الرئيسية إسرائيليات البروفيسور افرايم انبار: الشرق الأوسط سيبقى مصدرًا للإرهاب

البروفيسور افرايم انبار: الشرق الأوسط سيبقى مصدرًا للإرهاب

3 second read
0

الشرق الأوسط سيبقى مصدرًا للإرهاب” هذا هو عنوان تحليل كتبه البروفيسور افرايم انبار، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان ومدير مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية، خلُصَ إلى أن “انهيار النظام العربي، وصعود الإسلام السياسي؛ أدى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط ، وترسيخ كون المنطقة مصدرًا رئيسيًا للإرهاب العالمي”. مُرَجِّحًا استمرار ذلك في المستقبل المنظور، وتواصُل شن “أعمال إرهابية ضد أعداء الإسلام”. 

يضيف “انبار”: حتى الدول الأكثر استقرارا، مثل: إيران وتركيا والسعودية، تُظهِر ميولا إسلامية قوية، وتدعم الجماعات المتطرفة التي تمارس الإرهاب”. مُحَذِّرًا من أن تقبُّل “هذا الوضع المُحزِن؛ سوف يستلزم تغييرا كاملا في النظرة الاستراتيجية الغربية”.

ويلفت البروفيسور الإسرائيلي إلى أن “أول ما أسهم في نمو الإرهاب هو: الاضطراب التاريخي في نظام الدولة العربية. ذلك أن فشل الدول العربية الجديدة نسبيًا في غرس هوية وطنية راسخة (باستثناء مصر، الدولة التاريخية بحق)؛ سمح بانهيار الدول على طول الخطوط العرقية والقبلية والطائفية، وظهور المليشيات المسلحة”.

وتابع: “إن صعود العديد من الدول الفاشلة- وسمته الأساسية: فقدان احتكار استخدام القوة- بدأ قبل الربيع العربي. وخير أمثلة على ذلك: لبنان والعراق والسلطة الفلسطينية والصومال. لكن هذا التوجُّه زادت كثافته مع ضعف الحكومة المركزية في ليبيا وسوريا واليمن، وهي الدول التي تحوَّلت إلى ساحات قتال مترامية، تضم العديد من المليشيات”.

وأردف: “انهيار هياكل الدولة سهَّل أيضًا الحصول على الأسلحة. فالترسانات الوطنية، التي كانت يوما تحت حراسة أجهزة الدولة التي تفككت منذ ذلك الحين،  أصبحت في متناول المليشيات والإرهابيين من كافة الأطياف.

في الواقع، يقاتل تنظيم الدولة باستخدام أسلحة قدمها الأمريكيون للجيش العراقي، في حين يستخدم المسلحون في سوريا أسلحة روسية كان يفترض أن يستخدمها الجيش السوري.

كما أدى انهيار هياكل الدولة إلى تدمير الرقابة على الحدود، والسماح بحرية الحركة للإرهابيين والأسلحة. ذلك أن الفوضى والاقتتال الداخلي الذي صاحب تدمير الدولة أجبر الناس على الفرار بحثًا عن مكان آمن خارج حدود بلادهم، بما يسهل تخفي الإرهابيين ضمن موجات اللاجئين”.

ورأى الكاتب أن هناك اتجاه تاريخي حاسم في الشرق الأوسط غذَّى ظاهرة الإرهاب هو: صعود الإسلام السياسي. حيث أدى ترسُّخ الهوية الإسلامية في المنطقة إلى جعل السكان أكثر عرضة لقبول الرسائل الإسلامية التي صيغت في محتوى تقليدي.

كما استفاد الإسلاميون من عجز الدول العربية عن تقديم خدمات لائقة للمواطنين، عبر تدشين شبكات تعليمية وصحية وخدمات اجتماعية. وهي الاستراتيجية التي أثبتت نجاحا، حيث سمحت لهم بكسب الدعم الشعبي. وحينما سُمِح بإجراء انتخابات حرة في العالم العربي، كان أداء الأحزاب الإسلامية جيدًا جيدًا”.

وانتقل المحلل إلى الحديث عن الدول الخليجية الغنية، قائلا: إن الموجة الإسلامية لا تقتصر على الدول العربية الفاشلة. مستشهدًا بالسعودية، التي أكد أن استقرارها وسلامتها الإقليمية لا ينبغي التعامل معهما باعتبارهما أمرا مفروغًا منه، واتهم المملكة بتصدير النسخة الأصولية من الإسلام (الوهابية) في جميع أنحاء العالم الإسلامي عبر بناء المساجد وتمويل المدارس.

وتطرَّق “انبار” أيضًا إلى قطر، التي قال: “إنها تدعم مجموعة متنوعة من التنظيمات الإسلامية المتطرفة، حتى أنها تستضيف مكتبا سياسيل لحركة طالبان الأفغانية على أراضيها”.

وانتقل الكاتب للحديث عما وصفه بـ الدول العربية “المعتدلة”، لافتًا إلى أنها تخوض اشتباكا مع الإسلاميين. مستشهدًا بمصر، “أكبر وأهم دولة عربية”- على حد وصفه- حيث لا تزال جماعة الإخوان المسلمين “القوة الإسلامية الأكثر فعالية، والوحيدة القادرة على حشد جموع مؤيديها في الشوارع. بالإضافة إلى التمرد الإسلامي الذي تواجهه مصر في شبه جزيرة سيناء”.

ويضيف: أما الدولتان غير العربيتان القويتان في الشرق الأوسط (باستثناء إسرائيل): تركيا وإيران، فهما يُظهِران توجهات إسلامية. متحدثًا عن الطموحات الإمبريالية الفارسية التي تسعى إيران خلفها منذ انطلاق ثورتها الإسلامية عام 1979، وانحدار تركيا بعد الانقلاب الفاشل إلى المزيد من الاستبداد، في عهد أردوغان.

وتابع قائلا: “الغالبية العظمى من المسلمين في المنطقة، غير متسامحين مع الأعمال الإرهابية، لكنهم يلتزمون الصمت إلى حد كبير. وإن كان كثيرون ممن لن يشاركوا في مثل هذه الأعمال يُظهِرون تفهُّمًا حينما يرتكبها الآخرون. الأكثر مأساوية، أنهم يترددون في تحمُّل المسؤولية عن مواكبة مجتمعاتهم للقرن الحادي والعشرين.

وأردف: “يمكن للغرب أن يفعل الكثير لتغيير هذا الوضع. بيد أن التغيير يجب أن يأتي من الداخل. فها هي المحاولة الطموحة لـ”إصلاح” العراق وأفغانستان، استهلكت قدرا هائلا من الدم والمال، لكنها انتهت بالفشل، بما يكشف حدود الهندسة السياسية. فالمنطقة المتعثرة في شباك اتجاهاتٍ تاريخية، مثل تلك التي تشهدها الدول العربية، لا يمكن تغييرها بسهولة”.

وختم بالقول: “هذا يعني أن رياح الشر التي تهب من الشرق الأوسط سوف تحوم في أنحاء العالم لعدة عقود قادمة على الأقل. ويجب على الغرب أن يستوعب هذا التشخيص الصارخ وأن يتكيف معه. هذا سيعني تغييرا في النظرة الاستراتيجية الغربية، وفي سياسات مكافحة الإرهاب التي سيتم اعتمادها”.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم إسرائيليات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: “أحضان إسرائيل مفتوحة للأكراد”.. هكذا يصطاد الحاخامات والمخابرات والساسة في المياه العكرة السورية

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …