تستعرض السطور التالية أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الدولية عن العراق خلال شهر أكتوبر 2015، وأبرزها: معهد بروكنجز، تشاتام هاوس، مؤسسة راند، مجلس العلاقات الخارجية، مركز بيو للأبحاث، مركز ستراتفور، ميدل إيست إنستيتيوت، أميركان إنتربرايز، أتلانتيك كاونسل.

ماذا بعد وقف الدعم لبغداد؟

نشر معهد أميركان إنتربرايز لأبحاث السياسة العامة مقالا لـ دانييل بليتكا، استهله بالإشارة إلى اقتراح “بعض أعضاء الكونجرس وقف الدعم الأمريكي الباهت لحكومة بغداد، وبدء ضخ الأسلحة ببساطة في المنطقة الكردية شمال العراق”. 

مضيفًا: “ثم ما ذا بعد؟

تعال نستشرف المستقبل للحظة: ها قد سلحنا العشائر العراقية السنية في وسط العراق، أو الأكراد في شمال العراق أو سوريا، وتوقفنا عن تسليح الحكومة العراقية الشرعية. ماذا سيفعلون؟ بحسب الرؤية الشفافة التي يتبناها المدافعون، سوف تنهض هذه القوى وتسحق تنظيم الدولة. لكن ليس هناك أدلة حاسمة تؤكد هذا الزعم، ربما في سوريا أكثر منه في العراق، حيث لم ينجح الأكراد ولا الأمريكان ولا القوات العراقية في دحر التنظيم من الموصل أو الرمادي.

لكن دعونا نتجاهل ذلك، ولنفترض أنهم نجحوا. ثم ماذا؟ هل سيجمعوا هذه الأسلحة ويعيدوها مرة أخرى إلى مكتبة الكتب؟ أم سينظرون حولهم ويسألون أنفسهم: ماذا بعد؟ الإجابة بالتأكيد ستكون: الاستقلال. 

وهو ما يقول به العديد من القادة الأكراد. لكن الاستقلال أين؟ كركوك؟ تركيا؟ أين بالتحديد ستكون الحدود الجديدة؟ حسنا، دعونا نتظاهر كما لو أن الأمر لا يعنينا، ولنتركهم يتقاتلون على الحدود التي تحلو لهم. فماذا عن بقية مناطق سوريا والعراق (ناهيك عن اليمن وليبيا ومصر والجزائر، إلخ)، حيث تعرض تنظيم الدولة نظريًا للهزيمة؟ من سيذهب هناك؟ ومن سيحكم؟ وبعدما تُركَ أمثال الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة وبقية الحسناوات، فهل ستصبح هذه الدويلات فجأة واحات تسبح في أنهار الاستقرار؟ هل نحيل هذا كله إلى إيران وننساه؟

حتى تنجح الشراكة

وأردف المعهد: “هذه الأفكار تهدد بإطلاق العنان لمزيد من عدم الاستقرار الذي من شأنه جر الولايات المتحدة إلى الحرب. لا تسيئوا فهمي. صحيح أن فكرة العمل مع شركاء على الأرض، بما في ذلك إجراءات التدريب والتسليح، تنطوي على حكمة، فليس بإمكاننا فعل كل شيء بأنفسنا. لكن مثل هذه الشراكات لا تؤتي ثمارها إلا في ظل دور قيادي قوي تقوم به الولايات المتحدة، مع الاستعانة بكثير من المستشارين، واستراتيجية واضحة، ونتيجة مشتهاة. سبق أن عملنا مع القبائل السنية في العراق، لكن التخلي عنهم وعن العراق في عام 2011 جلب علينا ما نحن فيه الآن”. 

بدلا من ذلك ربما كان من المناسب أن ننظر إلى المنطقة ككل، وإدراك أن كل دولة تقدم تحديات منفصلة. أما نقوم به الآن فلا يؤتي ثماره، ولن يفعل أبدًا. والحلف الإيراني أو الروسي فرهاب المنطقة باستخدام الحيوانات المستبدة الأليفة والإرهابيين لن يكون أفضل. فكر في هذا الأمر. لدينا 16 شهرًا”. 

المجال الجوي العراقي

وتحت عنوان “روسيا تطلق صواريخ عبر المجال الجوي العراقي” نشر معهد أميركان إنتربرايز إطلالة مختصرة لـ مارك ثيسين على التقرير الذي نشرته واشنطن بوست مطلع الشهر الجاري ويفيد بأن روسيا طلقت 26 صاروخا من طراز كروز على القوات المناهضة للأسد في سوريا من سفنها المرابطة في بحر قزوين، مشيرًا إلى أن الملمح الأكثر أهمية هو اختراقها للمجال الجوي العراقي والإيراني في المناطق ذاتها التي يفترض أن الولايات ابلمتحدة تنفذ فيها حملة جوية ضد أهداف تنظيم الدولة في العراق. واستشهد الكاتب بما قالته فويس أوف أمريكا من أن روسيا لم تعطي أي تحذير مسبق للولايات المتحدة بمسار الصواريخ قبل إطلاقها، ليخلص في النهاية إلى أن “بوتين يبدو انه يبعث برسالة إلى أوباما، مفادها: “يمكننا أن نحلق في أي مكان يحلو لنا، وفي أي وقت نريد. وليس هناك شيء بإمكانك فعله لوقفنا”.

وتحت عنوان “مدى الطائرات الروسية في الشرق الأوسط” أكد مركز ستراتفور أن “روسيا- من موقعها في اللاذقية- تستطيع ضرب أهداف تنظيم الدولة في العراق، رغم أن القيام بذلك على نحوٍ فعال قد يتطلب نشر المزيد من الموارد”.

مضيفًا: “هذه الأهداف المتواجدة في العراق تقع- حرفيًا- ضمن المدى الذي يمكن الوصول إليه عبر الأصول البحرية الروسية في بحر قزوين، وطائرة الهجوم الأرضي سو-24 فنسر، والمقاتلة-القاذفة سو-34 فولباك المتمركزتين داخل قاعدة باسل الأسد الجوية في سوريا”.

كارثة جيوسياسية

مارك ثيسين كانت له إطلالة أخرى في معهد أميركان إنتربرايز بعنوان “لماذا لا ينبغي أن نترك روسيا تحارب تنظيم الدولة”، منتقدًا ما قاله دونالد ترامب: “اتركوا روسيا تتخلص من تنظيم الدولة. لماذا نهتم بحق الجحيم؟”.

وأضاف: “إنه سؤال عادل. ما الضرر الذي يلحق بنا إذا تركنا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخوض هذه المعركة بدلا منا في سوريا؟ ليجيب: الكثير من الضرر”. مضيفًا: “بعبارة أخرى، يعتبر التدخل الروسي في سوريا كارثة جيوسياسية للولايات المتحدة. 

ومن بين الإجابات التي قدمها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في حواره مع فرانس 24، سلط معهد أميركان إنتربرايز الضوء على اتهام “العبادي” لأوباما بعدم امتلاك “نية” لخوض معركة ضد تنظيم الدولة، وشكواه من أن الرئيس الأمريكي فشل في توفي القوة الجوية الهائلة التي وعد بها. ورغم أنَّه لم يناقش بعد مسألة التدخل الروسي في بلاده لتوجيه ضربات ضد تنظيم الدولة، إلا أنه لم يستبعدها في حواره. 

القوات المحلية

وتحت عنوان “الجيش الأمريكي والتصدي لتنظيم الدولة”، نشر ميدل إيست إنستيتيوت تحليلا لـ توماس لينش، رجَّح أن الجهود الأمريكية المناهضة لتنظيم الدولة بدأت تؤتي ثمارها وتعطل تمدد التنظيم، مستشهدًا ببعض الإحصائيات، منها: تقلص الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة بنسبة 25% مقارنة مع ذروة تمدده في أوائل خريف 2014، حسبما كتب دان بايمان وجنيفر وليامز في فبراير 2015. 

مستدركًا: “لكن الوقت وحده كفيل بإثبات ما إذا كانت القوات المحلية قادرة في الواقع على الاستفادة من هذا الاضطراب لهزيمة وتفكيك التنظيم”. 

وتحت عنوان “عملاء إيران العراقيون الشيعة يعززون انتشارهم في سوريا” نشر المرصد السياسي في معهد واشنطن تحليلا للباحث في جامعة ميريلاند، فيليب سميث، أشار إلى تكشيف عملاء إيران العراقيون الشيعة عمليات التجنيد والانتشار التي يقومون بها في إطار الحرب السورية، بينما كانت موسكو ترسل طائرات متطورة ومركبات مدرعة وغيرها من العتاد”. 

