الرئيسية أقليات “هيلمنسكي” الأمريكي.. ومتعة رمضان

“هيلمنسكي” الأمريكي.. ومتعة رمضان

1 second read
0

متحدثا عن مشاعره التي يتفرد بها من ذاق طعم الحياة قبل الإسلام، وعاش أعواما بدون رمضان يقول “كبير هيلمينسكي” ، من “سان فرانسيسكو”، والذي دخل الإسلام في الثلاثينيات من عمره: “استعددتُ جيدًا لاستقبال أول رمضان في حياتي، بعكس ما يفعله الكثيرون ممن نشأوا في “بيئة مسلمة، فقد كنت محروما من دعم المجتمع حولي”.

ويضيف: “إن البعد الروحاني للصيام أمر يفوق كل التوقعات، ولقد تذوقتُ إحساسا رقيقا لم أشعر به من قبل”.

لم يكن هذا شعور “هيلمينسكي” وحده بل كان شعور الكثيرين ممن عاشوا أول رمضان في حياتهم بعد فترة طويلة بعيدا عن هذا الجو، هذا ما نقله هو كما سمعه من رفقاء الرحلة إلى الإسلام.

ويشير إلى أن أول رمضان كما كان الأجمل، كان الأصعب فقد كان عليه أن “أتحرر من عادات كثيرة، ومررت بلحظات أشبة بتلك التي وصفها لي أحد أصدقائي أثناء محاولته الإقلاع عن الخمور بعد معاقرة طويلة لها، لكن بعد زوال تأثير الكحول من الجسد يبدأ الشخص في الإحساس بنوع جديد من اللذة الروحية، وهو الأمر الذي يحدث مع مرور رمضان”.

أول رمضان في حياة هذا المسلم الجديد غيَّر نظرته للعالم من حوله، وزرع في عقله فلسفة جديدة فأصبح يرى الأشياء بعين مختلفة، جعلته يتساءل: “هل يمكن أن يكون الطعام الذي نتناوله مجرد مخدر يتناوله الناس لتغطية مخاوفهم وعدم ثقتهم؟، ربما أنهى رمضان تأثير ذلك المخدر (الطعام)، وكشف لنا الحقيقة التي كانت مختبئة وراءه، فقد طهر رمضان الروح، وأعطى فرصة للإحساس بمشاعر لا يمكن استيعابها”، مستشهدا بأقوال النبي حول التخمة التي تفسد الروح.

رمضان الذي يعتبره “هيلمينسكي” ( عافية نفسية شاملة) يرى أنه “يعطي فرصة للروح أن تطفو على السطح، ويكشف عنها غطاء المادة، فتصبح غير حصينة، وصادقة أمام الحالة التي يمر بها الجسد من مشاعر”. كما أن “الطعام بشراهة يقسي القلب، فإن الصيام يفصله عن الماديات من حوله فيصير حرا، ويجعل الإنسان يتخفف من شهواته”.

وينقل عن أحد أساتذته مقولة طالما رددها على مسامعه مفادها أن:”الصيام خبز الأنبياء، وطعام الأتقياء”، ويسترسل في وصفه لرمضان من وجهة نظر زائرٍ جديدٍ لهذا الشهر المجيد فيقول: “الصوم هو تفكر الجسد كما هو تفكر الروح، إنه يساعد الجسم على تنقية نفسه من السموم التي تترسب من الطعام والهضم غير المكتمل، فللصوم علاقة إيجابية مع الجسد فهو يخفف من أعبائه، ويعطيه هدنة مع الطعام والشراب والمتع التي تمثل قسوة تجاه الجوارح التي تدفع ثمن تلك اللذة، بل إنه يترك الجسد، خاصة الجهاز العصبي، أكثر فاعلية في أداء وظائفه، ويقلل من الحاجة للنوم ويزيد من التيقظ”.

وبمرور الوقت يشعر “هيلمينسكي” بلذة – كتلك التي يشعر بها من عرف قيمة رمضان بصدق – ما بعدها لذة، لأنه بدأ “في فهم المنح التي تكمن في هذا الشهر الفضيل، كما عرفت أكثر من أصدقائي حول نفس الهبات”.

طرح “هيلمينسكي” مرة سؤالا على جمع من رفقائه الأمريكيين قائلا: “ماذا تعلمتم من رمضان؟” فأجابه أب لـ 3 أطفال: ” لقد قَوَّى رمضان ضميري لأنني أصوم في السر كما أصوم في العلن”، فيما أجابه آخر: “أشعر في رمضان بالصفاء، فذهني يصبح أنقى، وجسدي أكثر إشراقاً”. وقال ثالث: “جعلني رمضان أكتشف قوة داخلية تكبر يوما بعد يوم”. في حين أجاب أحد الصحفيين قائلاً: “إن رمضان يعلمنا الصبر والإيثار، وبالحرمان نشعر بمعاناة الآخرين ومن ثم نكون قادرين على تلبية احتياجاتهم”.

والحقيقة- التي تذوقها هيلمينسكي- أن رمضان يعلمنا هذا كله.. وأكثر.

 

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم أقليات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: «بابري».. قصة مسجد بناه سلطان مغولي وهدمه الهندوس تقديسًا لـ«الإله رام»

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …