تستعرض السطور التالية أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث الدولية عن العراق خلال النصف الأول من شهر نوفمبر (1-15-2015):

تحديات مستقبلية

تحت عنوان “دروس من العراق وأفغانستان: مواجهة تحديات الدفاع المستقبلية” نقل مجلس العلاقات الخارجية عن جانين ديفيدسون قولها: “في رأيي المتواضع، أعتقد أن غزو العراق تبين أنه أسوأ خطأ جيوستراتيجي في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية”. 

وفي سياق سردها لآثار هذه السياسة، أضافت: “أصبح لدينا دول فاشلة تقريبا في العراق وسوريا، والآن ليبيا؛ حيث انتشر تنظيم الدولة، ولا زال يثبت أقدامه. كما نشَّطنا الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة والأكراد والإيرانيين والخليجيين. فيما تواصل داعش نموها بقوة، وتمددها في أنحاء المنطقة وخارجها. يتدفق اللاجئون بأعداد هائلة (قرابة 3 ملايين نسمة من العراق وحده)، وأصبحت إيران أكثر قوة، وزادت حدة التوترات في دول الخليج. فقدنا قرابة 4500 عسكري في العراق، وقرابة 3600 في أفغانستان، بالإضافة إلى 1100 من الحلفاء”. 

وحول الدروس التي يمكن تعلمها من هذا الخطأ التاريخي، أردفت “جانين”: “لا يمكنك التلويح بعصا سحرية وتحويل وضع سيء يقوده الأشراء إلى وضع جيد يقوده الأخيار المنتخبين ديمقراطيا. هذا ليس لأن ذلك يتعذر تنفيذه، ولكن لأنه يحتاج إلى ما هو أكثر من عصا سحرية عسكرية. لذلك لا يمكنكَ ببساطة اقتحام المشهد؛ وكأنك تقتحم منزل شخص ما، وتشعل النار في غرفة المعيشة، وتوزع بخاخات يمتلي بعضها بالبنزين، ثم تقول للجميع: حظًا سعيدًا. أعني أن هذا هو النهج الذي اخترناه في تدخلاتنا وتفاعلاتنا مع الدول المضيفة.

وختمت بالقول: “من أجل ذلك، يعلمنا العراق وأفغانستان أن 90% من هذه الإصلاحات السريعة، الخالية من الخسائر، والتي تنطوي على عمليات عسكرية قصيرة، ليست سوى ضرب من الخيال. أعتقد أننا أقنعنا أنفسنا بعد حرب الخليج الأولى أن هذا هو ما يعنيه التدخل، لكن ما حدث عام 1991 لم يكن سوى حالة شاذة”.

الكوليرا قادمة

“الكوليرا قادمة” تحذيرٌ أطلقه مجلس العلاقات الخارجية نقلا عن تقريرٍ نشره فورين بوليسي، حول تفشي الوباء في أنحاء المنطقة.

وفيما يتعلق بالعراق، قال التقرير: “أصيب ألفي شخص على الأقل بالكوليرا منذ منتصف سبتمبر، ولوثت بكتيريا ضمة الكوليرا نهر الفرات، وربما وصلت إلى نهر دجلة أيضًا”. 

وأوضحت معدة التقرير، لوري غاريت، أن الوباء يزدهر ليس فقط داخل العراق نتيجة الفشل الذريع في بغداد، بل يتجاوز حدود البلاد ليهدد منطقة الشرق الأوسط. 

مضيفة: “بحلول 22 أكتوبر، بلغ عدد ضحايا هذا الوباء رسميًا في شرق أفريقيا والشرق الأوسط 10700 حالة؛ 170 منها في تنزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا والعراق والبحرين وكينيا وجنوب السودان والكويت وإيران والمناطق الكردية، والمناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، على الرغم من أن الأرقام بالتأكيد لا تحكي القصة بأكملها؛ نظرا لظروف الحرب وتدهور الخدمات الطبية في المنطقة”.

بالإضافة إلى ذلك “وصلت درجات الحرارة من جنوب العراق وصولا إلى تركيا إلى مستويات قياسية هذا الصيف، متجاوزة 122 درجة فهرنهايت. كما تعاني المنطقة كلها من حالة جفاف، حيث تراجعت مستويات المياه حاليًا إلى نصف المستوى الموسمي المعتاد في العراق وسوريا”.

تقارير من الجبهة

تحت عنوان “معركة أكراد العراق ضد داعش: تقارير من الجبهة” نشر معهد واشنطن ملاحظات مايكل نايتس زميل “ليفر” في المعهد، ولاهور طالباني رئيس جهاز المخابرات “زانياري” (المعلومات) في كردستان وعضو مؤسس لـ “مجموعة مكافحة الإرهاب”.

خَلُصَ الأول إلى “احتياج الحملة ضد تنظيم الدولة إلى مساهمات أكبر من الجبهة الشمالية. فإذا لا تستطيع الأطراف الكردية أن تتخطى اختلافاتها وتتخذ موقف الهجوم، فإن دعم الائتلاف لها سيتضاءل تدريجيا. إنها مسألة متعلقة بالأداء: إذا استطاع الأكراد المساعدة في استعادة الموصل من خلال عزل المدينة من الغرب والجنوب، سيحصلون على دعمٍ أكبر من الائتلاف. وينطبق الأمر نفسه على القوات الكردية في سوريا إذا اندفعت نحو الرقة”.

فيما نصح الثاني الأكراد بـ “أن يكونوا واقعيين عندما يتعلق الأمر بالدعوة إلى الاستقلال. إن اقتصاد “حكومة إقليم كردستان” في حالة من الفوضى، بينما الوضع العسكري المتعلق (بمكافحة) تنظيم داعش، والضغط المفروض من البلدان المجاورة؛ يجعلان الأمر واضحا بأن الآن ليس الوقت المناسب لمناقشة مسألة الاستقلال. ربما، في المستقبل، ولكن ليس اليوم”.

النصر الأخير

وأعاد مركز بروكنجز نَشْر مقال لؤي الخطيب، الذي ظهر ابتداء في موقع هافينجتون بوست بعنوان “نصر الجلبي الأخير في العراق”، الذي استهله بالقول: “في غضون ساعات من وفاته، أُعلِن على نطاقٍ واسع أنه أحدث تحولا في مسار التاريخ، رغم أنه لم يكن رئيس دولة. رحل جسد الجلبي، لكن روحه تبقى قوية جدًا لدرجة أن كثيرين من منتقديه كثيرًا ما أعربوا عن إعجابهم، وإن على مضض، بفكره ونشاطه الأسطوريين”.

وفي الختام قال الخطيب: “سوف يستمر المؤرخون، بلا شك، في مناقشة الحلقات المعقدة من حياته (الجلبي)، لكن العديد من العراقيين مغرمون ببه كثيرًا، وبوفاته يبدو أن أسطورته ستنمو. كما أنه حصل على تكريمٍ غير مسبوق، باعتباره سياسيًا ليبراليًا وضع حجر أساس الدولة العراقية المدنية الديمقراطية. صحيح أن الجلبي خاص معارك عديدة، لكن هذا كان نصره الأخير”.

إرث من الأكاذيب

في السياق ذاته، نشر مركز جلوبال ريسيرش تقريرا مطولا للمراسل الاستقصائي روبرت باري، تحت عنوان “حرب العراق والمحافظون الجدد وإرث أمريكا من أكاذيب الجلبي”، استهله بالقول: “المسئولون الحكوميون الذين شنوا حرب العراق في 2002-2003، مغرمون بادعاء أنهم ببساطة تعرضوا لخديعة المعلومات الاستخباراتية الخاطئة، لكن العملية لم تكن بهذه البساطة. في الواقع، كان هناك مخطط لإغراق أجهزة المخابرات الأمريكية بمعلومات خاطئة، ومن ثم الضغط على المحللين لعدم الإعراب عن شكوكهم المهنية. بعبارة أخرى، أصبحت الدعاية هي شعار اللعبة، وهي العملية الخطيرة التي لا يزال مفعولها ساريًا حتى اليوم”.

