شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr ترجمة وعرض: علاء البشبيشي نشرت صحيفة الجارديان البريطانية مقالًا للكاتب أوين جونز بعنوان “لن تكون بريطانيًا نصيرًا للديمقراطية طالما تبيع السلاح للطغاة”، يوفر إطلالة سريعة على أكبر الدول التي تتلقى دعمًا تسليحيًا من المملكة المتحدة، وهي إلى جانب روسيا وإسرائيل: المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، وكيف أن هذا وحده كفيل بتبديد كافة الأوهام حول مزاعم دعم سياسة بريطانيا الخارجية للديمقراطية. من المتفهم أن يتركز الاهتمام على الأسلحة البريطانية المرسلة إلى موسكو؛ ففلاديمير بوتين كان يومًا صديقًا للمملكة المتحدة، ومنحه توني بلير غطاءً بينما كان يسوي الشيشان بالأرض، لكنه الآن- بالطريقة الغرائبية التي تتسم بها الخارجية البريطانية عادة- تحوَّل إلى العدو رقم واحد. روسيا وبعد مزاعم ديفيد كاميرون الحاسمة بأن حظر الأسلحة الكامل على روسيا تم نسفه، وكشف مجموعة من النواب أن هناك أكثر من 200 رخصة جاهزة لبيع أسلحة إلى حكومة بوتين- بعد ذلك- يجدر بك أن تتخلَّص من أوهامك إذا كان لديك أدنى شك في أن السياسة الخارجية البريطانية مناصرة للديمقراطية. إسرائيل وحتى الآن أزهقت إسرائيل قرابة 600 نفس في غزة، من بينهم 149 طفلًا، وانتهكت القانون الدولي باستمرار الاستيطان. ولو كانت دولة أخرى هي من فعلت ذلك لنبذها العالم، لكن ليس إسرائيل التي زودتها بريطانيا بقطع الغيار اللازمة لبنادق القنص والطائرات العسكرية والطائرات بدون طيار والأسلحة الصغيرة. السعودية ومن المنطقي أيضًا أن يكون النظام الذي يحكم المملكة العربية السعودية منبوذًا باعتباره أكثر الأنظمة قمعًا على وجه الأرض، ويحظر الأحزاب السياسية والنقابات وكافة أشكال المعارضة، ويحرم المرأة من حقوقها الأساسية. لكنه برغم ذلك كله أكبر سوق للسلاح البريطانية، حيث وافقت الحكومة البريطانية على صادرات بقيمة 16 مليار جنيه إسترليني، تتراوح بين أجزاء مدافع رشاشة ومكونات معدات عسكرية تتعلق بالمتفجرات. البحرين أما النظام الدكتاتوري الذي يحكم البحرين فلا يحظى فقط بغطاء استبدادي سعوديً لمواجهة المحتجين المطالبين بالديمقراطية، بل بتضامن بريطاني حاسم يظهر بوضوح عبر صفقات الأسلحة الخاصة. مصر وفي مصر قتلت الطغمة العسكرية الحاكمة مئات المتظاهرين، وحكمت على كثيرين بالإعدام جماعيًا، وسجنت الصحفيين. ورغم ذلك لا تزال تفخر بأنها تتسلم أسلحة بريطانية بدءًا من البنادق الهجومية وصولًا إلى أجزاء الطائرات العسكرية. سريلانكا وبينما حظيت ساحات القتل في سريلانكا بكل اهتمام وسائل الإعلام البريطانية، حيث قتل قرابة 70 ألفًا من المدنيين التاميل في نهاية الحرب الأهلية عام 2009، لم يردع ذلك تجار السلاح البريطاني. سوريا ووفقًا للنواب البريطانيين، منحت خمس تراخيص جديدة لتصدير مواد كيميائية إلى سوريا يمكن استخدامها لصنع أسلحة، وهو الأمر الذي يثير شكوكًا كثيرة. القذافي وفي السابق باعت بريطانيا أسلحة لمعمر القذافي، سواء قبل عام 1985 أو لاحقًا إبان صداقته مع بلير، حتى أنها وقعت معه اتفاقية تعاون دفاعي في عام 2007. صدام وحين كان أعضاء اليسار البريطاني، مثل النائب العمالي جيريمي كوربين، هم الأصوات الوحيدة التي تعارض نظام صدام حسين القاتل في الثمانينيات، كانت حكومتنا تمنحه السلاح بابتهاج. مساندة الطغاة والجلادين وهكذا يتضح أن الحكومة البريطانية تساند هذه الصناعة التي تسلح الطغاة وتدعمها بسخاء. لكن المملكة المتحدة تعاني من نقص شديد في المهندسين، وبدلًا من تشجيع هذه الصناعة التي تسلِّح القتلة والجلادين، ينبغي عليها تشجيع مشروعات الطاقات المتجددة للمستقبل، وصقل مهارات العاملين في الصناعات العسكرية بهدف إنقاذ الكوكب. وفي هذه الأثناء، تذكرنا تجار الأسلحة في بريطانيا بزيف أسطورة أن المملكة المتحدة داعمة للديمقراطية. وطالما استمرت الحكومة البريطانية في الترويج لهذه السياسة الخارجية وإقرارها، ستبقى حليفًا جديرًا بثقة وصداقة الطغاة والمستبدين. ألا يجعلكَ هذا فخورًا بأنكَ مواطن بريطاني؟! * أوين جونز، هو كاتب ومؤلف بريطاني يساري، من مواليد 1984، يكتب في الجارديان والإندبندنت ونيوستيتسمان.