في العمق وسائل الإعلام الاجتماعية.. بين ثورة مصر وانتخابات أمريكا لـ العالم بالعربية منشور في 2 second read 0 شارك على Facebook شارك على Twitter شارك على Google+ شارك على Reddit شارك على Pinterest شارك على Linkedin شارك على Tumblr كيف يمكن كبح جماح سيطرة الغوغاء على وسائل الإعلام الاجتماعية، وجعلها منصة للتفكير العقلاني، تُعَزِّز التوافق بدلا من الاستقطاب؟ حول هذا السؤال تحديدًا، دار الحوار الذي أجراه موقع هافنجتون بوست الأمريكي مع الناشط المصري وائل غنيم عبر البريد الإلكتروني. حكم الغوغاء تحدث “غنيم” عن الجانب السلبي لوسائل الإعلام الاجتماعية، والذي بدأ يتضح بالنسبة له منذ بدأت وجهات النظر تتعارض بجدية بشأن مستقبل مصر بعد سقوط مبارك. صحيحٌ أن هذا التحوُّل لم يكن نتيجة حدث واحد، لكنه بدأ يلاحظ أن الثورة المصرية التي كانت بلا قائد، تقع تحت سيطرة الغوغاء. وأبرز مظاهر ذلك أن “الأعلى صوتًا كانوا هم الذين يرسمون خارطة الطريق”، على حد وصفه. مضيفًا: “وبدلا من إيجاد رؤية للمستقبل الذي اتفقنا عليه، كنا نساق جميعًا إلى طريق مسدود ترتبت عليه عواقب غير مقصودة نتيجة القرارات العفوية والقائمة على رد الفعل”. صحيحٌ أن شبكة الإنترنت مكَّنت الجماهير، ووفرت لهم وسيلة تواصل لا مركزية، لكن هذا الطراز من “الديمقراطية السائلة” ينقصه مبدأ الجدارة الذي يفرز بين الغث والسمين بالنسبة للمجتمع، كما يقول “غنيم”. / “الواقع المصري أعقد بكتير من رؤى الخير والشر. واللي بنسميه نظام هو في حقيقة الأمر مش كتلة واحدة لكن النظام الحالي هو نتاج تعقيدات سياسية واقتصادية واجتماعية بين مجموعات مختلفة بينها أهداف مشتركة وبينها برضه مصالح متعارضة. لازم الأول نحاول نفهم الواقع كما هو بتعقيداته وحقائقه عشان نعرف نتعامل معاه بشكل صحيح”. (وائل غنيم، 14 مايو 2016) / جزر منعزلة المفارقة الأكبر تكمن في أن الوسيلة التي نقلت بفعالية صرخة التغيير تحوَّلت إلى أداة قوَّضت إمكانية تحقيق هذا الحلم. حدث ذلك ببطء، لكن بثبات، كما رصده الموقع الأمريكي في مقدمة الحوار، من وحي الإجابات التي أدلى بها “غنيم”: “ضخَّمت وسائل الإعلام الاجتماعية ميل الإنسان إلى الارتباط بالأشخاص الذين يشبهونه. وبدلا من الانخراط في الحوار ومحاولة الإقناع والوصول إلى توافق في الآراء، طغت الشعارات التي يتردد صداها فقط في أوساط الأشخاص المتوافقين في الآراء. وإلى جانب خطاب الكراهية والأكاذيب، ظهرت النوايا الحسنة والحقائق. وهو ما رأيناه في حملة مرشح الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، وأيضًا في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت). وحينما ينقسم الجسد السياسي على نفسه، تقوم كل قبيلة بصياغة واقعها الذي اختارته بنفسها، وبالتالي يصبح جدار الانقسام أكثر صلابة، ويتجذَّر الشلل والجمود. ثم تبدو الإجابات البسيطة أو بدائل الرجل القوي الشمولية وكأنها طرق جذابة لخلق النظام من رحم الفوضى”. “ترامب” يحب “تويتر” في السباق الرئاسي الأمريكي، يرى “غنيم” أن دونالد ترامب هو مثال حي للضرر الذي يمكن أن يلحق بالعملية الديمقراطية نتيجة سيطرة الغوغاء على وسائل الإعلام الاجتماعية، التي استخدمها المرشح الجمهوري بفعالية لتجاوز كلا من المؤسسة السياسية والصحافة السائدة. هل كان بإمكانه القيام بذلك قبل عشرين عاما؟ يشكك “غنيم” في ذلك بشدة، قائلا: الاهتمام الذي حصل عليه “ترامب” يرجع أساسا إلى قوة الشبكات الاجتماعية في مواجهة الأحزاب السياسية القديمة والأزمة التي تواجه وسائل الإعلام التقليدية التي تلهث وراء وجهات النظر بغط النظر عن المضمون. وهو ما لخصه ترامب نفسه عبر تغريدة قال فيها: “أنا أحب تويتر….. إنه يشبه امتلاك صحيفتك الخاصة- دون أن تتكبد خسائر”. الجائزة الكبرى في وسائل الإعلام الاجتماعية اليوم، الجائزة الكبرى هي جذب المزيد من المشاهدات للمنشورات. ليحدث ذلك، صُمِّمَ النظام لمكافأة المحتوى الذي يحصل على أكبر عدد من الإعجابات والتعليقات. لماذا يمثل هذا مشكلة؟ يجيب “غنيم”: “قد تسير الأمور على ما يرام إذا شارك الشخص صورة لعائلته أو مغامرته الأخيرة مع أصدقائه. لكن عندما يتبادل الآراء مع الآخرين، فإن المحتوى الذي يجذب الإعجابات أو التعليقات يؤكد تحيزات الناس أو- على النقيض- يثير تعليقات عاطفية للغاية ضد المنشور. هذا يؤدي إلى إزاحة الآراء التحليلية الأقل مداعبة للمشاعر رغم أنها هي التي تضيف فائدة للحوار”.