في العمق “معسكر الاستقرار” يتصدّع.. قلق إسرائيلي واستغلال روسي واستفادة إيرانية لـ العالم بالعربية منشور في 8 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr تحت “عنوان التوترات السعودية-المصرية.. الانشقاقات داخل “معسكر الاستقرار” تخدم مصالح إيران” نشر مركز بيجن-السادات للدراسات الاستراتيجية تحليلا أعده العقيد (احتياط) الدكتور عيران ليرمان. “ليرمان” هو أحد كبار الباحثين في المركز، والنائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وعضو هيئة التدريس في كلية شاليم. اليمن وسوريا يخلُص التحليل إلى تأكيد وجود صدع خطير في العلاقات بين السعودية ومصر، تطوَّر على جبهتين: – السعوديون، الذين أصبحت انتفاضة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن قضية وجودية بالنسبة لهم، يشعرون بأنهم تعرضوا لخديعة، لأن مصر لم تلقي بكامل ثقلها في هذه الحملة. – على الناحية الأخرى، تخشى القيادة المصرية أن تصب السياسات السعودية تجاه سوريا في صالح جماعة الإخوان المسلمين (وحليفها في أنقرة)، وكذلك المتطرفين الإسلاميين الآخرين. إيران والإسلاميين يرى الباحث أن قرار وقف شحنات النفط السعودية إلى مصر كان مؤشرًا لا لبس فيه على الخلاف بين دعامتي “معسكر الاستقرار” في المنطقة. هذا الصدع المتفاقم داخل معسكر الاستقرار يجب- حسب نصيحة “ليرمان”- أن يحظى باهتمام كل الذين يسعون إلى احتواء ودحر الخطر الإيراني وصعود الشمولية الإسلامية في أنحاء المنطقة. صيد في الماء العكر سرعان ما تحرَّك طرفٌ آخر للصيد في هذا الماء العكر- على حد وصف الباحث الإسرائيلي- هم الروس؛ الذين يؤيدون وجهة النظر المصرية. يشعر الروس بالتشكك الشديد تجاه السعوديين، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى وفرة إنتاج السعودية في أسواق النفط بما يهدد مستقبل الاقتصاد الروسي. هذا الموقف يفسر تبني روسيا استراتيجيا لمصر، فضلا عن وجود وكيل للسيسي في ليبيا، هو الجنرال حفتر، الذي قام مؤخرا بزيارته الثانية إلى موسكو خلال الأشهر الأخيرة. وهكذا تزداد الروابط الروسية-المصرية قوة بمرور الوقت. صحيح أن القاهرة لا تستطيع التخلص من اعتمادها على المساعدات العسكرية الأميركية، إلا أن تطوير العلاقة مع موسكو هي جزء من حركة التخلي العام عن التحالف الراسخ مع الولايات المتحدة، التي ميزت العلاقات المصرية مع إدارة أوباما منذ عام 2013. طموحات طهران الخطر- ليس فقط على إسرائيل- هو: أن الخلاف السعودي-المصري سيصب في صالح الإيرانيين في اليمن وسوريا وجبهات أخرى، يتابع “ليرمان” تحذيراته. الحرس الثوري لا يخفي الطموحات الثورية الإيرانية، ولا توسيع نفوذه في المنطقة. وهو الآن يرصد معسكر العدو ينقسم إلى نصفين. عواقب الفوضى علاوة على ذلك، يأتي تراجع المساعدات السعودية لمصر في لحظة حرجة. حيث خفض السيسي قيمة الجنيه المصري كجزء من التدابير اللازمة للحصول على قرض صندوق النقد الدولي. كما تتزايد التوترات بسبب نقص السلع الأساسية من حليب الأطفال إلى السكر. والعواقب المحتملة لا يمكن المبالغة بشأنها. وإذا غرقت مصر في الفوضى الاجتماعية والسياسية، فإن الآثار المترتبة على المنطقة وما وراءها لا يمكن تصورها. أولوية ترامب هكذا ينبغي أن يكون على رأس أولويات إدارة ترامب القادمة (أيا من الطرفين، للأسف، ليس لديه ثقة كبيرة في الإدارة المنتهية ولايتها) أن تعمل بجدية لرأب صدع هذا الخلاف. ويختم المحلل الإسرائيلي نصيحته بالقول: على الجانبين- المصري والسعودي- أن يستجيبا للمخاوف المشروعة لكلٍ منهما، وأن يعيدا التماسك لقوى الاستقرار في مواجهة التحدي الإيراني المتزايد.