وأضاف: “اليوم يمكنكَ رؤية عملية مماثلة، حيث تعتمد إدارة أوباما على “الاتصالات الاستراتيجية”- مزيج من العمليات النفسية، والدعاية، والعلاقات العامة- لتحقيق أهدافها الاستراتيجية الرامية إلى تغيير النظام في سوريا، والإبقاء على نظام معادٍ لروسيا في أوكرانيا، وتصاعد الأحقاد ضد روسيا”. 

وأردف: “عند وقوع أحداث محورية- مثل: هجوم غاز السارين الذي وقع خارج دمشق يوم 21 أغسطس 2013، أو عمليات القنص التي شهدتها كييف في 20 فبراير 2014، أو إسقاط الطائرة الماليزية يوم 17 يوليو 2014 فوق شرق أوكرانيا- تنشط آلة الدعاية في استخدام هذه الحوادث لتشويه سمعة أعداء الولايات المتحدة، وتعزيز أصدقائها”. 

وختم التقرير بالقول: “هكذا أصبحت الحقيقة هي الضحية المعتادة لـ”حرب المعلومات”. حيث تعرض الشعب الأمريكية لسلسلة من الخدع باسم “الأمن القومي”، وتم التلاعب به لإقحامه في المزيد من الصراعات والإنفاق العسكري”.

“الجلبي” القادم

لكن وجهة نظرٍ أخرى، مخالفة لما سبق، نشرها مركز بروكنجز، وعبر عنها كينيث بولاك، قائلا: “كرهتُ أحمد الجلبي. التقيتُه أول مرة بعد حرب الخليج عندما كان لا يزال يعمل لحساب وكالة المخابرات المركزية. لا أذكر على وجه الدقة هل كان ذلك عام 1992 أو 1993. 

أتذكر فقط أن تعليقي الفوري بعد لقائه كان رغبتي في الاغتسال. لم أستطع تصديق أننا كنا نعطيه المال ليحاول الإطاحة بصدام حسين. كان شديد التزلف، ويتسم بازدواجية واضحة، وخادما لمصالحة الشخصية، ولم أستطع فهم السبب الذي قد يدفع أي شخص لشراء ما يحاول هذا الرجل بيعه”.

وأضاف “بولاك”: “غزت الولايات المتحدة العراق على أمل (حسب زعمها بالتأكيد) إصلاح الشرور التي أحدثها طغيان صدام، وتحويل العراق إلى دولة ديمقراطية ومستقرة وموالية للولايات المتحدة. لكنها بدلا من ذلك، خلفت وراءها دولة طائفية وغير مستقرة، الكلمة العليا فيها لإيران”. 

وختم مقاله بالقول: “ركب أحمد الجلبي هذه الموجة من البداية إلى النهاية. ربما لا يمكننا إلقاء اللوم عليه للقيام بذلك، لكن ربما سوف نتذكره حينما يظهر رجلٌ آخر يشبهه”.

توصيات “راند” 

وتحت عنوان “تنظيم الدولة الذي نعرفه” نشرت مؤسسة راند بحثًا أعده 

هوارد شاتز، وإرين-إليزابيث جونسون، استهلاه بتأكيد أن “المجموعة التي تطلق على نفسها اسم “الدولة الإسلامية” تشكل تهديدًا خطيرًا، ليس فقط على العراق وسوريا، لكن على المنطقة والولايات المتحدة وشركائها في التحالف العالمي”. 

وأوصى البحث بما يلي:

– يجب أن يجرد التحالف تنظيم الدولة من مواردها المالية.

