الرئيسية صحافة عالمية “أوباما الأفغاني”….!!

“أوباما الأفغاني”….!!

0 second read
0

 

ترجمة وعرض: محمد بدوي

يبدو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أدرك أخيرًا أنه قد ورَّطَ نفسه بنفسهِ؛ حين اختار أفغانستان ليمحوَ من خلالها ما لصق ببلاده من هزائم وفشل في “حملاتها العسكرية الخارجية”.

 

صحيفة لوموند الفرنسية ذكرت في افتتاحيتها يوم السبت 28 مارس، أن أوباما يرى أن أكثر الاستراتيجيات فعالية للخروج من هذه الورطة المُعقَّدة بعد الفشل الواضح لبلاده فيها هي (تدويل البحث عن حلٍّ)، كما ظهر ذلك جليًّا في استراتيجيته الجديدة التي أعلنها الجمعة 27 مارس، حين أعلن عن إنشاء مجموعة اتصال دولية تشمل جيران أفغانستان، بما فيهم إيران والهند وروسيا والصين، ودول الخليج، وباكستان بطبيعة الحال.

الدور الإيراني

وبذلك يسلك أوباما في هذا الاتجاه طريقًا مخالفًا تمامًا لنهج سلفه بوش الذي كان حريصًا طوال الوقت على تشديد العُزلة الدبلوماسية على طهران.

وفي هذا السياق؛ إذا نجحت إيران في تأكيد أهمية دورها ووجودها في المؤتمر الدولي حول أفغانستان، الذي يُعقد في لاهاي يوم الثلاثاء 31 مارس، فكأنها تمدُّ يدها إلى يد أوباما الممدودة إليها، لِتَخْطُوَ بذلك خطوةً متقدمةً في حصولها على شكل من أشكال الاعتراف الدولي.

الإستراتيجية الأمريكية الجديدة لا تتماشى كثيرًا مع الإستراتيجية المتَّبَعَة حتى الآن لقوات الاحتلال الدولية التابعة لحلف الناتو، مع اتفاقهما على الأصل، وهو ما سماه أوباما “هزيمة التهديد الذي يمثِّلُه تنظيمُ القاعدة”، حيث اعتمدت على زيادة عدد القوات الأمريكية، ودعم المساعدات التنموية، وتدريب القوات الأفغانية، على عكس دول الناتو، التي تعلن خشيتها من زيادة قواتها في أفغانستان.

وقال أوباما: إنه سيُرسل نحوَ أربعة آلاف مدرِّبٍ عسكريٍّ، فضلًا عن 17 ألف جندي إضافي، في محاولة للتغلب على ما أسماه بـ “سرطان تنظيم القاعدة”، مضيفًا أن “أولويته الأولى” تكمُن في التأكد من أن تنظيم القاعدة لن يهاجم الأراضي والمصالح الأمريكية.

وبرغم ذلك؛ فإن هذه الزيادات غيرُ كافية لتحقيق مطالب قادة الجيش الأمريكي، الذين طالبوا بضرورة إرسال 30 ألف جندي إضافي على الأقل؛ للسيطرة على الأوضاع في بعض أجزاء أفغانستان، وهو ما حذَّر محللون من أنه قد يكون انجرافًا تدريجيًّا نحو تكرار سيناريو الهزيمة الأمريكية في فيتنام.

وما يزيد من صعوبة مهام تلك القوات هو أن حركة طالبان تسيطر في الوقت الراهن على مساحة تكاد تقترب من ثلاثة أرباع مساحة أفغانستان، من بينها مناطق حول العاصمة كابول.

الواقع الإقليمي

وإذا كان هناك فشلٌ واضحٌ للقوات الأمريكية وحلف الناتو في أفغانستان، فإنه يرجع بالأساس إلى الواقع الإقليمي هناك؛ حيث تمتد جذور الصراع الأفغاني إلى باكستان، وخاصة في منطقة القبائل المحاذية للحدود مع أفغانستان، مما أكسب حركة طالبان دعمًا بشريًّا وماديًّا مهمًا من قِبَل الحركات الإسلامية في باكستان.

وقد تصاعد هذا الدعم في الفترة الأخيرة، لدرجة أعلن معها مسؤولون بالجيش الأمريكي أن ثمة تعاونًا وتنسيقًا بين أجهزة الاستخبارات الباكستانية وتلك الحركات.

“الحلُّ الأوبامي” لهذه النقطة تمثَّلَ – على غير المتوقع – في مضاعفة المساعدات للحكومة الباكستانية الحليفة لواشنطن إلى ثلاثة أضعاف لتصبح 1.5 مليار دولار سنويًّا على مدى خمس سنوات، حتى تتمكن، كما يأمل أوباما، “من مواصلة حربها على الإرهاب إلى جانب الجيش الأمريكي”.

وبذلك وضع أوباما باكستان في قلب الإستراتيجية الجديدة للقتال في معركته الدموية، وغير المنتهية ضد طالبان والقاعدة.

الانسحاب الأمريكي

ومن المستهدف أن تؤمِّن الإستراتيجية الأمريكية الجديدة في أفغانستان ـ كما أعلن أوباما في وقت سابق ـ خروجًا للقوات الأمريكية من المستنقع الأفغاني، يحفظ لها ماء الوجه على الأقل، وإن لم تتضمن جدولًا معلَنًا للانسحاب، بعكس الإستراتيجية العراقية.

ويبدو أن أوباما قد أخذ في هذه النقطة بتوصية المجموعة الدولية للأزمات، عندما ذكرت في تقرير حديثٍ لها، عددًا من الأولويات أمام القوات الأمريكية في أفغانستان؛ للتمهيد لما وصفته بـ”انسحاب إستراتيجي” للقوات الأجنبية من هذا البلد، وقالت المجموعة في تقريرها: “إن بناء الجيش والشرطة الأفغانية كقوة أمنية تتَّسم بالكفاءة، يجب أن يكون المهمة الأولى لأي انتشار جديد للقوات الأمريكية، بما يُفسح الطريق أمام انسحاب إستراتيجي للقوات الأجنبية”.

 

في كل الأحوال، يدرك أوباما أن إستراتيجيته في أفغانستان ـ التي نجحت في التَّصدي سابقًا لأكثر من مائة ألف جندي سوفيتي ـ لن تكون سهلةً على الإطلاق.

—————————————

الإسلام اليوم

 

ا

 

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم صحافة عالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

عناوين الصحافة الصينية

هذا التقرير خاص بالمؤسسات الإعلامية والبحثية المتعاقدة مع شركة www.intelligencemg.com. للح…