الرئيسية في العمق أوزاي بولوت- مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية: حزب التحرير: ولاية تركيا

أوزاي بولوت- مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية: حزب التحرير: ولاية تركيا

4 second read
0

تحليلٌ نشره مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي، أعدته للصحفية التركية المقيمة حاليًا في واشنطن أوزاي بولوت، حول الجهود التي تبذلها مختلف التنظيمات الإسلامية بهدف استعادة الخلافة؛ بدءًا من تنظيم الدولة وصولا إلى حزب التحرير.

وكانت السلطات التركية قد منعت مؤخرًا تنظيم مؤتمر لحزب التحرير بعنوان “لماذا يحتاج العالم إلى الخلافة؟” وعلى إثر ذلك أصدرت “ولاية تركيا” التابعة للحزب بيانًا يتهم النظام التركي بـ”العلمانية”، ويصفه بـ”الغاشم”.

ملخص تنفيذي

– العنف ليس الوسيلة الوحيدة التي تأمل الجماعات الإسلامية والأفراد في توسيع النفوذ الإسلامي، وإقامة الحكومات الإسلامية، واستعادة الخلافة في نهاية المطاف.

– بالإضافة إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة، فإن العديد من الجماعات القانونية غير العنيفة، تتقاسم هذه الأهداف علنا أو سرا.

– “هل هم عنيفون أم لا؟” لا ينبغي أن يكون السؤال الرئيسي أثناء تحليل الجماعات أو الحكومات الإسلامية.

– “ما هو هدفهم؟” هو السؤال الأفضل إذا أردنا فهمهم واتخاذ الاحتياطات الفعالة. قد تختلف الطرق، ولكن إنشاء الحكم الإسلامي هو الهدف النهائي للإيديولوجية الإسلامية.

“داعش” ليس وحده

غالبا ما تركزت النقاشات الأخيرة حول الجهاد أو الإسلام السياسي (أو الإسلاموية) حول تنظيم الدولة. لكن الجهاد والجهود الأخرى الرامية إلى إقامة نظام سياسي إسلامي ليست مقتصرة حصريًا على تنظيم داعش.

إن توسَّع الإسلام وإضفاء الطابع المؤسسي عليه بالوسائل العنيفة (وغير العنيفة) هو تقليد ميلياري مسيحي، وهدف أساسي للإسلام منذ أيامه الأولى. وداعش ليست التنظيم الإسلامي الأوحد الذي يسعى إلى إعادة تأسيس الخلافة.

محاولات لم تتوقف

ألغت الجمهورية التركية الخلافة العثمانية في عام 1924، لكن الجماعات والمنظمات الإسلامية في جميع أنحاء العالم لم تتوقف أبدا عن محاولة إعادة تأسيس هذه المؤسسة التي تحظى بالاحترام.

جماعة حزب التحرير، على سبيل المثال، منظمة إسلامية سياسية دولية نشطة جدا في تركيا حيث تعقد مؤتمرات وتوزع منشورات وتنظم مسيرات.

تنشر المجموعة مجلة شهرية بعنوان “Koklu Degisim” تعزز من خلالها فكرة أن “العنف وجميع المشكلات الأخرى التي يعاني منها الشرق الأوسط ناتجة عن الدول الغربية”.

يعارض الحزب محادثات جنيف لإنهاء الحرب الأهلية السورية، ويدعوا لسقوط روسيا وإسرائيل والأمم المتحدة والغرب “الكافر”.

اعتقال مفاجئ

في 3 مارس 2017، احتُجِزَ محمود كار، رئيس المكتب الإعلامي في “ولاية حزب التحرير التركية”، وعثمان يلدز، ممثل المجلة في اسطنبول، عندما ذهبا إلى مركز شرطة بايرامباسا في اسطنبول للحصول على إخطار حول حظر المؤتمر المزمع عقده بعد ثلاثة أيام بعنوان “لماذا يحتاج العالم إلى الخلافة؟”، لكن أطلق سراحهم بعد أسبوع.

