صحافة عالمية ماذا بعد فشل عملية السلام؟ لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة وعرض: محمد بدوي ما يحدث الآن في فلسطين، وعلى ضوء ما أعلنه محمود عباس من يأسه وعدم ترشحه لفترة رئاسية أخرى، وإعلان السلطة بموافقة الجامعة العربية توجهها إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار بالاعتراف بقيام الدولة من جانب واحد، ليس سوى اعتراف باكتمال “فشل” عملية التسوية مع الاحتلال، وتبدد السراب الذي لهثت السلطة وراءه خلال السنوات العشرين الماضية. وفي حين حثَّت افتتاحية صحيفة “لوموند” الفرنسية على تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، فإنها دعت إلى استخدام مصطلح “الفشل” واعتبرته الكلمة المناسبة لتسمية حالة الانسداد الراهن في آفاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي حملت عنوان “الفشل الذريع”: يمكن القول بأنه لم يعُدْ ثمة مسار تفاوضي مرتقب في المستقبل المنظور ولا حتى تصورات لعملية سلام يمكن الحديث عن وجودها من الأساس، وأسوأ من هذا كله؛ فإن الحالة لا يمكن وصفها بالتوقف أو الجمود أيضًا، ذلك أنها حالة متحركة باستمرار، ولكن إلى الخلف، مما ينذر بخطورة المرحلة المقبلة. مسئولية أمريكية وبطبيعة الحال؛ فإن أول من ينبغي مساءلته عما آلت إليه الأمور إلى هذا الوضع هي الولايات المتحدة بحكم أنها الراعي غير النزية لهذه العملية، برغم أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان قد وضع قبل أشهر تسوية القضية الفلسطينية على رأس أولويات إدارته في سياستها الخارجية، ووضع وقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية شرطًا لإعادة إحياء مسار المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ولكن الإسرائيليين أعلنوا رفضهم لشروط أوباما وأشهروا “لا” عنيدة في وجهه، وكل ما استطاع الرئيس الأمريكي انتزاعه منهم هو الزعم بأن أعمال الاستيطان قد تباطأت كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ورغم ذلك خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في وقت لاحق لتشيد بالتقدم غير المسبوق في الموقف الإسرائيلي، وقد نجم عن هذا التحول في الموقف الأمريكي تراجع شديد للثقة في إدارة أوباما، بين أرجاء العالم العربي، الذي بلغت شعبية أوباما قبل ذلك حدودًا قياسية فيه، خاصةً بعد أجواء التفاؤل والارتياح التي تولدت عن خطابه البليغ بالقاهرة في يونيو الماضي. وهذه الحصيلة المخيبة للآمال تسمى صراحة في اللغة الدبلوماسية بـ”الفشل الذريع”. وهذا الفشل تحديدًا هو ما جعل عباس، رئيس السلطة وزعيم حركة فتح، يشعر بمرارة بأن واشنطن قد خانته ولم تعطِهِ إلا معسول الكلام، وذلك رغم أن عباس، البالغ من العمر 74 سنة، يصفه الغرب بأنه معتدل بشكل مثالي، وهو أحد الزعماء القلائل في المنطقة الذين انتقدوا علنًا أعمال المقاومة التي يناصرها الشعب الفلسطيني. ماذا بعد واليوم -إذ يجد عباس نفسه في وضع لا يُحسَد عليه- بعد المآل المخيب لمحاولات التسوية السلمية، لم يبق أمامه سوى إشهار ورقة الاستقالة والتنحِّي، ويبقى السؤال: ماذا سيحدث بعد ذلك؟ النتيجة المتوقعة لإعلان فشل عملية السلام يعرفها الجميع، فسيفتح ذلك الفرصة أمام باقي الخيارات الفلسطينية وعلى رأسها خيار “المقاومة” والذي تقوده حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وهي النتيجة غير المرغوبة أمريكيًّا ولا إسرائيليًّا بطبيعة الحال. وذات النتيجة غير المرغوب فيها هي ما يُنتظر أيضًا على الجانب الإسرائيلي، حيث سيتمكن نتنياهو من رصّ صفوف اليمين المتطرف ودعم مخططاته التهويدية. والأدهى من كل ما سبق؛ أن قطاعات واسعة من اليمين الإسرائيلي المتطرف ترى هي أيضًا أن إسرائيل قد خُذلت هي الأخرى، حيث إنها لم تنل “مكافأة” لقاء انسحابها من جنوب لبنان ومن قطاع غزة، إلا انهيار أمطار الصواريخ والمقذوفات على المستوطنات. وتخلص الصحيفة إلى أن هذا الفشل الذريع، وعلى كافة الجبهات، هو النتيجة الوحيدة المتوقعة للخطأ في الحسابات، وعدم قدرة واشنطن والمجتمع الدولي على فرض تسوية لهذا الصراع المزمن، الذي يتوقف عليه حل جميع أزمات وصراعات المنطقة. —————————- الإسلام اليوم