الرئيسية في العمق الذكرى الثانية لسقوط الطائرة الروسية.. كيف حال السياحة المصرية؟

الذكرى الثانية لسقوط الطائرة الروسية.. كيف حال السياحة المصرية؟

1 second read
0

بغروب شمس يوم 31 أكتوبر 2017، يكون قد مرّ عامان على تحطُّم طائرة الركاب الروسية من طراز إيرباص إيه 321 أثناء القيام برحلتها رقم 9268 من منتجع شرم الشيخ- مصر إلى سان بطرسبورج-روسيا، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها: 224 شخصًا (217 مسافر و7 من الطاقم).

مرّ عامٌ تلو الآخر، ولا يزال سبب تحطم الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء المصرية سرًا يكلله الغموض، والأهم: تستمر الآثار السلبية المترتبة على الحادث في الإضرار باقتصاد مصر وتحديدًا قطاع السياحة الحيويّ.

ولا غروَ، فعدد القتلى الكبير حجز لحادث متروجيت مكانًا على رأس الكوارث الأكثر دموية في مصر، متجاوزا حادث تحطم طائرة البوينغ 737 كلاسيك أثناء قيامها بالرحلة رقم 604 التابعة لـ فلاش آير لاينز في عام 2004.

قلق عائلات الضحايا

بعد عامين من الهجوم، لم يجد أسر الضحايا بُدًا سوى تقديم التماسٍ إلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بعدم استئناف الرحلات الجوية من وإلى مصر؛ لحين الانتهاء من التحقيق، رغم أن هناك أخبار منشورة منذ يوليو 2016 تؤكد انتهاء التحقيق في أسباب السقوط.

ونقلت وكالة أنباء ريجنوم الروسية غير الحكومية عن أحد أقارب ضحايا الطائرة الروسية قوله إن هناك أشخاصا متورطين فى حادث تحطم الطائرة، وأن التحقيق ليس فقط حول ما حدث على متن الرحلة ولكنه يتعلق أيضا بما حدث فى المطار. كما أعرب عن قلقه من أن مصر لم تقدم معلومات عن التحقيق.

تغطية انتقائية

لكن مثل هذه التصريحات النقدية التي نقلها موقع ميدل إيست مونيتور إلى الإنجليزية لن تجدها منشورة في وسائل الإعلام المصرية، على الرغم من أنها معتادة على ترجمة ونقل ما تنشره هذه الوكالة الروسية تحديدًا.

لكن ما تنقله وسائل الإعلام المصرية يقتصر على الآراء المتفائلة من نوعية: “تحسن وضع مصر الاستراتيجي في عهد السيسي”، و”زمن الفراعنة يعود في الشرق الأوسط”، و”تعاطف شخصي مع السيسي وترامب”.

تأهُّل مصر لكأس العالم

صحيحٌ أن وصول مصر لكأس العالم لكرة القدم فتح شهية بعض شركات السياحة لتنظيم رحلات إلى روسيا، حسبما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية عن نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية في مصر مصطفى خليل.

لكن خليل يستدرك: “لا أعتقد أن وصول مصر للمشاركة في بطولة كأس العالم سوف يكون له تأثير على إجراءات استئناف حركة الطيران”، مشيرًا إلى “استمرار عدم وجود طيران مباشر بين البلدين”.

حملة إعلامية ترويجية

تشارك وسائل الإعلام المصرية في هذه المهمة بأخبار ترويجية، مثل: “دفع 1295 جنيه.. خد تأشيرة روسيا لتشجيع الفراعنة فى بطولة كأس العالم”، والإعلان عن عروض “شركات السياحة” لمشجعي المنتخب في مونديال روسيا.

ويرجع الاهتمام الشديد بروسيا تحديدًا إلى أنها كانت تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد السياح القادمين إلى مصر قبل فرض حظر طيران بسبب حادثة متروجيت، تليها بريطانيا ثم ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.

“انتعاشة سياحية كبرى”

في هذا السياق الترويجي، تناقلت وسائل إعلام مصرية تصريحًا منسوبًا لمصدر مسؤول في وزارة السياحة المصرية، دون الكشف عن هويته، يتحدث عن “حالة من التفاؤل تسيطر على العاملين في القطاع السياحي الحكومي والخاص خلال الموسم الشتوي الحالي”.

يستند انطباع المصدر المجهول إلى:

– اعتماد بابا الفاتيكان لبرنامج رحلة مسار العائلة المقدسة إلى مصر ضمن برامج الحج للفاتيكان،

– التصريحات الروسية بقرب عودة استئناف الرحلات بين مصر وروسيا، – إضافة إلى وجود وعود بريطانية بقرب رفع حظر سفر السياح البريطانيين إلى شرم الشيخ،

وكلها عوامل “تدل على انتعاشة سياحية كبرى”، على حد قوله.

في العام الثالث بعد حادث الطائرة الروسية، يأمل المصريون أن تتحسن أحوال بلادهم الاقتصادية، ويتمنى العاملون في قطاع السياحة تحديدًا أن يجدوا صدى لهذه التصريحات المتفائلة قريبًا.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …