الرئيسية في العمق هل تضغط واشنطن بورقة المساعدات لتأجيل استفتاء كردستان؟

هل تضغط واشنطن بورقة المساعدات لتأجيل استفتاء كردستان؟

2 second read
0

التمويل الذي قدمته وزارة الدفاع الأمريكية بقيمة 22 مليون دولار للمساعدة في دفع رواتب مقاتلي البشمركة الكردية في شمال العراق على وشك النفاذ خلال شهر سبتمبر؛ مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة المالية التي تثقل كاهل حكومة إربيل بينما تئن بالفعل تحت وطأة ديون بمليارات الدولارات.

حساسية التوقيت

لا يمكن أن يكون التوقيت أسوأ، بحسب بول مكلياري في فورين بوليسي؛ حيث ينتهي البرنامج الذي مدته عام واحد بموازاة تخطيط حكومة إقليم كردستان لإجراء استفتاء على الاستقلال رسميًا عن العراق، وهو التصويت الذي تعارضه الولايات المتحدة وغيرها من الأطراف الفاعلة في المنطقة.

كما تنتظر حكومة إربيل أن تسمع خبرًا عن وضع حزمة مساعدات تقارب 300 مليون دولار تعهد بها البنتاجون في أبريل، ومن المقرر أن توفر معدات للواءَيْ مشاة وكتيبتَيْ مدفعية من البشمركة.

طبيعة المساعدات

تشمل الحزمة المرتقبة 4400 بندقية من طراز M16، وعشرات الرشاشات من عيار 50، وأكثر من 100 مركبة من طراز همفي، وعربات مدرعة، و36 مدفع هاوتزر 36 مم، إلى جانب معدات وقطع غيار أخرى.

ومنذ عام 2015، قدمت الولايات المتحدة مساعدات للبشمركة الكردية تتجاوز 1.4 مليار دولار، كما تدرب أكثر من 22 ألف مقاتل كردي، وتزودهم بالأسلحة والعربات المدرعة وأنظمة المدفعية والذخائر والإمدادات الطبية.

عقبتان: واشنطن وبغداد

قال مسؤولون أكراد لدورية فورين بوليسي إنهم غير متأكدين متى ستبدأ المعدات في الوصول. وفي حين يؤكد مسؤول في وزارة الخارجية أن الحزمة “اجتازت مراجعة الكونجرس، وهى الآن فى مرحلة التنفيذ”، إلا أنه لم يتمكن من تحديد جدول زمنى للتسليم.

بيدَ أن موافقة واشنطن قد تكون العقبة الأولى فقط، فلطالما اشتكى المسؤولون الأكراد من أن بغداد تُبطئ وصول شحنات الأسلحة والدعم العسكرى من الدول الغربية فى محاولة لضمان عدم ظهور البشمركة كمنافس رئيسى لقوات الأمن العراقية.

كما اشتكى مسؤولون حكوميون أكراد مرارًا من أن المساعدات العسكرية التى وعدت بها واشنطن والحكومات الغربية الأخرى تعترضها بغداد، التى تعتمد على مساعدة البشمركة لهزيمة تنظيم الدولة لكنها حذرة من السماح للأكراد بامتلاك قوة أكبر من اللازم.

مصادفة أم استياء؟

يقول مسؤول عسكرى أمريكى لمجلة فورين بوليسي إن تزامن انتهاء عمر الاتفاق- الذي تُدفَع بموجبه رواتب قوات البشمركة المشارِكة فى القتال لاستعادة الموصل- مع توقيت الاستفتاء هو من قبيل المصادفة، نافيًا أن تكون الولايات المتحدة تسحب مساعداتها للإعراب عن استيائها من حكومة إربيل.

لم تضع المعركة أوزارها في شمال العراق مع تنظيم الدولة، ولا تزال البشمركة جزءا حيويا من الحرب، وتنتشر القوات الكردية حاليا في شمال مدينة تلعفر لقطع الطريق أمام مقاتلي تنظيم الدولة الذين يحاولون الفرار بينما تدفعهم القوات الحكومية وتنظف جيوب الدعم للتنظيم.

وبينما يريد الأمريكيون من القادة الأكراد تأجيل الاستفتاء حتى تنتهي المعارك في شمال العراق، لا ترى السلطات في إربيل جدوى من هذا الإرجاء. وتقول بيان سامي عبد الرحمن، ممثلة لحكومة الإقليم لدى الولايات المتحدة الأمريكية: “عندما نسأل (واشنطن) متي يحين الوقت المناسب، فإننا لا نتلقى جوابًا”. مؤكدة التزام البشمركة بمواصلة محاربة تنظيم الدولة، مضيفة: “نحن لا نخطط لحرب استقلال، فنحن نتطلع لإجراء حوار”.

طرق أبواب بارزاني

بالإضافة إلى تدريب وتسليح  البشمركة، يحتفظ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة في العراق أيضا بمركز عمليات رئيسي في إربيل، ويستخدم مطار المدينة كمركز رئيسي لغاراته الجوية الخاصة في العراق وسوريا، ونقل الإمدادات والقوات.

وبينما تقول وزارة الدفاع الأمريكية إن المساعدات العسكرية ليست مرتبطة بالاستفتاء، يواصل مسئولو البنتاجون قرع أبواب رئيس حكومة إقليم كردستان مسعود بارزانى.

فخلال هذا الشهر فقط، جلس رئيس القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جوزيف فوتيل ووزير الدفاع جيمس ماتيس كل على حدة مع بارزاني لحثه على تأجيل الاستفتاء، والتقى مسؤولون من تركيا والاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أيضا مع الزعيم الكردي.

لكن بارزاني رفض جميع التوسلات، وذكر بيان صادر عن مكتبه أنه طمأن فوتيل بأن البشمركة سيواصلون محاربة تنظيم الدولة، وأن “قضية الاستفتاء لن تكون لها آثار سلبية على الحرب الجارية”.

مد وجزر

وبينما لم يُلَوِّح المسؤولون الأمريكيون بأن تمويل البشمركة سيتعرض للخطر بعد الاستفتاء، فإنهم يشيرون إلى أن المساعدات جزء من مشروعات تمويل تكميلية تشهد مدًا وجذرًا بحسب تطورات الوضع على أرض.

وتقول السيدة بيان: بغض النظر عن نتيجة التصويت والتداعيات السياسية اللاحقة ستواصل البشمركة محاربة داعش، ونأمل أن يواصل (البنتاجون) دعم البشمركة بالتدريب والتجهيز”.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …