الرئيسية إسرائيليات حوار آفي يساسخروف مع جبريل الرجوب في موقع walla العبري

حوار آفي يساسخروف مع جبريل الرجوب في موقع walla العبري

2 second read
0

ترجمة: أحمد عبدالمقصود

من رام الله، أجرى آفي يساسخروف حوارًا خاصًا، لصالح موقع “والا walla” العبري، مع جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس جهاز الأمن الوقائي سابقًا.

– الأمل الوحيد؛ دولة فلسطينية.

– بعد سنوات طوال من تأبينه سياسيا، “الحصان الميت” يتحول لثاني أقوى رجل في حركة فتح بعد أبو مازن، ويبدو أنه سيكون وريثه في رئاسة السلطة الفلسطينية.

– “الرجوب”: أحلم بيومٍ يختم لي جواز سفري ضابط فلسطيني. 

الجملة التي سمعتها كثيرا من “الرجوب”– أحد اقوى الشخصيات في السلطة الفلسطينية اليوم– خلال حواري معه هي: “دعنا نتغاضي عن الماضي. لماذا ننبش في الجروح القديمة؟”

الرجوب، أبو رامي، البالغ من العمر 63 عاما، قال هذه الجملة عندما تطرقنا للحديث عن كل الأحداث الدراماتيكية المرتبطة بعلاقته مع إسرائيل، والتي وقعت في الفترة ما بين عام 1960 وحتى بداية العقد الماضي.

بدءا من الاعمال التخريبية التي كان مسؤولا عنها في شابه، وانتهاء بنقل جثمان الجندي مدحت يوسف من مقابر يوسف بواسطة القوات الفلسطينية، حينها كان الرجوب قائد الأمن الوقائي في الضفة الغربية.

لكن يبدو أن حادثا وحيدا في ماضي الرجوب لا يزال يمثل جرحا غائرا لم يندمل حتى اليوم، بل ويؤثر على نشاطه في حركة فتح.

يقول الرجوب: في أبريل من عام 2002، دخلت قوات الجيش الإسرائيلي إلى رام الله ضمن عملية ” الدرع الواقي”. وفي إحدى الليالي، استقبل الرجوب– الذي كان قائدا للجهاز الوحيد الذي هاجم بشكل علني استخدام السلاح ضد إسرائيل– استقبل مكالمة هاتفية من ضابط العمليات خاصته، وأوضح له المتحدث أن مروان البرغوثي، صديقه المقرب، والمطلوب رقم 1 للقوات الإسرائيلية، موجود  في مقر القيادة في بيتونيا غربي رام الله.

أدرك الرجوب للوهلة الأولى أن وجود البرغوثي من شأنه أن يمثل ذريعة لقوات الجيش الإسرائيلي للهجوم على مقر القيادة. ولدهشته، اكتشف الرجوب أن اثنين من كبار رجال السلطة الفلسطينية، وهم محمد رشيد وصديقه المقرب محمد دحلان، هما من أحضرا البرغوثي إلى بيتونيا.

انطلق الرجوب إلى بيتونيا والتقى بالبرغوثي (الذي كان آنذاك حليفه السياسي، بحسب الرجوب). ونجح الرجوب في إقناع البرغوثي بمغادرة بيتونيا حفاظا على أمن وسلامة المتواجدين بمقر القيادة.

يقول الرجوب إنه أقَلَّ البرغوثي بنفسه إلى وسط رام الله، حيث افترق الاثنان هناك. وعندما عاد الرجوب إلى مقر القيادة اكتشف أن قوات الجيش الإسرائيلي قد هاجمتها بالفعل.

يضيف: القيادة بأكملها، جنودها وسجناءها– من رجال حماس والجهاد الإسلامي- خضعوا للقوات الإسرائيلية. في اليوم التالي أدركت حجم المؤامرة التي حيكت ضدي.

صديقه ونظيره في غزة محمد دحلان هاجمه في وسائل الإعلام، وتشارك مع حركة حماس في اتهامه بالتعاون مع إسرائيل، بتسليم رجال حماس إلى المحتل. لكن الحقيقة هي أن دحلان حاول قتل الرجوب سياسيا.

ويبدو أن هذا الأمر نجح بالفعل، لكن بعد بعض الوقت؛ حيث اعتبر  أبو رامي “حصانا ميتا” من الناحية السياسية.

الكثيرون فقدوا الأمل في عودته للسياسة، بل وأبّنوه سياسيا منذ 14 عاما. لكنه أصبح اليوم الشخصية الأقوى في حركة فتح بعد أبو مازن مباشرة؛ حيث نجح في الفوز في انتخابات اللجنة المركزية لفتح، وبالتحديد في المركز الثاني بعد مروان البرغوثي– السجين– وهو ما يجعل الرجوب رقم 1، بل ويجري الحديث عن أنه هو الوريث المحتمل لأبي مازن.

يحظى الرجوب بتأييد شباب حركة فتح، وشيوخها أيضا. ويجدر هنا القول: إن حلفاء الرجوب نجحوا أيضا في الفوز بمقاعد في اللجنة المركزية في الانتخابات الأخيرة. على النقيض لما حدث لحلفاء البرغوثي، الذين فشلوا في انتخابات اللجنة التي ستختار يوما ما رئيس حركة فتح القادم.

حتى يحدث ذلك، قد تقفع الكثير من التطورات. لكن في إسرائيل، والعالم العربي وبالطبع في حركة فتح والأراضي المحتلة، يفهم الناس تقريبا انعكاسات هذا الإنجاز.

استخدام السلاح ضد إسرائيل سبب لنا أضرارا كبيرة 

الرجوب اليوم هو رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطينية، ولد في 1953 في قرية الدورة بالخليل، وهو الأخ الأكبر لـ 13 شقيقا وشقيقة.

كان تلميذا متميزا في دراسته، وقبض عليه في سن الخامسة عشرة من قبل القوات الاسرائيلية بسبب مساعدته لجنود مصريين جاؤوا للمنطقة.

في السجن التقى بالأب الروحي للأسرى الفلسطينيين وأحد كبار رجال حركة فتح أبو علي شاهين، الذي ربى أجيالا من الأسرى الفلسطينيين في السجن الإسرائيلي، وبالتحديد في التعريف بأهمية معرفة العدو الصهيوني ولغته.

وبعد أربعة أشهر أطلق سراح الرجوب، وانضم لمجموعة سرية لحركة فتح والتي كانت تقوم ببعض العمليات في المنطقة.

أصبحت مقاتلا… دربونا على استخدام السلاح

في نهاية 1970 ألقي القبض مرة أخرى على الرجوب، لكن هذه المرة بتهمة التورط في إلقاء قنبلة يدوية على جنود إسرائيليين ( لكن- يقول الرجوب- دعك من هذا، لماذا تنبش في الجروح القديمة؟) وفي هذه المرة حكم عليه بالسجن 15 عاما، كان وقتها في السابعة عشرة من عمره.

تعلمت في السجن اللغتين العبرية والانجليزية، وألفت كتابين، وترجمت كتاب مناحم بيجين “التمرد” إلى العربية.

تعلمت تاريخكم، وقرأت عن التوراة والتوراة الشفوية، وعن الربي عقيفا، وبالطبع عن كل ما هو مرتبط بالحركة الصهيونية.

في هذه السنوات رافقت في السجن كبار الأسرى مثل مروان البرغوثي، قدورة فارس، حسين الشيخ وآخرين. حتى أطلق سراحه في 1985 ضمن صفقة جبريل المعروفة.

خلال سنتين تقريبا، دخل السجن وخرج في اعتقالات إدارية، وفي 1987 تزوج من هبة، زوجته وأم أولاده الأربعة.

في 13 يناير 1988 نُفِيَ إلى لبنان. ومن هناك انتقل إلى تونس، وتم تعيينه مستشارا مقربا لياسر عرفات لشؤون الأراضي المحتلة.

وفي 1994 عاد إلى الضفة الغربية مع عودة السلطة الفلسطينية، ولكن هذه المرة كقائد لفرقة الأمن الوقائي، الجهاز الأمني الأقوى في الأراضي المحتلة.

كنت ضد استخدام السلاح ضد إسرائيل في انتفاضة الأقصى، كنت أنا وأبو مازن الوحيدين اللذين عارضا استخدام العنف أو العمليات التخريبية. اعتقدت وقتها ولا أزال أؤمن بذلك أن هذا قد سبب لنا أضرارا كبيرة. أنا مع المقاومة الشعبية ويجب أن نعمل ضد الاحتلال لكن بدون عمليات تخريبية أو استخدام للسلاح.

