إسرائيليات هل العرش السعودي يهتزّ؟ لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr هل العرش السعودي يهتزّ؟ هذا هو عنوان تحليلٍ أعده العقيد (احتياط) الدكتور جاك نيريا في مركز القدس للشؤون العامة وخلُصَ إلى ما يلي: طبيعة آل سعود – نطاق وجرأة التطورات الأخيرة جاءت بمثابة مفاجأة لمعظم محللي السياسة السعودية، وتوضح مرة أخرى عددًا من الخصائص الخفية التي يتسم بها النظام السعودي. – تتكون عائلة آل سعود من 50 أمير بل أكثر، ويواجه جميع المحللين ذوي الاطلاع تقريبا صعوبة في تحديد أين توجد القوة الحقيقية وسط هذه العائلة الملكية المترامية: ما هي تعقيدات عملية صنع القرار؟ وما هي الدوافع وراء التطورات الحالية أو المستقبلية داخل الأسرة الحاكمة السعودية والتحالفات والفصائل المختلفة؟ أين هي الضوابط والتوازنات التي تلتزم بها الأسرة؟ من هم المقربون من الملك ويحظون باهتمامه، ومن يزعمون أنهم ذوي حظوة ملكية لكنهم في الواقع ليسوا من المقربين؟ – تُظهِر أحدث التغييرات التكتونية السعودية، يمكن للمحللين تقدير مسار السياسة السعودية فقط وفقا للنتائج على الأرض والتي تكون في معظم الحالات كأمر واقع. السعودية في موقع الدفاع – محمد بن سلمان هو المسؤول عن العديد من القرارات الهامة التي أثرت على مكانة المملكة في الشرق الأوسط، كما احتكر العلاقات مع إدارة ترامب وبوتين، وينطبق الشيء ذاته على الدول الأخرى، خاصة في العالم العربي، مع التركيز على دول الخليج ومصر والسودان. – بالنظر إلى الموقع الذي تقف فيه السعودية الآن على صعيد سياستها الخارجية والمحلية، ليس من المؤكد أن محمد بن سلمان أحرز نجاحًا. بل في الواقع، أسفر سلسلة من قراراته غير المدروسة إلى وضع السعودية في موقف الدفاع بدلا من أن تكون في موقع الهجوم كما كانت عشية تنصيب الملك سلمان: لبنان بعدما كانت السعودية تسعى في عام 2015 لترشيح رئيس لبناني ونجحت في كبح طموحات حزب الله، جاء استقالة سعد الحريري المفاجئة من الرياض لتجعل لبنان على شفا حرب أهلية دينية جديدة بين السنة والشيعة. سوريا وبعدما كانت الفصائل المسلحة المدعومة من السعودية على وشك إسقاط النظام العلوي في عام 2015، خسر المتمردون السوريون بعد عامين معظم ويواجهون الآن تحالفا هائلا بين إيران وروسيا وحزب الله الأسد. اليمن ما بدأه السعوديون في اليمن باعتباره عاصفة حزم تحوَّل إلى حرب لا نهاية لها في الأفق، استنزفت الموارد المالية السعودية ووضعت المملكة في مواجهة مع إدارة أوباما وحرمتها من صادرات الأسلحة المتطورة وجلبت عليها اتهامات بارتكاب جرائم حرب. إيران أسفرت محاولات السعودية لأغراق السوق بالنفط من أجل تقويض إيران عن نتائج عكسية. ووجدت المملكة نفسها في مواجهة انخفاض في الإيرادات اضطرها إلى خفض كبير في النفقات وتغيير جذري في منظومة الأولويات الاقتصادية. قطر فرضت السعودية وحلفاؤها (الإمارات والبحرين ومصر) حصارا على الدوحة، وسرت شائعات عن نية السعودية لغزو قطر، لولا تدخل الإدارة الأمريكية في اللحظة الأخيرة. الجهاديون بعدما نجح الأمير محمد بن نايف في تفكيك شبكة القاعدة عبر حملة استمرت عشر سنوات تقريبا، أصبحت السعودية مع اندلاع الحرب في سوريا والعراق تربة خصبة لعمليات التجنيد في صفوف المنظمات الجهادية. مؤامرات القصر خلال العامين الماضيين، أظهر النظام السعودي حساسية مفرطة تجاه الاستقرار الداخلي، تحت وطأة المعارضة الداخلية في العائلة الملكية من الفصائل التي ترى نفسها أحق بالملك من الأمير الشاب. ووصلت الأمور إلى مستوى غير مسبوق، حين أعدم أمير شاب متهم بالقتل ما أطلق موجة من الذعر في جنبات البيت الملكي، بلغت ذروتها مع حملة الاعتقالات الأخيرة. مهام متشابكة – الغيوم لا تزال تحلق في سماء المملكة، وبينما يكافح محمد بن سلمان للبقاء على رأس العائلة الملكية، يجب عليه أيضًا التعامل مع القضايا الخارجية والمحلية التي تهدد بزعزعة استقرار آل سعود. – الصراع على السلطة لم ينتهِ بعد. ويتعين على محمد بن سلمان تأمين جميع الوزارات التي تتعامل مع الأمن الداخلي والخارج فضلا عن جميع المناطق الإدارية البالغ عددها 13. (خريطة توضح المناطق الإدارية في السعودية) – سوف يعمل محمد بن سلمان مع أمراء يثق فيهم، ويمكنه الاعتماد عليهم دون خوف من أن يتحول ولاؤهم فجأة لصالح منافس محتمل. لكن المواجهات العنيفة والصراعات على السلطة بين أبناء العائلة الملكية السعودية تشكل أكبر تهديد للهيكل السياسي والاستقرار في المملكة. – تقديم العاهل السعودي نجله على بقية أفراد العائلة الملكية الأكثر استحقاقًا مغامرة شديدة الجرأة، إذا لم تنجح؛ يمكن أن تدفع البلد إلى أتون فوضى لن يكون بالإمكان السيطرة عليها. هل سينجح محمد بن سلمان؟ – في هذه الأثناء، لا يبدو أن النظام السعودي في خطر. ومع ذلك، فإن تراكم النكسات على صعيد السياسة الخارجية، والتراجع العسكري غير المشرّف في اليمن، ناهيك عن التدهور الخطير في المشهد المحلي؛ يمكن أن يشعل ثورة في صفوف من يعلنون الولاء اليوم للملك وابنه. – إنفاق مئات المليارات من الدولارات على شراء أنظمة أسلحة متطورة وعقود اقتصادية مربحة مع الولايات المتحدة وروسيا لن يساعد السعودية على مواجهة تحدياتها. – السعودية لديها أعداء أقوياء، في الداخل والخارج، لن يضيعوا أي فرصة لزعزعة استقرار المملكة وإسقاط آل سعود. – السؤال الذي يبقى بلا إجابة هو ما إذا كان محمد بن سلمان سينجح في مسعاه لإعادة صياغة شكل السعودية، أم أن قلة خبرته وقراراته المتسرعة ستعزع استقرار المملكة وتخلق مزيدًا من الاضطرابات في الشرق الأوسط الذي تعاني بالفعل من الدوار.