صحافة عالمية دول بازغة.. وأخرى آفلة لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة وعرض: محمد بدوي للدّول والأمم أعمار كما للمخلوقات تمامًا، تمرُّ فيها بمرحلة النشأة، ثم تبلغ أشُدَّها حتى تدخل في مرحلة الهـِـرَم، قبل أن تموت وتنشأ على أنقاضها دولة جديدة فتية.. سنة الله في خلقه، كما وضحها ابن خلدون في مقدمته بشيء من التفصيل، ويراها الدارس للتاريخ بشيء من الاعتبار والتأمل. أحد الأمثلة على ذلك، ما رصدته صحيفة لوموند الفرنسية، من اختراقٍ حقَّقته كل من البرازيل وتركيا، الدولتان الناشئتان، والعضوان غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بالتوصل مع إيران إلى اتفاق لتبادل 1200 كيلو جرام من اليورانيوم الإيراني القليل التخصيب بنسبة 75.3% مقابل 120 كيلو جرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%. مرحلة جديدة واعتبرت الصحيفة أن الاتفاق الذي توصَّلت إليه تركيا والبرازيل مع إيران بشأن ملفها النووي، وتقدمتا به إلى الأمم المتحدة، من شأنه أن يغير كثيرًا من المعطيات على الساحة الدولية، حيث يزيح عمليًّا احتكار مجموعة الخمسة وألمانيا التعامل مع هذا الملف الشائك، الذي ظلَّ عصيًّا على الحل طوال السنوات الخمس الماضية. وهي الخطوة التي أراد رئيس الوزراء التركي “رجب طيب أردوغان”، والرئيس البرازيلي “لولا دا سيلفا” أن توصل للدول الغربية، مفادها أن العالم قد دخل مرحلة جديدة يستحيل فيها رسم توجهات ومسارات السياسة الدولية دون وضع دول الجنوب البازغة في الاعتبار. وفي هذا الخصوص وضع الزعيمان التركي والبرازيلي النقاط على الحروف في اليوم التالي مباشرةً لإعلان الاتفاق، فيما يتعلق بتطلعاتهما وطموحهما السياسي، حين طالبا بضم بلديهما إلى مجموعة 5+1 الخاصة ببحث الملف النووي الإيراني. مبادئ الصعود وامتدادًا لنفس السياق؛ تحدثت صحيفة لوفيجارو الفرنسية عن التوجهات الجديدة لسياسة تركيا الخارجية، مستشهدة بما سطره وزير الخارجية التركي “أحمد داود أوغلو” مؤخرًا في مجلة “فورين بوليسي”، حيث أكد أن دبلوماسية تركيا الجديدة تقوم على ثلاثة مبادئ موجَّهة، هي: (1) العمل وفق نظرة شمولية في المسرح الشرق أوسطي. (2) العمل النشِط في ذات الوقت وبذات الزَّخم في كافة الساحات الدولية الأخرى مثل آسيا الوسطى والبلقان وإفريقيا. (3) التركيز على استثمار قوة تركيا المرنة ممثلة في الجانب التجاري الاقتصادي، كمصدر جاذبية للشراكات الدولية. وبحسب أوغلو فإن هذه الدبلوماسية تقوم أيضًا على خمسة مبادئ إجرائية، هي: (1) ترويج وتعزيز أجواء الأمن والحريات العامة. (2) تبني سياسة الـ” لا مشاكل” في التعامل مع دول الجوار. (3) تنفيذ دبلوماسية وقائية تجاه الأزمات. (4) تدشين دبلوماسية متعددة الأبعاد والمسارات تجاه روسيا وأوروبا والولايات المتحدة. (5) وأخيرًا استغلال الدور في مجموعة العشرين لتقوية حضور تركيا الدولي. أما أبرزُ أهداف هذه السياسة التركية الجديدة، فهي: – استكمال شروط عضوية الاتحاد الأوروبي؛ بهدف التحوُّل إلى عضو مؤثر فيه قبل عام 2023. – ضمان تحقُّق الاندماج الإقليمي في فضاء تركيا وحل مشكلاته. – لعب دور دولي مؤثر يسهم في تحويل تركيا إلى واحدة من أكبر عشرة اقتصادات على وجه الكرة الأرضية. التَّرَف القاتل وهكذا يبدو جليًا أن الدول البازغة التي تعاظم تأثيرُها الدولي خلال الفترة الأخيرة في قضايا البيئة، والتجارة العالمية، يبدو أنها دشّنت الآن أيضًا مرحلة جديدة هي حجز مكان مؤثر لها في تسيير وتدبير أكثر ملفات السياسة الدولية تعقيدًا وحساسية؛ ولا أدلّ على ذلك من اشتباكها مع ملفات كان التعامل معها شبه محجوز سلفًا للدول الكبرى التقليدية، مثل ملف الانتشار النووي في الشرق الأوسط. أما الدول التي دخلت في مرحلة الأفول فهي كثيرة، تتراوح بين دولة تعاني من أزمات اقتصادية وأخرى تراجعت مكانتها وريادتها السياسية، لكن أسباب هِرمها عامة يرجع إلى “الظلم” الذي (يؤذن بخراب العمران) حسب تعبير ابن خلدون، و”الترف” الذي يصيب الحكام فتقع البلاد في ضعف سياسي، أو يصيب الحكام والشعوب معًا فتعاني البلاد من أزمات اقتصادية. إنها سُنن ربانية لا تتبدل: “وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرًا”. الإسلام اليوم