الرئيسية في العمق هل القارة الإفريقية على وشك الحرب؟

هل القارة الإفريقية على وشك الحرب؟

1 second read
0

تحذر دورية جلوبال ريسك إنسايتس من أن التوترات المتصاعدة بين مصر والسودان تؤدي إلى نشر حالة من عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بموازاة انتشار النزاعات الإقليمية حول المسائل الاقتصادية والسياسية.

وتلفت أيضًا إلى أن نشر إثيوبيا صواريخ بعيدة المدى مضادة للطائرات بالقرب من موقع بناء سد النهضة من أجل التحوُّط ضد سيناريو توجيه ضربة جوية مصرية للمشروع، يجعل هذا القلق ليس مجرد تخمين.

سياسة حافة الهاوية

نوع الخطابات المستخدمة، فضلا عن الطبيعة الاستبدادية للأنظمة المعنية، ترفع خطورة سياسة حافة الهاوية، وتزيد احتمال نشوب صراع حدودي في المستقبل.

صحيحٌ أن الخلافات المحيطة بالحدود المصرية-السودانية قائمة منذ سنوات، لكن الأشهر الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في التوترات، إلى جانب سلسلة من الإجراءات العقابية التي اتخذتها كلا من القاهرة والخرطوم.

وأصبحت العلاقات الثنائية بعيدة كل البعد عن المستوى الذي وصلت إليه في عام 2004، عندما تم التوصل إلى اتفاق الحريات الأربع، ما سمح لمواطني البلدين بالسفر والعمل والعيش والتملك في كلا البلدين دون تصاريح.

سلاح الواردات

أطلت التوترات برأسها في أواخر عام 2016، حين حظر السودان جميع الواردات الزراعية المصرية، مستندًا إلى مخاوف أمنية غامضة.

وتمثل الصادرات الزراعية إلى السودان سوقا مهمة بالنسبة لمصر، حيث استوردت الخرطوم سلعًا بقيمة 591 مليون دولار في عام 2016 قبل الحظر الذي فرض في سبتمبر.

كما جاءت هذه الخطوة مواكِبةً لارتفاع الواردات الزراعية المصرية بعد تعويم الجنيه المصري، وخفض الأسعار إلى النصف.

(مثلث حلايب. المصدر: ستراتفور)

السد الملعون

إلى جانب مسألة حلايب، تأزمت العلاقات المصرية السودانية بسبب المواقف المتعارضة التي اتخذتها القاهرة والخرطوم بشأن سد النهضة في إثيوبيا.

يمثل المشروع الضخم الذي تبلغ قيمته 4.2 مليار دولار وينتج ستة آلاف ميجاواط، أولوية إنمائية رئيسية لإثيوبيا، ويحظى بدعم السودان الذي يسعى أيضا إلى الاستفادة من توليد الكهرباء.

تحقيقا لهذه الغاية، اتفق السودان وإثيوبيا على إقامة منطقة تجارة حرة وسكة حديد للمساعدة فى الاستخدام العادل للمياه.

لكن مصر تخشى من تعرُّض مياه النيل للخطر بسبب المشروع، وهو ما قد يهدد إنتاج مصر من الطاقة الكهرومائية ويعرض أمنها المائي للخطر.

(سدا أسوان في مصر والنهضة في إثيوبيا. المصدر: ذي إيكونوميست)

مخاوف شائعة

مثل هذه المخاوف شائعة لدى دول المصب تجاه هذه المشاريع، لكن ما يميز هذا النزاع هو مستوى الخطاب المستخدم.

في عام 2013 بث مسؤولون مصريون عن غير قصد، وعلى التلفزيون الوطني، حديثهم عن احتمال تخريب السد. وفي الآونة الأخيرة، زعمت إثيوبيا أن جهود مصر لتدشين قاعدة عسكرية في إريتريا المنافسة تهدف إلى “تخريب بناء مشروع السد من خلال دعم القوات الإريترية التي ترعاها الحكومة المناهضة”.

جاء ذلك بموازاة تظاهر ناشطين مصريين مؤيدين للنظام ضد الرئيس السوداني عمر البشير بعد زيارته لإثيوبيا.

ليس مجرد تخمين

حذر السودان وإثيوبيا من احتمالية توجيه ضربة محتملة ضد السد، بعدما اشترت مصر 24 طائرة رافال من فرنسا.

بعد هذه الصفقة، سيصبح السد ضمن المدى الذي تستطيع القوات الجوية المصرية استهدافه (للمفارقة، ستخرج هذه الطائرات من القواعد الجوية القريبة من سد أسوان في مصر) على بعد 1500 كيلومتر إلى الجنوب.

ومع قرب السد من الحدود الإثيوبية-السودانية، وفي ظل تواضع مستوى القوات الجوية السودانية، فإن الضربة المصرية المحتملة لن تواجه مقاومة تُذكَر.

هذا ليس مجرد تخمين؛ لأن إثيوبيا نشرت بالفعل صواريخ بعيدة المدى مضادة للطائرات بالقرب من موقع بناء سد النهضة من أجل التحوُّط ضد مثل هذا السيناريو.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …