الرئيسية في العمق إليز هاريس، كيفن جونز: المسيحيون في سوريا والعراق.. ماذا بعد؟

إليز هاريس، كيفن جونز: المسيحيون في سوريا والعراق.. ماذا بعد؟

1 second read
0

ترجمة: علاء البشبيشي

ألقت الحرب في العراق وسوريا بوطأتها على المسيحيين الكلدانيين في منطقة الشرق الأوسط. والآن، يتساءل الأساقفة الكلدانيون، أمثال المطران “بشار وردة” رئيس أساقفة أبرشية أربيل، عما يمكن القيام به لإنقاذ اللاجئين المسيحيين، والحفاظ على إيمانهم في أوقات الشدة. 

يقول المطران “وردة” في تصريحاته لقناة CNA المسيحية يوم 28 أكتوبر: “بالنسبة لي، خطتي هي كيفية مساعدة العائلات المسيحية التي قررت البقاء، (مساعدتهم) على البقاء والعيش بكرامة. هذا هو محور اهتمامي الأكبر، والخطة الكاملة”.

وأضاف: “لأكون صادقًا، لا أستطيع مطالبة أحد بالبقاء. هناك عشرات الأسباب التي تشجع الناس على الرحيل. بينما لا يوجد سبب واحد يحثهم ويساعدهم على البقاء. لكننا نمتلك الأمل والإيمان بأن هذا المجتمع سيبقى، وأن الصلوات التي نتلقاها ستقوى عزيمته- نرجو من الله”.

وكان المطران “وردة” أحد الأساقفة الذين شاركوا في السينودس الكلداني الكاثوليكي الذي انعقد في روما ما بين 24 إلى 29 أكتوبر. 

وأسفرت أعمال العنف التي اندلعت في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وصعود تنظيم الدولة، عن عمليات قتل وتهجير استهدفت العديد من المسيحيين. وتسبب الصراع الوحشي في فرار الملايين، بما في ذلك مئات الآلاف من المسيحيين، من منازلهم. 

هرب كثيرون إلى الأردن ولبنان وتركيا، فيما هُجِّر آخرون داخل وطنهم. وفضَّل النازحون العراقيون الكلدانيون الانتقال إلى أربيل ودهوك. 

يقول رئيس الأساقفة: “الضغوط التي تدفع للهجرة إلى الخارج هائلة. وإذا قُدَّمتَ اليوم تأشيرة للاجئين فلن يرفضوها. لكننا نعلم أن بعضهم سيغادر والدموع تملأ عينيه. ليس الجميع راغبا في الرحيل؛ لأنهم فضلوا البقاء في الوقت الذي كانت فيه إمكانية للذهاب”. 

مشيرًا إلى أن الأسقف الكلداني في لبنان “يبذل قصارى جهده” لرعاية اللاجئين وإقناعهم بالبقاء في الشرق الأوسط. 

وأردف المطران وردة: “المسيحيون العراقيون الذين لا يزالون في الشرق الأوسط تكون عودتهم إلى منازلهم في سهل نينوى والموصل أكثر ترجيحا من غيرهم. لكن عندما يغادرون الشرق الأوسط، يُسدَل الستار على الفصل الأخير من القصة”. 

وأكد أن الكنيسة الكلدانية لا تريد إجبار العائلات على البقاء. لكنها تريد “أن تكون بجوارهم، وحتى مساعدتهم في توفير احتياجاتهم المادية والروحية والرعوية في هذا الوقت العصيب”. 

وحول الجهود التي تبذلها الأسقفية بالتعاون مع مختلف وكالات الإغاثة الكاثوليكية، قال المطران: “كل شيء يتغير، لكننا لا نزال راغبين في توفير احتياجات اللاجئين العاجلة، من مأوى وصحة وتعليم وغيرها من المطالب”.

ويعمل الأساقفة الكلدانيون مع النازحين من الأساقفة ورجال الدين والأخوات من الموصل لضمان توفير الاحتياجات الروحية والرعوية لرعاياهم. 

وتعتبر أربيل، مسقط رأس المطران “وردة”، في إقليم كردستان العراق، من المناطق الآمنة، على الرغم من أنها تشترك في حدود طولها 650 كم مع الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة. 

يقول المطران: “كان ترحيب حكومة كردستان بمثابة مساعدة حقيقية مُنِحَت للاجئين للمسيحيين واليزيديين. لدينا في كردستان قرابة مليون و800 ألف لاجئ”.

وتستضيف الأبرشية نفسها 10300 عائلة مسيحية غادرت الموصل وسهل نينوى، لكن قرابة 3000 أسرة مسيحية غادرت منذ 2014. 

ويقول رئيس الأساقفة: إن العودة إلى الموصل ستكون صعبة جدا. حتى إذا تحررت من قبضة تنظيم الدولة. نحن بحاجة إلى بعض الوقت”. 

وأضاف: “لكن في سهل نينوى وقراه، نعم، يرغب الناس حقا في العودة واستئناف حياتهم. سيكون صعبا، ولن يكون خيارا سهلا. التكاليف والمخاطر عالية، خاصة حينما عندما يكون لديك هذا النوع من الشرخ في جدار الثقة بين المجتمعات. لكني أعتقد أن مهمة الكنيسة وجميع المسيحيين تتمثل في البقاء وبناء الجسور. فعلناها سابقا، وأعتقد أن بإمكاننا القيام بذلك مرة أخرى”. 

مستدركًا: لكن الحوار مع تنظيم الدولة غير ممكن، لأنهم لا يتخيلون أنفسهم في أي موقف حواري. نحن كفار بالنسبة لهم”. 

بدلا من ذلك، يقترح إمكانية تواصل المسيحيين مع ضحايا تنظيم الدولة الآخرين، و”محاولة بناء جسور السلام والثقة”.

في مجمع السينودس الكلداني، تركز مجموعة من الأساقفة على المسائل العملية التي تواجه المشردين داخليا واللاجئين، والتي تشمل: معرفة مواقعهم واحتياجاتهم وأولوياتهم وطرق مساعدتهم وكيفية التواصل معهم. فيما رصد رئيس الأساقفة زيادة في احتياجات هؤلاء لأشخاص. 

وتركز مجموعة أخرى في السنودس على المسائل المتعلقة بالثقافة والهوية، وتشمل أسئلة مثل: كيفية الترحيب باللاجئين ومساعدتهم في الحفاظ على هويتهم، وأيضًا “قضية الوطن”.

كما ناقش مجمع الأساقفة الكلدانيين الأسئلة الطقوسية. حيث يتواجد ثلثي المجتمع الكلداني خارج العراق، وبالتالي يتحدث الجيل الثاني من المهاجرين الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية أو السويدية؛ وهو ما يخلق قضايا طقسية تتعلق باللغة والترجمة والنصوص الرسمية. 

وعادة ما يعقد الأساقفة الكلدانيون مجمعا كنسيًا كل عام، وقد وقرروا تكريس السينودس القادم لمناقشة الطقسية الكلدانية.

 

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم في العمق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: استعادة «الغمر والباقورة».. قمة جبل الجليد في العلاقات الباردة بين الأردن وإسرائيل

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …