في العمق هل انقرض الإسلام السياسي المعتدل؟ لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr يستهل فريتز لودج مقاله المنشور على موقع شيفر بريف بالتأريخ لشيوع مصطلح “الإسلام السياسي” بدءًا من الفترة التي تلت الانتفاضات العربية في عام 2011.. فهل هذا دقيق؟ صحيحٌ أن الجماعات الإسلامية لم تتصدَّر المشهد السياسي في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثلما فعلت بعد الربيع العربي، لكن تواجدها على الساحة كان قويًا قبل هذا التاريخ، وأرشيف مراكز الأبحاث والصحف الأجنبية ملئ بالأطروحات ذات الصلة. ماذا يعني “الإسلام السياسي” حقا؟ وهل ينبغي على الغربيين أن يخافونه؟ بالنسبة لمعظم المراقبين، يشير هذا المصطلح إلى الجماعات الإسلامية المعتدلة نسبيا، مثل جماعة الإخوان المسلمين، التي قبلت الممارسات التعددية والديمقراطية كوسيلة لتحقيق رؤيتهم المثالية للدولة والمجتمع الإسلامي. لكن العديد من النقاد يساوون بين هذا المفهوم، بشكل مباشر أو غير مباشر، وبين الإسلاميين الراديكاليين الذين يتعاونون مع الجماعات العنيفة مثل تنظيم القاعدة وداعش أو ينضمون إليها. ما بعد انهيار الخلافة العثمانية بينما يجد أنصار الأطياف الأكثر اعتدالا من الإسلام السياسي أنفسهم اليوم في تحت هجوم قوى الثورة المضادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتساءل الكاتب: ما هو المستقبل الذي ينتظرهم؟ يقول بول سالم، نائب رئيس قسم السياسات والبحوث في معهد الشرق الأوسط: من الناحية التاريخية، يعتبر الإسلام السياسي ظاهرة حديثة بشكل أساسي. حيث نشأت هذه الحركة في أواخر القرن التاسع عشر عندما بدأ بعض المواطنون المسلمون بتنظيم أنفسهم في محاولة لمواجهة النفوذ الغربي داخل الإمبراطورية العثمانية. عندما سقط العثمانيون بعد الحرب العالمية الأولى، وألغت الحكومة التركية العلمانية التي شكلها مصطفى كمال أتاتورك الخلافة في عام 1924، عزمت فروع جديدة من الفكر الإسلامي على مقاومة التغريب وإصلاح الدولة والمجتمع. اليوم، أصبحت الإسلاموية أحد أكثر القوى السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نفوذًا. لكن الإسلام السياسي- أو الإسلاموية السياسية كما يحلو لـ إتش إيه هيلر زميل أتلانتك كاونسل تسميتها- ينطوي على طيف متنوع من الأيديولوجيات والمجموعات والمنظمات. 3 أطياف رئيسية وفقًا لـ”هيلر”، يمكن تقسيم الطيف الإسلامويّ إلى ثلاثة تصنيفات: – جماعة الإخوان المسلمين الدولية، التي تشكل “التيار الرئيسي للظاهرة الإسلامية المعاصرة”، وتسعى إلى إعادة تشكيل الدولة والمجتمع بموجب القيم القرآنية. – الإسلاموية السلفية، التي تستمد تفسيرها للإسلام من تعاليم محمد بن الوهاب التي تعود إلى القرن الثامن عشر، بالإضافة إلى تفسيرات راديكالية لبعض مفكري الإخوان، وهي تشكل الأساس الأيديولوجي للجماعات الجهادية العنيفة مثل داعش والقاعدة. – الإسلامويون الذين يديرون دولا، مثل حزب العدالة والتنمية التركي الذي يسعى إلى الحصول على الدعم السياسي من التيار الإسلامي في المجتمع. ماذا يعني سقوط الإخوان في مصر؟ احتل النمط السائد نسبيا للإسلاموية مركز الصدارة بعد عام 2011، عندما فاز حزب الحرية والعدالة المرتبط بالإخوان المسلمين بأول انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في مصر، حيث وصل محمد مرسي إلى قصر الرئاسة في عام 2012. وحصل التنظيم أيضا على أغلبية في البرلمان، بما عزز سيطرته على الحكومة المصرية. ومع ذلك، سرعان ما أفلتت زمام السلطة من أيدي جماعة الإخوان نتيجة استبعاد جماعات المعارضة والسياسات غير الفعالة التي ألقت بالدولة في أتون أزمة اقتصادية وسياسية في عام 2013. وفي أعقاب الارتفاع السريع الذي شهدته الجماعة وسقوطها السريع أيضًا، تساءل كثيرون عما إذا كان الإسلام السياسي السائد على غرار الإخوان المسلمين آخذ في التراجع. يقول معظم الخبراء: لا. وأحد الأسباب هو أن مفهوم الإسلام السياسي لا يقتصر على الإخوان المسلمين. سبب آخر هو أن جماعة الإخوان ذاتها منظمة متنوعه للغاية، ولديها فروع في كل دولة تقريبا داخل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تتمتع بتأثير خاص في تونس والأردن والكويت. هذه المجموعات لها تاريخها الخاص، وأيديولوجياتها، واستراتيجياتها السياسية، وقد تعلمت من الأخطاء التي ارتكبت في مصر. جزء من نسيج المجتمع هذا الشكل من الإسلام السياسي- “الديمقراطية الإسلامية”، كما يصفها راشد الغنوشي القيادي المؤسس في حزب النهضة- غالبا ما ينظر إليه باعتباره نموذجا مثاليا ينبغي أن يطمح إليه السياسيون الإسلاميون والحكومات الإقليمية. في المغرب، على سبيل المثال، تملك السلطة الحاكمة صلاحيات تنفيذية واسعة، لكنها تسمح لحزب العدالة والتنمية، الحزب الإسلامي الرئيسي في البلاد، بالمنافسة والفوز في الانتخابات. يقول سالم: في نهاية المطاف “الإسلام السياسي هو ببساطة جزء من النسيج… في معظم هذه المجتمعات”. وكما تُظهِر تجارب تونس والمغرب، يمكن للأحزاب الإسلامية الوسطى أن تلعب دورا سلميًا ومنتجا في الحياة السياسية. انقراض الإسلام السياسي المعتدل لكن في العديد من الدول، تظل إمكانية ان تتعايش الحركة الإسلامية الوسطية مع الفصائل السياسية العلمانية بعيدة المنال في أحسن الأحوال. بالإضافة إلى ذلك، يشير “هيلر” إلى أن جماعة الإخوان المسلمين شهدت اضطرابًا شديدًا في أعقاب عام 2013 بسبب صعود الاتجاهات المتطرفة بين صفوفها. لذلك يختم التحليل بالتحذير التالي: “الإسلاميون السياسيون المعتدلون في الشرق الأوسط لم ينقرضوا، لكنهم قد يصبحون أطيافًا مهددة بالانقراض”.