أقليات معاناة الروهنجيا تزداد قسوة في ميانمار.. متى تخرج أونغ سان سو تشي عن صمتها؟ لـ العالم بالعربية منشور في 0 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr منذ أشهر يتساءل العالم باستنكار: متى ستكسر أمينة الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية أون سان سو تشي صمتها وتنتقد علنًا الفظائع التي تحدث للمسلمين في ميانمار؟ هذا التساؤل سبق أن طرحته الصحفية ديبرا كيلاليا على رأس مقال نشره موقع نيوز الأسترالي بتاريخ 10 فبراير 2017 تحت عنوان “أزمة الروهينجيا في ميانمار.. الرعب الذي لا يشاهده العالم”. ثم كررته صحيفة واشنطن بوست في افتتاحية عددها الصادر بتاريخ 1 سبتمبر 2017 والذي خصصته لسؤال أونغ سان سو تشي مرة أخرى: متى ستتحدثين علنًا ضد العنف والمعاناة في بورما؟ لكن اللافت أن لا أحد حتى الآن رفع طلبًا جادًا إلى السادة أصحاب الفخامة والسمو ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية والإسلامية، أو حتى قَصَرها على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولا حتى وجهها إلى السادة علماء المسلمين عليهم سحائب الرحمة والرضوان. أما دوافع هذا الصمت فترى مديرة هيومن رايتس ووتش- أستراليا، إيلين بيرسون، أنها سياسية، لكنها تحدثت فقط عن القيادية البورمية لا عن الزعماء العرب قائلة: “لسوء الحظ، تتبع سو تشي غرائزها السياسية لا الإنسانية. ولأن الروهنجيا لا يحظون بأي شعبية في ميانمار؛ فهي لم تكن مستعدة للحديث علنا ضد الانتهاكات والعنف والتمييز الذي يواجهونه، حتى أنها لم تذهب لزيارة ولاية راخين”. مفارقة استهلت الافتتاحية برصد مفارقة ذات دلالة: – في عام 2012، ألقت الزعيمة البورمية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام محاضرة وجهت خلالها نداء حارًا للعالم ألا ينسى من يعانون “الجوع والمرض والتشريد والبطالة والفقر والظلم والتمييز والتحامل والتعصب” والحرب، محذرة من أن تجاهل المعاناة يؤدي إلى زرع بذور الصراع. – اليوم في بورما، المعروفة أيضًا باسم ميانمار، أصبحت حقيقة كلماتها أكثر وضوحا نتيجة دوامة العنف والمعاناة التي ترزح تحت نيرها أقلية الروهينجيا المسلمة التي طال اضطهادها. وبعد سنوات من وصم الأغلبية البوذية لهؤلاء المسلمين بأنهم غرباء، وحرمانهم من الحقوق الأساسية، واحتجازهم في مخيمات بائسة، وشن حملات عسكرية قاسية ضدهم، بات الروهينجا يشعرون بالمرارة، وبعضهم يتميز غيظًا. لحظة مناسبة ترى الافتتاحية أن هذه لحظة صعبة جدا بالنسبة لـ أونغ سان سو تشي؛ فبرغم توليها منصب مستشار الدولة وهو ما يضعها مباشرة في هرم السلطة تحت الرئيس هتين كياو، إلا أنها في المقابل تواجه ضغوطا مستمرة من الجيش القوي الذي يسيطر على ربع المقاعد في البرلمان والوزارات الرئيسية، كما تجد نفسها في مواجهة المتشددين البوذيين الذين يطالبون بمعاملة أكثر صرامة مع مسلمي الروهينجا. تعترف افتتاحية واشنطن بوست بعدم وجود تكافؤ قُوَى في هذه الدولة التي ما زالت تتلمس طريقها نحو الديمقراطية، وأن قدرة أونغ سان سو تشي على المواجهة مقيدة. بيدَ أنها ترى اللحظة مناسبة لتتمكن من الوفاء بوعدها باعتبارها بطلة لحقوق الإنسان والديمقراطية تحمل جائزة نوبل للسلام منذ عام 1991. مصالحة طويلة الأجل تشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه ليس كثيرًا أن نطالب شخصية ظلت لسنوات تحت الإقامة الجبرية أن تستدعي إلهام تجربتها الشخصية لقيادة بورما بعيدا عن الصراع الذي يتزايد مرارة وعنفًا ضد الروهينجيا، مؤكدة أن الوقت مناسب للعمل، مقترحة اتخاذ إجراءات عملية نحو مصالحة طويلة الأجل تحتضن الروهينجيا. وختمت الافتتاحية بتذكير السيدة أونغ سان سو تشي بنص خطابها الخاص بجائزة نوبل حيث قالت: “في نهاية المطاف، يجب أن يكون هدفنا هو: خلق عالم خال من النازحين والمشردين واليائسين… عالمٌ كل ركن فيه هو ملاذ حقيقي يمنح السكان الحرية والقدرة على العيش في سلام “. لكن هذا ليس العالم الذي يحياه الروهينجيا في بورما اليوم.