كان هذا الاعتقال مفاجئا بلا شك للحزب؛ نظرا إلى أنه معتاد منذ فترة طويلة على عقد مؤتمرات سنوية تدعو إلى استعادة الخلافة:

مؤتمران للخلافة

– في 3 مارس 2015، في الذكرى الـ91 لإلغاء الخلافة، عقد حزب التحرير مؤتمرا بعنوان “نموذج الرئاسة الديمقراطية أو الخلافة الراشدة” في بلدية أوسكودار.

كان آلاف الأنصار المشاركون في مسيرة اسطنبول يرددون: “من تركيا إلى مصر، من إندونيسيا إلى المغرب، من لبنان إلى كردستان، الخلافة، الخلافة”.

– في العام التالي، نظمت المجموعة مؤتمرين دوليين للخلافة في اسطنبول يوم 3 مارس 2016. حضر المؤتمر الأول نحو ألف شخص، ومتحدثين من مختلف البلدان. وعقد المؤتمر الثاني بعد ثلاثة أيام في بلدية أنقرة التي يحكمها حزب العدالة والتنمية، بمشاركة أكثر من 5000 شخص، وفقا لبيان الحزب.

أهداف أنقرة

يرى “كار” أن اعتقاله في مارس 2017؛ نابع من حرص أنقرة على إعطاء الانطباع بأنها كانت في حالة حرب مع داعش.

وكتب: “لكي تقول: أنا أكافح داعش، ولتثبت هذا للغرب والولايات المتحدة بإحصاءات ملموسة؛ تقوم تركيا باعتقال العديد من المسلمين تعسفيًا دون إجراء تحقيق مفصل”.

هذا في رأيه غير ضروري على الإطلاق؛ لأن “حزب التحرير يعارض تماما استخدام القوة والعنف والنضال المسلح… وقضيته الحقيقية هي تذكير المسلمين بالخلافة التي ألغيت قبل 93 عاما”.

توقيت وتكتيكات

هذه الرغبة لا تقتصر على حزب التحرير، بل إن التوق إلى فرض الشريعة واستعادة الخلافة عنصر أساسي في الإسلام السياسي. أما التعبير الصريح عن هذه الرغبة، ووسائل تحقيقها، فمجرد مسألة توقيت وتكتيكات.

بينما يسعى تنظيما داعش والقاعدة إلى تحقيق هذه الأهداف عن طريق الوسائل العنيفة، فإن حزب التحرير، شأنه في ذلك شأن المنظمات والحكومات الإسلامية الأخرى، لا ينخرط في العنف، أو على الأقل يُحجِم عن العنف إلى أن يأتي “الوقت المناسب”.

توقٌ للشريعة

لذلك قبل التسرع في تبرئة الجهود الإسلامية الرامية لإعادة إقامة الخلافة من خلال إسنادها إلى الفقر أو “المظالم الإسلامية” أو السياسة الخارجية الغربية، ينبغي للمرء أن ينظر في الاستمرارية التاريخية والعالمية لهذه الجهود وأيضًا أسسها العقائدية.

من تركيا إلى إندونيسيا، من باكستان إلى كندا، من مصر إلى السويد، الملايين من المسلمين- بغض النظر عن خلفيتهم الاقتصادية والاجتماعية أو الإثنية- يتوقون إلى ستعادة الخلافة التي تحكمها الشريعة.

السمة المشتركة التي تجمعهم هي التقوى الدينية. ومعظم تاريخ الإسلام مرتبط بغزو الأراضي غير الإسلامية وإقامة الحكم الإسلامي فيها. في الواقع، هذا هو الهدف الإسلامي.

قبل أن يدافع المرء عن الشريعة باسم “التنوع” أو “التعددية الثقافية”، من المفيد إذًا أن نتحرى عما يحدث لحقوق الإنسان- لا سيما حقوق المرأة والحرية الدينية- عندما يصبح الإسلام السياسي هو الأيديولوجية الحاكمة.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …