن مساندتها جاءت مشوبة بتاريخٍ من التصريحات العدوانية. ففي عام 2008، على سبيل المثال، حذرت من أن واشنطن يمكن أن “تمحو إيران تماما”. خلال تلك الحملة الانتخابية، وصمت أوباما بـ”السذاجة” و”انعدام المسؤولية”؛ لأنه يريد الانخراط دبلوماسيا مع طهران. وحتى بعد التوصل إلى الاتفاق النووي، كانت لهجتها عنيفة، إذ قالت: “لا أعتقد أن إيران شريكتنا في هذا الاتفاق. بل هي موضوع الاتفاق. مضيفة أنها “لن تتردد في اتخاذ عمل عسكري” إذا فشل الاتفاق. على النقيض من كلينتون، يقف وزير الخارجية الأكثر اعتدالا جون كيري. ولا عجب أن الإنجازين اللذين حققهما أوباما في مجال السياسة الخارجية- اتفاق ايران وإحداث اختراق في العلاقات الدبلوماسية مع كوبا- جاءا بعدما غادرت كلينتون الخارجية.أما اللحظة المعبرة جدا عن موقف كلينتون خلال المناظرة، فكانت عندما سألها كوبر: “ما هو العدو الذين يمثل أكبر مصدر فخرٍ لك؟”.إلى جانب الجمهوريين، وشركات التأمين الصحي، أدرجت هيلاري الإيرانيين، وهو ما قد يعني: إما الحكومة الإيرانية، أو البلد الذي يبلغ تعداده 78 مليون نسمة. وفي كلتا الحالتين، لم تكن إجابة دبلوماسية أبدًا، أن يصدر منها ذلك بينما يحاول زملاؤها السابقون واللاحقون رسم علاقة جديدة وأكثر تعاونا مع إيران. وهكذا، حينما يتعلق الأمر بالحرب والسلام، قد لا يهم كثيرًا ما إذا فاز الجمهوريون أو هيلاري كلينتون بالرئاسة. ففي كلتا الحالتين، سيكون الفائز هو المجمع الصناعي العسكري الذي حذرنا منه الرئيس دوايت آيزنهاور. * الناشطة الأمريكية ميديا بنجامين، العضو المؤسس بحركة منظمة كود بينك المناهضة للحرب