– يجب أن تستهدف أي خطة متماسكة ضد التنظيم القضاء على قيادته، والقيادات المحتملة. 

– من الضروري انتهاج استراتيجية أفضل بمجرد دحر التنظيم خارج إحدى المناطق. وبعد هزيمته، يتطلب الأمر تواجدا مكثفا للشرطة أو القوات للعمل مع المجتمع، وكسب ثقته، ومواجهة عودة ظهور التنظيم. 

– لا تزال القوة الجوية أداة إضافية هامة ضد تنظيم الدولة. 

– لهزيمة تنظيم الدولة؛ من الضروري التوصل إلى تسوية سياسية مع السكان السنة في العراق وسوريا”.

متاهة سياسية

في مقالها الذي أعاد مركز بروكنجز نشره نقلا عن موقع Lawfare، رأت دنيس ناتالي أن ما تشهده كردستان العراق، حالة جمود، وليس تأسيس دولة، قائلة: “يعيش الأكراد في منطقة غير ساحلية، لا تزال تعتمد على بغداد، وبشكل متزايد على تركيا وإيران. تمخضت هذه التبعية عن تحالفاتٍ لم يتوقف أثرها فقط على إبقاء الحدود مفتوحة، ولكنها أخضعت الأحزاب الكردية المختلفة لرعاية خارجية بهدف موازنة السلطة داخل إقليم كردستان”. 

وأضافت: “ليست حكومة إقليم كردستان هي التي ستعلن الاستقلال من جانب واحد، وهو ما سيكون له آثار عديدة على المنطقة، لكن دولتين إقليميتين تتمتعان بالقوة والحزم، هما تركيا وإيران، هما اللتان ستؤثران على مسار إقليم كردستان”.

وختمت ” ناتالي” بالقول: “ما لم تتغير هذه الظروف جذريًّا، سيستمر إقليم كردستان في قلب المتاهة السياسية، بموازاة سعيه لتعزيز مصالحه في ظل دولة عراقية ضعيفة”.

كبح جماح إيران وداعش

تحت عنوان “التحرك الآن يمكن أن يعكس مسار استيلاء إيران-تنظيم الدولة على السلطة في العراق” نشر معهد واشنطن تقريرًا لـ روبرت فورد، سفير أمريكا السابق في سوريا، وجيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في العراق وتركيا، خَلُص إلى أن “بإمكان الولايات المتحدة مساعدة أصدقائها العراقيين وزيادة الاستقرار، بدءاً من إطلاق حملة سريعة وأكثر فعالية ضد تنظيم الدولة، مرورًا بتعزيز المساعدة لحكومتي بغداد وأربيل. ولكن إذا لم يحدث بذلك، ستكون الآثار المترتبة على النظام الإقليمي مخيفة”.

وختما بالقول: “إن الحفاظ على عراق موحد وموالٍ للولايات المتحدة يصب في المصلحة الحيوية للولايات المتحدة. وفي صلب الحفاظ على هذه المصلحة تكمن حملة أكثر جرأة ضد تنظيم داعش. وبصرف النظر عن أي عمل عسكري، ينبغي على الولايات المتحدة أن تركز على عدد قليل من الأهداف الهامة، لمساعدة بغداد والعرب السنة على التوصل إلى اتفاق متفق عليه بصورة متبادلة، والتخفيف من بعض الأعباء المالية التي ترهق الأكراد، وذلك يكون بشكل عملي أكثر من خلال المساعدة بدفع تكاليف اللاجئين والمشردين داخلياً وتوفير الأسلحة التي تحتاجها أربيل، وعدم تجاهل مشاكل الحكم الداخلية بل تحفيز بغداد وأربيل على معالجتها من أجل تعزيز الاستقرار على المدى الطويل”.

الإدماج الاقتصادي

تحت عنوان “الإدماج الاقتصادي يمكن أن يساعد في منع التطرف العنيف في العالم العربي” نشر مركز بروكنجز مقالا لـ حافظ غانم رأى فيه أن “الوقت حان لكي تركز الحكومات العربية وشركائها الدوليين على الاقتصاد، وبناء مؤسسات شاملة. أما التركيز الحصري على المسائل السياسية الخلافية والهوياتيّة منذ بدأ الربيع العربي في أواخر عام 2011، فقد أسهم في الوعكة الحالية”.

وأضاف: “لن يتحقق السلام والاستقرار والديمقراطية في العالم العربي إلا إذا اندمج كافة المواطنين العرب- خاصة الشباب- في الاقتصاد والمجتمع داخل بلدانهم، وشعروا بأن أصواتهم تُسمَع في مختلف مؤسسات الحكم”. 

وأردف: “يمكن تفسير الاضطرابات التي يموج بها العالم بالعربي- ولو جزئيًا- من منظور الإحساس بالظلم الاجتماعي. ومع نمو وازدهار المجتمعات العربية، تشعر مجموعات كبيرة (ربما الغالبية من السكان) بأنهم لم يحصلوا على نصيبهم العادل. بينما تجني نخبة صغيرة من رجال الأعمال والجماعات المرتبطة سياسيا أكثر الثمار، ناركين الغالبية العظمى من الشباب وسكان الريف والمرأة في مؤخرة الرَّكب”.

إسعافات أولية

وتحت عنوان “إسعافات أولية لـ سوريا” نشر مركز أتلانتك كاونسل تقريرًا لـ أشيش كومار سين، استهله بترجيح فريدريك هوف، الذي عمل سابقًا مستشارًا خاصًا لإدارة أوباما فيما يتعلق بالانتقال في سوريا، أن “قرار الولايات المتحدة بنشر قوات العمليات الخاصة لن يغير الوضع إلى حد كبير”. 

مضيفًا: “إنها نوع من الإسعافات الأولية، على الرغم من أنها قد تكون إسعافات مفيدة. وتعود أهمية هذا الإعلان إلى أنه يدشن سابقة لنشر القوات الأمريكية في سوريا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الأسد في عام 2011. وإن كان المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، إن القوات الأمريكية سوف تدرب وتقدم المشورة وتساعد البعثة، ولن تشارك في العمليات القتالية”.

واستدرك: “بيد أن القوات الأمريكية شاركت في عملية واحدة على الأقل في سوريا سابقا. وأسفرت هذه العملية عن مقتل أبو سياف، القيادي البارز في تنظيم الدولة، واعتقال زوجته”. 

وأردف: “يأتي هذا التحول في الاستراتيجية الأمريكية بموازاة اتخاذ روسيا وإيران موقفًا أكثر بروزًا في محاربة أعداء نظام الأسد، بما ذلك الجماعات المتمردة السورية التي تدعمها الولايات المتحدة، وهو ما يثير قلق واشنطن”.

باقية وتتمدد

وتحت عنوان “صعود داعش: “باقية وتتمدد” نشر معهد واشنطن الملاحظات التي قدمها كلا من: جوبي واريك, ويل ماكانتس, و هارون زيلين، والتي خلصت بالترتيب إلى:

– “اليوم، ومع توسّع تنظيم الدولة في السيطرة على الأراضي، فإنه يكتسب المزيد من عائدات الضرائب والنفط والآثار وتجارة الرقيق. لكن قد تظهر صعوبة في هذا الإطار، إذا أصبحت المعاشات المخصصة لأُسر المقاتلين الذين قضوا في ساحة المعركة عبئا ماليا لا يمكن تحمله. وقد تُلزِم هذه العوامل التنظيم على توسيع قاعدته الضريبية باستمرار، ومع ذلك يصعب تعطيل آليات التمويل الذاتي التي يتمتع بها”.

