الرئيسية ماذا بعد؟ مستقبل النظام السوري في عام 2017

مستقبل النظام السوري في عام 2017

5 second read
0

في ظل تسارع الأحداث الإقليمية، تحدث كريس سولومون من منصة جلوبال ريسك إنسايتس مع الأكاديمي الأمريكي جوشوا لانديس، حول مستقبل الحكومة السورية في عام 2017.

“لانديس” متخصص في الشرق الأوسط، وخبير في الشأن السوري تحديدًا، وفي عام 2004، أطلق مدونة بعنوان (Syria Comment)، تركز على الشؤون السياسية والتاريخية والدينية في سوريا.

عاش ضيف الحوار في دول عربية مختلفة، منها: السعودية ولبنان وسوريا ومصر وتركيا، وفي عام 1982، كان داخل سوريا أثناء انتفاضة حماة. لكنه أيضًا يتردد بانتظام على العاصمة واشنطن للتشارو مع الجهات الحكومية، ويتقن العربية والفرنسية بطلاقة، إلى جانب دراسته للتركية والإيطالية.

حصل “لانديس” على درجة البكالوريوس من كلية سوارثمور، ودرجة الماجستير من جامعة هارفارد، والدكتوراه من جامعة برينستون. وهو مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، وأستاذ في كلية الدراسات الدولية بجامعة أوكلاهوما.

تستعرض السطور التالية أبرز التوقعات التي تضمنها الحوار:

نحو إدلب أم الشمال؟

الأسد متلهِّف جدا لاستعادة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي، وتحقيق أقصى استفادة من الزخم.

يدور النقاش الآن حول ما إذا كان سيتحرك نحو إدلب أو إلى الشمال، ويُرَجَّح أن تتحرك الحكومة السورية صوب الشمال.

يرجع ذلك إلى قلق النظام السوري الشديد من أن تركيا يمكن أن تسعى إلى إعادة تنظيم الميليشيات العربية المعتدلة في الشمال.

وبينما لا يمثل الجهاديون السلفيون في إدلب كثيرًا من القلق لحكومة الأسد، فإن إمكانية تدريب الميليشيات المدعومة من تركيا لتصبح قوة ضاربة هي التهديد الحقيقي.

وربما تنتزع الميليشيات العربية الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة حاليا، وهو السيناريو الذي سيشكل خطرًا حقيقيًا يهدد خطط الأسد في المستقبل.

الأكراد بين الأسد وأردوغان

حاولت روسيا التوسط لتسهيل التفاوض مع أكراد سوريا لمنحهم حكمًا ذاتيًا، لكن الأسد رفض ذلك؛ وهو ما يرجع جزئيًا إلى اعتقاده بأنه قد يصبح أقوى عسكريا وسياسيا على الأرض في المستقبل، بما يجعله في وضع أفضل للتعامل مع الأكراد.

أهداف الأكراد والأسد مختلفة تماما:

– وحدات حماية الشعب YPG الكردية تريد شيئًا يشبه ما لدى أكراد العراق؛ استقلال فعلي بحكم الأمر الواقع.

– لكن الأسد لا يريد لهذا النوع من الحكم الذاتي أن يترسخ في سوريا (مدارس منفصلة، وعَلَم منفصل، وجيش منفصل).

ربما يكون مضطرًا لقبول جزءٍ من هذا السيناريو، لكن معظم الموارد الاقتصادية ستكون خارج النقاش. كما يعتمد هذا في جزء كبير منه على توازن القوى مع تركيا.

فكلما تعقدت العلاقات بين الرئيس أردوغان وأكراد سوريا، كلما أجبروا على العودة إلى أحضان الأسد (وكلاهما يرى أنقرة عدوًا مشتركًا).

هلال شيعي

برغم أن روسيا وإيران وحزب الله حلفاء مقربون من الحكومة السورية، إلا أن ثمة اختلافات بينهم في الطموحات الاستراتيجية والوطنية، كما تطفو على السطح توترات بينية من وقت لآخر.

بيد أن إيران وروسيا سيتعاملان مع هذه الأوراق بحذر شديد نظرا لاحتياجهما إلى سوريا، ويُرَجَّح أن يستمرا في بسط سلطتهما من لبنان إلى إيران.

سيخلق ذلك بنية أمنية جديدة في الشرق الأوسط- هلال شيعي- من شأنه أن يكون أساسيًا لأمنهما القومي.

ثقب اقتصادي أسود

سيكون هناك ثقب اقتصادي أسود هائل في سوريا. والتحدي الرئيس الذي يواجه الأسد في هذا السياق هو: تشجيع الاستثمار الأجنبي، وفتح أبواب التجارة.

إنه مقبل على التعامل مع شبكة عنكبوت رهيبة من العقوبات التي فرضها الغرب على حكومته، وسوف يحاول إيجاد سبل للالتفاف عليها وهزيمتها.

وفي حين قد يتجاهل الغرب الانتهاكات لدرجة معينة، لكنه لن يرفع العقوبات تماما.

هذا يعني أن الأسد سوف يحتاج إلى إقناع لبنان والعراق بكسر هذه العقوبات، وإقناع تركيا- في نهاية المطاف- بقبول عودته إلى جنة النعيم.

سيكون لدى الرئيس أردوغان حافزًا قويًا للقيام بذلك؛ بالنظر إلى المستوى المرتفع من التبادل التجاري والحيوية الاقتصادية بين تركيا وسوريا قبل اندلاع الحرب، الأمر الذي جعل الكثير من الأتراك الأغنياء.

لفترة من الوقت كانت التجارة رائجة جدا- في مجال المنسوجات وحشد من الأعمال التجارية، خاصة لصغار التجار على طول الحدود.

إذا تحقق الاستقرار، وبدأ اللاجئون في مغادرة تركيا، سيتجدد النمو وتعود الاستثمارات التركية.

خيارات ترامب

بذلت وسائل الإعلام الأمريكية جهدًا مضنيًا في تشويه صورة الأسد على مدى السنوات الخمس الماضية، وساعدها في ذلك الرئيس السوري نفسه بشكل كبير.

مع وضع هذا في الاعتبار، سيكون من الصعب جدًا على أي رئيس التعامل مع الأسد مباشرة. بل إن كافة المراكز البحثية، حتى الليبرالية منه، توصي بالتدخل.

على الإدارة الجديدة أن تقرر السياسة التي ستنتهجها بشأن العقوبات. بمجرد اتضاح أن الأسد باقٍ في السلطة، ستحتاج واشنطن إلى تقييم أهدافها، وتحديد ما إذا كان الأفضل هو التسامح مع ذلك بدلا من إشعال حرب جديدة.

سيعتمد ذلك على ما إذا كان الأمريكيون يعتقدون أن بإمكانهم الحصول على تنازلات فيما يتعلق ببعض القضايا، مثل: مرتفعات الجولان، وحزب الله، وإيران؛ من خلال الحرمان الاقتصادي، أم سيقررون أنه من الأفضل اتباع سياسات لخلق نمو اقتصادي، وتشجيع عودة اللاجئين السوريين.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم ماذا بعد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

مستقبل الأمن المائي في شمال إفريقيا وشبه الجزيرة العربية

* التوقعات الرئيسية: – يمكن استنزاف الجزء القابل للاستغلال من طبقات المياه العذبة ال…