في العمق نصر روسيا “الأخلاقي” في حلب.. فصلٌ في تزييف الحقائق! لـ العالم بالعربية منشور في 1 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr Syrian Army Takes Full Control of Eastern Aleppo: Russia بينما كان العالم يتابع أخبار قتل المدنيين بالأسلحة الكيميائية، وحرق جثث الموتى، بل والأحياء من الرجال والنساء، في الشوارع، وفي الوقت الذي كانت مخالب الانتقام تطارد ما تبقى من الأحياء في شرق حلب، كان الصحفي دين باركر يحاول إقناع قراء موقع روسيا إنسايدر بأن “سوريا وروسيا حققا نصرًا أخلاقيًا ضخمًا في حلب”. بالطبع لم يخبر “باركر” القارئ بالممارسات الوحشية التي ارتكبتها القوات الموالية لنظام الأسد، بدعم القوات الخاصة الروسية، لكنه حاول تشتيت الانتباه بالتركيز على السماح بإجلاء المحاصرين من المناطق الشرقية؛ “لتجنب إلحاق المزيد من الدمار بالمدينة”، على حد قوله. شرعية “بوتين” لتفسير هذا التناقض، يمكن العودة إلى الورقة البحثية التي أعدتها الخبيرة الروسية آنا جيفمان، أستاذة العلوم السياسية في جامعة بار-إيلان الإسرائيلية، ونشرها مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية، بتاريخ 27 مارس 2016. تقول “جيفمان”: “في أعقاب الأزمة الاقتصادية عام 2008 والاحتجاجات الشعبية عام 2011 ضد تزوير الانتخابات، أدرك بوتين أنه لن يستطيع الحفاظ على شرعية نظامه أو الدعم الشعبي بدون وجود مهمة مسيحانية. لكنه لم يخترع عقيدة جديدة، بل أعاد ببساطة صياغة المفهوم الحيوي لعظمة روسيا، وأشاعه بين الناس”. تطلعات مقدسة تضيف الباحثة الروسية: “منذ عام 2012، أصر بوتين على أن المجتمعات الغربية “ابتعدت عن جذورها” وتخلت عن “قيمها المسيحية”؛ وهو ما أدى إلى “تدهور… وأزمة ديمجرافية وأخلاقية عميقة”. وخلافا لتلك المجتمعات، عادت روسيا إلى طريق الإيمان الحقيقي، وهو ما أثار عداء الغرب، على حد قول وزير الخارجية سيرجي لافروف. يفترض أن السبب وراء ذلك هو الاختلاف بين الأهداف المسيحية الأرثوذكسية وأهداف المرتدين عنها. فيما أكد أنصار بوتين على التطلعات المقدسة التي من المفترض أن توجه سياسات موسكو في الأراضي البعيدة”. زعيم مسيحيانيّ “من الواضح أن بوتين يعوِّل على حقيقة أن الناس استوعبوا على مر القرون فكرة أن التوسع أمر مبرر روحيًا. ولكي تكون قائدا جيدًا (ومحبوبا) في عيونهم، يجب أن تكون زعيمًا مسيحانيّا ينتهج سياسة خارجية مسيحانيّة”، تتابع الباحثة. “هذا بدوره يعني الانخراط بنشاط في مشاريع مثيرة للقلاقل لديها القدرة على أن تؤدي إلى تطورات مذهلة تشبه نهاية العالم. ومما لاشك فيه أن الصراع السوري ينطوي على هذه الاحتمالية. بالنظر إلى الشرق الأوسط من هذه الزاوية، تصبح المنطقة ذات جاذبية خاصة”. تشتيت انتباه هذا التحليل تؤيده استطلاعات الرأي التي أجريت في روسيا قبل أيام من التدخل العسكري في سوريا، وتعضده الباحثة آنا بورشفسكايا، التي تركز على سياسة روسيا في الشرق الأوسط، وفيلين جوردون، الذي عمل مساعدًا خاصًا للرئيس أوباما لشؤون الأمن القومي. الثنائي بورشفسكايا وجوردون كانا يتحدثان عن سياسة بوتين في المنطقة من حيث الأسباب والنتائج، لكن الموجز الذي نشره معهد واشنطن أواخر الربع الأول من العام 2016، يوضح الكثير: “لم تعد روسيا “القوة العظمى” التي كانت في السابق، إلا أن منطقة الشرق الأوسط منطقة هشة، ولا تحتاج موسكو إلى بذل الكثير من الجهود لتأكيد نفوذها فيها والحصول على موطئ قدم عسكري هناك. فالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يختبر الغرب باستمرار، الأمر الذي يُحَوّل الأنظار عن المشاكل الداخلية في روسيا ويسمح له بمواصلة لعب دور الزعيم الضروري في هذا الإطار”. سلاح ذو حدين “إن لم تكن حذرا؛ فإن الصحف ستجعلك تكره المقهورين، وتحب أولئك الذين يمارسون القهر”، كانت هذه نصيحة المناضل الأمريكي المسلم الأسود، مالكولم إكس. “الصحافة أداة قوية، لكنها خطيرة جدًا، على حد قول “بوب ستيل”، مدير معهد جانيت بريندل للقيم، والمتخصص في أخلاقيات الصحافة بمعهد بوينتر: – إذا استُخدِمت بحكمة ومهارة فبإمكانها تقديم محتوى واقعي وقوي، ومن ثم تصبح أداة إعلامية هادفة، – أما إذا استُخدِمَت بعبثية ولا مسئولية، فبإمكان تلك الأداة الصحفية إحداث أكبر الضرر”.