– إن نهج الولايات المتحدة السابق في العراق خلال “صحوة الأنبار” يشكل أيضا العامل الرئيسي لهزيمة تنظيم داعش في الوقت الحالي. ويجب أن يكون دعم العشائر العربية السنية نقطة محورية في أي استراتيجية لمواجهة الجماعة، وهو شرط يستثني بالتأكيد إيران وروسيا من أي تحالف قابل للاستمرار ضد تنظيم الدولة.

– يتّبع تنظيم الدولة نمطا في توسيع السلطة وتطويرها وتوطيدها. وعلى الرغم من أن هذا النهج كان في البداية عبارة عن عملية مؤقتة تتكيف حسب الظروف، إلا أنها تتم الآن بشكل منهجي، وهذه البيروقراطية تسمح للتنظيم بالعمل باستمرار عبر المحافظات المختلفة وبين الأراضي والمناطق الرئيسية وتلك الواقعة في المحيط الخارجي. وفي حين تتم بعض الخطوات في آن واحد، غالباً ما تكون هذه العملية عبارة عن تقدم خطي متسلسل: العمليات الاستخباراتية، تليها العمليات العسكرية، وأنشطة الدعوة وأنشطة الحسبة (الشرطة الأخلاقية وحماية المستهلك) والحوكمة.

زيادة الدعم لـ”العبادي”

تحت عنوان “تسريع الحملة: كيفية البناء على التقدم المُحرز وتجنُّب أي جمود في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، خلُصَ مايكل نايتس عبر مقاله المنشور في معهد واشنطن إلى أن “خصوم الولايات المتحدة، المدعومين إيرانًا، وأيضًا خصمها الروسي، يريدون أن يوجهوا لها ضربة حاسمة في المدى القريب قبل أن تتمكن من مساعدة حلفائها على كسب المزيد من الانتصارات. لذلك، على أمريكا الآن زيادة من دعمها للعبادي، وكسب المزيد من النفوذ”.

وذكر “نايتس”: أن “قادة الميليشيات الشيعية العراقية تمارس الضغوط على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من خلال الإصرار بشكل متزايد على استبدال الائتلاف بتحالفٍ روسي إيراني سوري ضد التنظيم”.

مضيفًا: “في حين أن الميليشيات المدعومة من إيران تفرض مطالب عدوانية متزايدة تهدف إلى تقليص دور الولايات المتحدة، على العبادي وأنصاره إرسال إشارة واضحة تدل على التزام متبادل”.

تداعيات قمع الإعلام

وتحت عنوان “التداعيات غير المقصودة نتيجة قمع وسائل الإعلام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” نشر مركز بروكنجز تقريرا لـ سارة يركس استهلته بالقول: “لطالما استخدم المستبدون العرب الصحافة لإسكات المعارضة، لكن الدولة مارست مزيدًا من الضغط خلال الأشهر الأخيرة على الإعلام التقليدي والرقمي في بلدان لم تمثل مفاجئة، مثل: مصر والسعودية، أوأخرى مثلت بعض المفاجأة مثل المغرب وتونس”. 

ورأت “ساره” أنه “في ظل صحافة حرة، وحرية تعبير- ولو محدودة- يشعر المواطنون بمزيد من الثقة في الدولة والنظام القضائي على وجه الخصوص. وتوفير منفذ شرعي للمواطنين كي يعبروا عن آرائهم يساهم في استقرار الدولة وليس تقويضها”. 

وأضافت: “حان الوقت ليدرك القادة العرب أن تضييق الحناق على وسائل الإعلام لا يحقق النتيجة المرجوة. وفي حين قد تتسبب حرية الصحافة في بعض الألم للقيادة السياسية أحيانًا، إلا أنها على المدى الطويل يمكن أن تعود النفع ليس فقط على المواطنين ولكن أيضا على الدولة، وربما حتى على القادة السياسيين أنفسهم”.

 

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم مراكز أبحاث

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

الشرق الأوسط بعيون مراكز الأبحاث العالمية في أسبوع

احصل على تقاريرنا حصريًا الآن: info@worldinarabic.com …