ترجمة: علاء البشبيشي

السباقات الانتخابية التي تشكل أهمية حول العالم خلال عام 2014، من البرازيل إلى تركيا

لن يذكر التاريخ عام 2013 باعتباره سنة الانتخابات الهامة على الصعيد العالمي، صحيحٌ أن انتخاب حسن روحاني غيَّر لهجة طهران، وربما فتح الباب أمام حل دبلوماسي دائم بشأن برنامج إيران النووي، لكن نتائج معظم الانتخابات التي جرت في عام 2013 – وهي كثيرة – تهم في المقام الأول الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فيها، بينما سيتردد صدى الخيارات التي سيتخذها الناخبون في عام 2014 في جنبات ما هو أبعد من حدود بلادهم.

ومنذ بداية العام 2014، أجريت بالفعل:

الانتخابات الرئاسية في أفغانستان

الانتخابات البرلمانية في العراق

انتخابات مجلس النواب البرلمانية في الهند

انتخابات الجمعية الوطنية في جنوب إفريقيا

الانتخابات الرئاسية في كولومبيا

وخلال الشهور الثلاثة القادمة، من المقرر إجراء:

الانتخابات الرئاسية في إندونيسيا (الأربعاء 9 يوليو)

عندما كنت في إندونيسيا يونيو الماضي، أخبرني جميع من التقيتهم أمرين اثنين، حول الانتخابات الرئاسية في البلاد عام 2014. الأول: أن جوكو ويدودو، محافظ جاكرتا والرجل الذي يطلق عليه العديد من الإندونيسيين أوباما جاكرتا، سيفوز بسهولة إذا دخل السباق. الثاني: لن يترشح ويدودو إذا ألقت زعيمة حزبه، الرئيسة السابقة والمرشحة الخاسرة لمرتين، ميجاواتي سوكارنو بوتري، قبعتها داخل الحلبة.

وأيًّا كان الفائز في السباق، ليحل محل الرئيس المنتهية ولايته لولايتين سوسيلو بامبانج يودويونو، سيجد صندوق بريده ممتلئًا؛ حيث تباطأ النمو، واستُنزِفت الخزينة بسياسات دعم الوقود الشعبية، وما زال الفساد متفشيًّا، ومن غير المرجح أن تتمخض الانتخابات البرلمانية الإندونيسية في أبريل هيئة تشريعية حريصة على تفعيل الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها.

الانتخابات الرئاسية في تركيا (أغسطس)

أول انتخابات رئاسية تركية مباشرة على الإطلاق تجعل العديد من الأتراك يتساءلون عما إذا كان رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان سيترشح أم لا؟ ولماذا يتخلى عن منصب رئيس الوزراء من أجل دور رئاسي شرفيّ إلى حد كبير؟ والجواب هو حدود الولاية، فقواعد حزب العدالة والتنمية (AKP) تمنع أردوغان من البقاء لأكثر من ثلاث فترات كرئيس للوزراء، وسوف يصل لهذا الحد الأقصى في يونيو عام 2015، وتحدث أنصار أردوغان عن إعادة كتابة الدستور التركي لإعطاء الرئاسة صلاحيات أكبر. ولم يحدث شيء حتى الآن، جزئيًّا لأن استجابة أردوغان ثقيلة الوطأة على احتجاجات المدن في عام 2013، وأساليبه المستبدة أقلقت ليس فقط منافسيه ولكن أيضًا العديد من أنصاره، ولكن إذا أبلى حزب العدالة والتنمية بلاءً حسنًا في الانتخابات المحلية والإقليمية في تركيا المقرر انعقادها في مارس، فإن احتمالات ترشيح أردوغان في أغسطس ستزداد.

الانتخابات الرئاسية في البرازيل (الأحد 5 أكتوبر)

من المرجح أن تبقي الرئيسة الحالية ديلما روسيف في موقعها، بل في الواقع، السؤال الرئيسي في برازيليا هذه الأيام هو ما إذا كانت تستطيع أن تحرز ما يكفي في الجولة الأولى لتتجنب جولة الإعادة.

قبل بضعة أشهر، لم تبدُ الأشياء وردية بهذا المستوى؛ حيث تعثرت شعبيته ديلما في الصيف الماضي عندما انفجرت الشكاوى من ارتفاع أسعار تذاكر الحافلات والقطارات على هيئة احتجاجات أوسع نطاقًا بشأن التضخم، وعدم المساواة، وسوء الخدمات الحكومية، وإن استعادت روسيف شعبيتها ببطء على كل حال، وساعدها على ذلك أخطاء معارضيها وافتقارهم إلى رسالة تحفيزية، كما فشلت إحدى منافسيها الرئيسيين، الناشطة البيئية مارينا سيلفا، في الحصول على تسجيل حزبها السياسي في الوقت المناسب لتدرج في الاقتراع، وهي الآن مرشحة لمنصب نائب الرئيس على بطاقة الحزب الاشتراكي.

انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي ( الثلاثاء 4 نوفمبر )

بدأت وسائل الإعلام الأمريكية بالفعل النقاش حول المرشحين المفضلين للانتخابات الرئاسية في 2014، ومع ذلك فعلى الأميركيين قبل اختيار رئيسهم القادم أن يصوتوا في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس عام 2014، ولدى كل من الديمقراطيين والجمهوريين آمالاً كبيرة لشهر نوفمبر؛ حيث سيتخذان مواقعهما طوال 2014 واضعَيْن نصب أعينهم الحصول على مَزِيَّة. سيحتاج الجمهوريون إلى ستة مقاعد للفوز بالأغلبية، ويمكنهم انتزاعهم، بينما يحتاج الديمقراطيون إلى ثمانية عشر مقعدا في مجلس النواب ليشكلوا أغلبية، وهو ما لا يبدو كثيرًا، لكن لم يشهد أي رئيس في المائة عام الماضية استعادة حزبه الأغلبية في مجلس النواب في انتخاباته النصفية الثانية. و إذا ما استمرت شعبية أوباما في التراجع، فإنه لن يغير  هذا التوجه. ولن يساعد الانخفاض المرجح في الإقبال عام 2014 عن نظيره عام 2012، وكذلك كونه أكبر سنًّا وأكثر بياضًا، في تغيير ذلك؛ لأن هذه تلك التركيبة السكانية تصب في صالح الحزب الجمهوري.

هناك انتخابات أخرى سوف أتابعها عن كثب، يوم 18 من سبتمبر؛ حيث ستقرر أسكتلندا ما إذا كانت ستغادر المملكة المتحدة وتصبح دولة مستقلة، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ عام 1707، وتُظهر استطلاعات الرأي أن القوات المؤيدة للاستقلال تواجه معركة شاقة. وفي محاولة لتغيير هذه الديناميكية، نشر أول وزير لأسكتلندا، أليكس سالموند، للتو مخططًا للاستقلال واصفًا رؤيته لاسكتلندا المستقلة، وسوف يحصل على دفعة في يونيو المقبل حينما يحتفل الأسكتلنديون بالذكرى الـ 700 لمعركة بانوكبورن، فقد كانت تلك لحظة مبدعة في التاريخ الأسكتلندي؛ حيث سحق الأسكتلنديون، بقيادة  الملك روبرت بروس قوة أكبر بكثير بقيادة الملك الإنجليزي إدوارد الثاني. (القلب الشجاع لـ ميل جيبسون فيلم عظيم، لكن تصويره لـ روبرت بروس هو في الغالب هراء)، وعلى الأرجح ستتلاشى المشاعر القومية التي ستثيرها احتفالات بانوكبورن في الوقت الذي ستُفتح فيه صناديق الاقتراع بعد ثلاثة أشهر، سوف يقارن الأسكتلنديون بين تكاليف مغادرة المملكة المتحدة، والتي ستكون كبيرة، والمميزات التي ستمنحهم إياها الأحزاب السياسية البريطانية للبقاء في الحظيرة.

طالع المزيد من المواد
طالع المزيد من المواد المنشورة بواسطة العالم بالعربية
طالع المزيد من المواد المنشورة في قسم العالم بالعربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

طالِع أيضًا

الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير هائل على الاقتصاد في المستقبل

يمكن للمؤسسات (الإعلامية والبحثية إلخ) الحصول على تقاريرنا حصريًا الآن. لمعرفة المزيد حول …