بطلة عراقية

من جانبه أعاد مجلس العلاقات الخارجية نشر مقالٍ ظهر في مجلة نيويوركر بعنوان “مديحة الموسوي.. بطلة عراقية”، يستعرض جهود المرأة التي تبلغ من العمر 44 عاما في إيواء النازحين داخل مبانٍ غير مكتملة ومدارس وقاعات الكنائس والمعاهد الشيعية، وإنهاء الأوراق اللازمة لأية مساعدات مالية حكومية يمكن أن يكون هؤلاء مؤهلين للحصول عليها. هذا هو مبلغ سلطتها كعضوة مجلس، لكن هذا ليس كل ما تقوم به. فبعد انتهاء يوم عملها الرسمي، في الثانية ظهرا، يبدأ دوام “مديحة” الثاني، بلا أجر؛ لتوزع المعونات والمساعدات على الأشخاص الذين تأويهم (إلى جانب آخرين). هي لا تموِّل الجهود الإغاثية، لكنها تجد الأشخاص الذين يمكنهم القيام بذلك. ولديها شرطان للمانحين المحتملين: (1) أن يرافقها المانح (أو ممثله) للوقوف على الاحتياجات، وأين تذهب الأموال. (2) وألا يكشف عن انتماءاته السياسية أو الدينية. قائلة: “إذا رغبتَ في العمل معي، فأنتَ عراقيّ. دع كل الأشياء الأخرى جانبا، وتعال معي، لنعمل سويًا”.

خمسة خيارات

وتحت عنوان “خمسة خيارات أمام الولايات المتحدة في سوريا” نشرت مؤسسة راند مقالا لـ براين مايكل جنكينز، استهله بالقول: مع استمرار النقاش المحتدم في واشنطن حول نجاح أو فشل الاستراتيجية الأمريكية في سوريا والعراق، وعمل الحملات الانتخابية بكامل طاقتها، كثرت المقترحات المتعلقة بكيفية الرد الأمريكي على التدخل الروسي في الحرب الأهلية السورية. 

والمقترحات الخمسة هي:

(1) المواجهة: يرى كثيرون أن الرد الأمريكي يجب أن يكون قويا، ويتضمن نشر قوات على الأرض. وتذهب بعض المقترحات الأكثر طموحا إلى نشر قرابة 25 ألف جندي أمريكي في العراق (على افتراض سماح بغداد بذلك)، وإرسال 10 آلاف آخرين إلى سوريا. كما يمكن أن تشمل الخطوات الأكثر واقعية إعلان منطقة حظر جوي على الحكومة السورية أو الضربات الجوية الروسية بحراسة أمريكية لمنع موسكو من اختبار مدى التصميم الأمريكي. 

(2) مؤتمر دولي للسلام. وهو الخيار الذي يبدو أنه ولد ميتًا. بيد أن الولايات المتحدة الراغبة في رحيل الأسد فورًا، يمكن ان تقبل تسوية شاملة تُتَوَّج برحيله في نهاية المطاف، وتنصيب حكومة جديدة قادرة على الوصول غلى تسوية مع المتمردين واستعادة سيطرتها على كامل التراب الوطني السوري.

(3) وقف إطلاق نار تدريجي. فبدلا من اتفاق ينهي الحرب الكبر، بإمكان الولايات المتحدة دعم سلسلة من عمليات وقف إطلاق النار المحلية. وهو الخيار الذي يعني تقسيم سوريا فعليا إلى كانتونات مع ترك الأطراف المسلحة في مواقعها. 

(4) زيادة الدعم الأمريكي لقوات المتمردين من غير تنظيم الدولة، بعد تخفيف تدقيقها الصارم الذي لم يؤدي حتى الآن إلا إلى تحجيم الدعم الأمريكي. ويمكن إقناع ملكيات الخليج، التي تدعم المتمردين حاليا، بفعل ما هو أكثر من ذلك. وسيكون الهدف ببساطة وضع المزيد من الأسلحة والذخيرة في أيدي المتمردين، وقبول أن بعض هذه الإمدادات ستنتهي في أيدي الجهاديين، آملين ألا يكون من بينهم تنظيم الدولة، الذي سيبقى الهدف الحصري لغارات قوات التحالف.

(5) الاحتواء. ويبدأ هذا الخيار بفرضية أن الولايات المتحدة لها أهداف محدودة في سوريا والعراق، وقدرة محدودة على صياغة الأحداث في هذين البلدين دون تقديم التزام عسكري كبير. 

مستقبل كردستان

وتحت عنوان “مستقبل كردستان” نشر معهد واشنطن تحليلا لـ مايكل نايتس، خلص إلى أن “كردستان إذا أصبحت أمة بحكم الأمر الواقع أو بحكم القانون، فسيتوجب عليها في النهاية مواجهة التحديات التي تواجهها جميع الدول التي تعتمد على النفط ألا وهي: الحاجة إلى تنويع اقتصادها وخلق وظائف جيدة، والعيش في حدود إمكانياتها كوسيلة لحماية نفسها من تقلبات أسعار النفط”. 

مضيفًا: “إن هذه المعركة من أجل النضوج الاقتصادي والانضباط والشفافية ستكون نضالا يخوضه جيل بكامله يساوي في الصعوبة الحملة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”. ولكن فقط عن طريق تخطي التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية في وقت واحد يمكن لكردستان العراق أن تكون قوية ومستقلة وتتخذ الخطوة التالية (لنجاح) تنميتها الوطنية”.

وفي مركز بروكنجز أشار لؤي الخطيب إلى أن حالة الاضطراب التي تعيشها كردستان، والضربة القوية التي تلقتها الحكومة نتيجة تدهور أسعار النفط، والضغوط التي يمارسها الناشطون للكشف عن مصير عائدات النفط المفقودة، وانتهاج سياسة أكثر شفافية. 

وهو الوصف الذي اعتبره الكاتب جدير بإصابة من يبشرون بقصة نجاحٍ كردية مذهلة، أمثال توماس فريدمان، بالصدمة. لدرجة أنّ التحديات التي تواجه بغداد تبدو مرحة حين تقارن بالاضطرابات السياسية الكردية”. 

مستقبل اللاجئين

تحت عنوان (هل يصبح لاجئو اليوم “الفلسطينيون الجدد”) نشرت مؤسسة راند مقالا لـ براين مايكل جنكينز، أشار إلى أن صراعات سوريا والعراق تمخضت عن أعداد ضخمة من اللاجئين تفوق ما أسفرت عنه الحرب التي شنتها إسرائيل في عام 1948 وبعد حرب 1967، بل تربو على ما تمخضت عنه الحرب العالمية الثانية. 

وذكر الكاتب أن العراق يضم 3.6 مليون مشرد في الداخل، مع استمرار هذه الأعداد في الازدياد في ظل محاولة القوات الحكومية والمليشيات الموالية لها، ومعظمها شيعية، في استعادة المدن التي سيطر عليها تنظيم الدولة، والتي تسكنها أغلبية سنية. 

وحذر جنكينز من أن هؤلاء اللاجئين يشكلون تهديدا لاستقرار المنطقة، ويثيرون مخاوف أمنية فيما هو أبعد من ذلك. مستدركًا: “هذه ليست حجة لغلق الأبواب في وجه اللاجئين، لكن النوايا الحسنة وحدها لا تكفي. وإذا كان المجتمع الدولي يريد تجنب ظهور “فلسطينيين جدد” تستمر أزمتهم لعقود قادمة، يتعين عليه صياغة نهج أكثر تماسكا”. 

وفي سياق متصل، كشف استطلاع رأي أجراه مركز بيو أن غالبية الأتراك يريدون تقليل عدد الاجئين السوريين والعراقيين الذين يعبرون حدودهم. حيث أعرب ثلثي المستطلع آراؤهم من الأتراك بتأييد هذا الرأي، في مقابل 8% أعربوا عن استعدادهم لاستقبال المزيد من اللاجئين، في حين قال 13% إنهم يرغبون في الحفاظ على مستوى التدفق الحالي دون تغيير. 

 

وتحت عنوان “الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي: الاندماج هو التحدي طويل الأمد”، قال مركز ستراتفور: “في الأشهر المقبلة، من المرجح أن يشتد عزم أوروبا لوقف موجهة الهجرة، فتتخذ خطوات طويلة الأمد في هذا السياق. لكن هذا الموقف سيكون غير ذي معنى بدون اتخاذ تدابير إضافية لدمج الأشخاص الذين وصلوا بالفعل، والذين سيصلون بلا شك في المستقبل”.

 

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم مراكز أبحاث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

الشرق الأوسط بعيون مراكز الأبحاث العالمية في أسبوع

احصل على تقاريرنا حصريًا الآن: info@worldinarabic.com …