المحاور: أي وجه من جبريل الرجوب يجب أن يصدق الإسرائيليون؟ هل هذا الذي قال إنه لو كانت للفلسطينيين قنبلة نووية لألقيناها على إسرائيل؟ أم هذا الذي يقول إنه يعارض الأعمال العدائية ضد إسرائيل؟

الرجوب: لا، لم أقل هذا. ما قلته هو: قبل اتفاقية أوسلو كنا في حرب وكان كل شيء مباحا، وإذا كان لأحدنا قنبلة نووية كان سيستخدمها ضد إسرائيل. لكن منذ توقيعنا على اتفاقية أوسلو تغير كل شيء وانتهى هذا. كل هذه الادعاءات هي تحريض ضدي وحماقات. لم أقل هذا ولا أنوي أن أقول شيئا كهذا.

المحاور: إذا لماذا تقول أن هؤلاء الذين يطعنون الإسرائيليين بالسكاكين شهداء؟

من ناحيتنا كل من يموت وهو يقاتل ضد الاحتلال، وقتل نتيجة لذلك، فهو شهيد. نحن نوقره، ولا نتجاهل حقيقة أنه فعل ذلك من أجل الشعب الفلسطيني. هو ضحى بدمه وبحياته.

الرجوب معروف بعلاقاته المميزة في إسرائيل، في أوساط السياسيين من اليسار، وأعضاء كنيست يهود وعرب، وأيضا رجال أعمال. معارفه في الأوساط السياسية الإسرائيلية تذكرك بالصحفيين الدبلوماسيين في إسرائيل.

أثناء إجراء هذا الحوار استقبل الرجوب عدة مكالمات هاتفية بعضها من أصدقاء ومعارف إسرائيليين.

سألني الرجوب: هل تعرف مطعم الكبيبة في أور يهودا؟ ليجيب:إنهم يصنعون الكبيبة رقم واحد في العالم.

المحاور: إذا قل لي ، ألم تياس من حل الدولتين؟

يجب على الإسرائيليين أن يفهموا أنه ليس هناك حل آخر سوى إقامة دولة فلسطينية. أما عني فليس لي أي خطة شخصية أخرى أسعى إليها. فقط الدولة.

قضيت 17 عاما في سجون إسرائيل، ضحيت بكل شيء، وسأفعل كل شيء من أجل أن يوقع جواز سفري وأنا مسافر للخارج ضابط فلسطيني وليس الاحتلال العنصري. هذا هو حلمي وهذا ما سأقاتل من أجله.

لا تهمني كثيرا الصفات التي توصمونني بها “معتدل” ” متشدد” . أنا مؤمن بحل إقامة دولة فلسطينية ومتشدد حيال ذلك.

الرجوب يحاول أن يبتعد عن وصف ” الوريث”

في كل محاولاتي للحديث عن هذا الموضوع اصطدمت بتهرب من السياسي المخضرم . لكنه قال: ” مروان هو صديق ومن أجلنا جميعا كان وسيظل رمزا قوميا. أنا لا أرى في نفسي رقم اثنين أو عشرين حتى. أنا أعمل وفق المقعد الذي انتخبوني لأجله. أبو مازن هو الوحيد من وجهة نظري الذي يدير فتح والشعب الفلسطيني، وهنا لا يوجد رقم اثنان أو ثلاثة بعده… كلنا نقف خلفه.

لكن ما الذي سيحدث فيما بعد؟

ليس مهما من سينتخب وقتها. المهم هو أن هناك الآن زعيم صاحب تأييد. هو صاحب منصب منتخب. الأقوال بصيغة من سيأتي بعد؟ أو ما على شاكلتها ليست من ثقافتي.

أبو مازن انتخب مجددا لرئاسة فتح، وأنا أتمنى أن يفهم الجمهور في إسرائيل وكل من يؤمن بالسلام رسالة حركة فتح حين انتخبت رئيسا مقتنع برأيه لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وماذا عن دعم فتح؟ ها نحن ذا نرى دحلان ورجاله لم يشاركوا في اللجنة العامة؟

من حضر ومن لم يحضر، هذا ليس مرتبطا بالمؤتمر ونتائجه. المؤتمر أدير وفقا للقوانين والقواعد.

لكن بالفعل، لدينا مشكلة وأنا وأصدقائي في اللجنة المركزية نستثمر كل الوقت لإصلاحها ولاتخاذ كل الاجراءت الإصلاحية المطلوبة من أجل تقوية الحركة.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم إسرائيليات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

محمي: “أحضان إسرائيل مفتوحة للأكراد”.. هكذا يصطاد الحاخامات والمخابرات والساسة في المياه العكرة السورية

لا يوجد مختصر لأن هذه المقالة محمية بكلمة مرور. …